زجر العنف ضد النساء لا يخالف الإسلام في المغرب



كمال آيت بن يوبا
2019 / 12 / 14

حرية – مساواة – أخوة

رأي

من أجل ثقافة عقلانية تنتمي لعصرنا


إذا سألنا أصحاب المصانع والمعامل الممنتجة للبضائع المختلفة التي يسوقونها في المغرب و قلنا لهم: هل يمكنكم أن تفكروا في تخصيص فرق من العمال من أجل إتلاف تلك البضائع التي تنتجون في مصانعكم ؟ فسيبدو لهم السؤال غبيا و غير منطقي و سينظرون لنا نظرة تعجب من طرح مثل هذا السؤال الذي ينطوي على تناقض .......و ربما سيطرحون علينا سؤالا عوض الجواب على السؤال السابق هو : و هل يُطرح مثل هذا السؤال ؟

بالمثل فإن تكوين السيدات هو إرادة إلهية عند المتدينين و لدينا نحن أيضا.و بالتالي فإن نفس الارادة الإلهية هي التي جعلت النساء يقمن بمهام الحمل و ما أدراك ما الحمل و الولادة و ما ادراك ما الولادة و الرعاية و ما ادراك ما الرعاية ...بعبارة واحدة النساء عاملات من أجل إستمرار النوع البشري ..

و من المعلوم أن ضرب النساء دائما و أبدا يجعلهن من الناحية النفسية فيما بعد ليسوا هن اللواتي كن قبل ذلك ..و هذا شيء معلوم في علم النفس ...و يعني أنه يتم إتلاف للنفسية البشرية الأنثوية و إتلاف للنساء.

و إذن هل يعقل أن تريد الإرادة الإلهية التي صنعت النساء إتلاف من جعلتهن مسؤولات عن إستمرار النوع البشري ...؟ أليس هذا تناقضا ؟ مثل التناقض الموجود في السؤال الذي إفترضنا جدلا أننا طرحناه أعلاه على أصحاب المصانع في المغرب ..

و بما أننا فرقنا في مقالات سابقة و طويلة بين الإسلام المحمدي المؤسس للحرية والكرامة الإنسانية و السمو النفسي بفعل الخير و الذي لا هو إرهاب و لا هو سطو على ممتلكات الغير تحت إسم الغنائم أو نسائه تحت إسم السبي الخ ....و بين الإسلام الحربي أو البعد محمدي الذي تم تأسيسه لاحقا بعد وفاة الرسول بفبركة نصوص جديدة تخالف الإسلام المحمدي و الذي وصلتنا بعض نصوصه ...، و بما أن الدعاة للإسلام يقولون حول قراءة الكتب أنه يمكن الأخذ بما ينفع فيها و ترك ما لا نفع فيه ، و كذلك ينصحون بالإستفادة مما فيها من إيمان و ترك ما فيها من كفر ، فبالمثل يمكن القول أنه يحسن الأخذ بما يوافق العقل و ترك ما يخالفه في أي كتاب كان ..

و لذلك يذكر المسؤولون المغاربة دائما في حديثهم عن الإسلام الذي يتبنونه في كل مناسبة أنه إسلام الإعتدال والعقل والحرية و الكرامة الإنسانية و التسامح والتفاهم والتعايش بين الديانات المخالفة و ليس دين الإرهاب أو السطو على ممتلكات الغير ..بل صاروا يقومون بتكوين الأئمة الذين يعملون في أوروبا و كذلك الأفارقة و غيرهم على هذا الأساس ...و لذلك فهم يدعون في الواقع للإسلام المحمدي ..

و إذن فالإستنتاج من كل هذا و هو أن القوانين الجديدة في المغرب مثل قانون زجر العنف ضد النساء أو رفع التمييز ضدهن أو أي قوانين تروم تحقيق المساواة التامة بين الجنسين أو تؤسس للحرية الدينية و غير ذلك لا تخالف هذا الإسلام ...أو لنقل ببساطة لا تخالف الإسلام ...

مع تحياتي