لا للحجاب , لا لحز الرقاب , ونعم لليلى عادل



عايد سعيد السراج
2006 / 5 / 30

عندما يصل القتل لدرجة الهوس , ويصبح الموت المجاني لعبة بيد مجموعة من تجار الحروب , وتتحول الشوارع والحارات إلى أشباح تطارد البشر , تفقد الحياة معناها , ويصبح السيف ( أصدق أنباءً من الكتب ) لأن في حده الحد بين اللعب واللعب , وتصبح أرواح الناس لعبة بأيدي الشر , ويُضْحي الأطفال والشيوخ والنساء , أكثر الشرائح الاجتماعية ضياعاً في بلدٍ مثل العراق , و( المرأة والفتاة اليوم مهددة أن يعتدى على حريتها في الملبس وفي الظهور بالطريقة التي تعودت عليها , ففي أية لحظة يمكن أن يهاجمها أحد الأبطال ويهددها بالقتل , أو تتعرض لحلاقة شعرها بالكامل , وبعضهن تم سكب ماء النار على وجوههن , طبعاً فضلاً عن فقدان بعض النساء لأرواحهن ثمناً لتمتعهن بالحد الأدنى من حقوق الإنسان) هذا ما قالته الكاتبة – ليلى عادل – في العدد 1562 – من الحوار المتمدن , فتصوروا أي مأساة وصل إليها العراق , وأي أخلاق وقيم ستسود إذا ما حكم العراق , مدعي الإسلام من جهلة ومتخلفي هذا الزمان , على مرآى ومسمع العالم , وعلى مرآى ومسمع كل ما وصلت إليه البشرية من حريات وحقائق علمية تطفىء عيون الإرهابيين , شذاذ الآفاق أكلة لحوم البشر , ميتميْ الأطفال , وخراب البيوت مرمليْ النساء والمعتدين على كرامات الناس , جند الموت , مصممي الطائفية البغيضة , الذين يعطون الأحتلال كل مبررات وجوده , انها رسالة إلى كل شرفاء العالم للتضامن مع المرأة العراقية , المرأة الحرة الكريمة التي تشبه – ليلى عادل – وليس المرأة الجاهلة التي تعادي نفسها وإنسانيتها وتغطي على المجرمين , أو تناصرهم , أو تتركهم يستغلون أمومتها وإنسانيتها , ويسخرونها ضد بنات شعبها , وربما يلغمونها لتقتل , متناسية دور المرأة العظيم في الحياة , أو دور الأم التي مهمتها الدفاع عن الحياة , لاسلبها من الآخرين كما يعمل أصحاب الفكر الإرهابي أو الطائفي البغيض , فأين هي المرأة العراقية العظيمة التي من المفروض أن تقف بوجه الظلم والقهر , وتعري أعداء الإنسانية , وخوّان الحياة والعيش الكريم , هل المرأة العراقية سوف تتنازل عن حقوقها وإنسانيتها وما حققت من إنجازات ٍ وقوانين تكفل لها دورها الفاعل والطبيعي , كإنسانة كريمة , أم ترضى أن تكون الدمية الجاهلة التي يحركها رجل متخلف أحمق , ويصادر منها أجمل ما فيها إنسانيتها ودورها كإمرأة كريمة , على كل الشرفاء والقوى الوطنية الخيرة في العراق , أن تقوم بواجبها , وتقف مع المرأة العراقية في نضالها ضد أعداء الحياة , هؤلاء الظلاميين خفافيش الليل أعداء النور , الذين يلبسون الدين سيفاً جاهلاًَ ودامياً لقطع الرؤوس وجزّ الأعناق , أيها الظلاميون أيها الحاقدون , أيها الموتورون , يا جهلة العالم وحثالات البشر كفاكم قتلا ً , ألم ترتووا من الدماء , كيف تنامون وأرواح الموتى تلاحقكم , كيف تواجهون ربكم الذي تدعون ؟ أبمجازر الموت , أم بينابيع الدم ؟ ألا تعلمون أن أرواح القتلى ستلاحقكم حتى في الجحيم الذي تصنعون , أليس الأطفال هم ملائكة الله في ألأرض كما تزعمون , إن أرواح هؤلاء الأبرياء , وكذلك أرواح أمهاتهم , وحتى الدمى التي يلعبون بها سوف تلعنكم , وتطاردكم في أحلامكم الكابوسية , يا أيها الناس جميعاً , من يتصور أنه بمنأ عن شرور الإرهاب فهو واهم , فالإرهاب أعمى ليس له عيون , وقود الإرهاب كل كائن حي , الناس والحيوانات والأشجار , بل كل من يحيا أو يكون مصدراً للحياة , يا نساء بغداد توحدن بكل انتماءاتكن , وأعراقكن , ومفاهيمكن , لأن هذا الحقد الأعمى لا يوفر أحداً 0 بوحدتكن تحافظن على أطفالكن , وعلى كرامتكن , وإنسانيتكن , أيها الناس جميعا ً تضامنوا مع حرات العراق , تضامنوا مع أطفال العراق , تضامنوا مع حرية العراق , أنها صرخة ألم أطلقتها بوجه العالم – ليلى عادل – كما أطلقتها قبلها كل ليلاوات العراق الحرات , بحثاً عن الحرية والكرامة , ومن أجل مجتمع يسوده العدل ويحترم كرامات النساء , لا استعبادهن 0