حوار مع الذات ... حول المرأة 4



سامان أمين
2006 / 5 / 30

كنت ُ قد سألت ُ المشرع عن الغاية أو الفكرة في ذكر العبارة " المرأة في كردستان متزوجة أو غير متزوجة " وتكرارها مرتين... ولم أتلقى جواباً من أي مشرع ..ربما سؤالي ليس ذات أهمية أو يعتبروني إنساناً لا أفهم اللغة العربية أو لا أفهم المعنى بين الأسطر وربما أتلقى يوما ً ما رسالة ألكترونية من مشرع ما وفيه سَيل من الشتائم والحشو في المفردات والعبارات ومن ثم يُتحِفني قولا ً " المقصود بهذه العبارة أيها الفتى ..ألمراة إما تكون متزوجة أو غير متزوجة .. حيثُ العزباء والمطلقة والارملة تعتبر غير متزوجة ... هل فهمت الان ؟
- إن كان هذا هو القصد فلا تعليق لدي .. ولكن الفكرة أيها المشرع ..هو الفلسفة ..نعم الفلسفة ولا تتعجب من هذه المفردة ..كل شيء له فلسفة أو يمتلك فلسفة، إن كان مادياً أو معنوياً أي روحياً .. ولننسى الماديات آلان ... ولنتحدث عن الروحانيات ...فهذا الدستور الذي نتحدثُ عنه وفيه لائحة طويلة وعريضة عن المرأة تعتبر من الروحانيات لأنها ليست مادية وليست ملموسة بل ليست واقعية أيضا ً حيث الفرق بين المكتوب والمفعول كبير كما أسلفتُ في المقالة السابقة، والمرأة بدورها أعتبرها أعلى مرتبات الروح أو الروحانيات ...رغما ً عن كونها إنسان ولها واقع ملموس أي تُعتبر مادة ، ولكني أعتبرها أعلى مرتبات الروح ولو كره الكارهون.
- لماذا .... لماذا وضح ذلك .
إن التعامل اليومي وفي السياق المعروف لرجل يمتلك أدنى مستويات الثقافة الروحية والفكرية مع المرأة المحيطة به ِ وهي حسب التسلسل الطبيعي والمألوف ..ألام ..ألاخت .. الصديقة .. الزميلة في العمل .. ثم تأتي الزوجة، ولا أقصد هنا تقليل شأن المرأة الزوجة حيث إنها الشريكة والمُدبّرة والاهم ....من المفروض أن تكون الحبيبة والصديقة، ولكني أقصد من هذا التسلسل هو الاحتكاك الطبيعي للذ َكر بصورة عامة ومنذ اليوم الاول لحياته ِ يكون مع ألام ثم ألاخت وهكذا إلى أن يصل الى مسك الختام ألا وهي الزوجة والتي قد تصبح كل تلك المعاني في أمرأة واحدة وما أعظم هذه الحالة وما أجملها إن حدثت في الواقع مع الحفاظ على الروابط الموجودة أصلا ً مع ألام وألاخت.
- وصلت الفكرة ...اذا كان قصدك تسلسل العلاقة بين الذكر والانثى ولكن ماهيّة العلاقة أو مثلما قلت َ التعامل اليومي .
- شكراً لأنك ذكرتني قبل أن أدخل إلى دهاليز الحياة الزوجية ، إن التعامل اليومي بين ألرجل كأنسان وكفرد واحد مع تلك الاصناف من المرأة كمجموعة تنقسم إلى قسمين :
_ تعامل معنوي اي روحي.
_ تعامل مادي اي ملموس .

الان يجب أن أعود إلى ثلاثة ميادين في الحياة ....الفلسفة-النفس-الاجتماع.
لكل شيء فلسفتهِ كما قلت ُ إن كان مادي أو معنوي وهي أساس كل المفاهيم الانسانية لذلك نستنبط فلسفة التعامل مع المرأة
..... هل هي أنسان ؟
..... هل هي كماليات أو ممتلكات ذكورية ؟
..... هل هي شر لا بد منه ؟
..... هل هي مجرد وعاء ..لتفريغ اللذات الذكورية؟
نلاحظ إن جميع البنود والنقاط الواردة أعلاه هي فلسفات مادية ما عدا البند ألاول " هل هي أنسان " لأنها فلسفة روحية بحتة ولا غبار عليها .
القاعدة تقول إن الأنسان إما أنثى أو ذكر، ولكل قاعدة شواذ .. وهي البنود الثلاثة الاخرى ولكن القاعدة أنعكست والشاذ أصبح قاعدة، الرجل الشرقي المريض نفسيا ً يرى المرأة واحدة من هذه الانواع الثلاثة أو يراها جميعها ويتعامل معها معاملة مادية مطلقة وبدءا ً بالجنس والذي لا يرتبط عند الرجل الشرقي بالأحساس لا من قريب ولا من بعيد بل هي عملية مادية بحتة والغرض منها إفراغ لذة الرجل ودون أدنى إحترام لمشاعر ومتطلبات المرأة الحسية والنفسية.
هذا هو الجانب المحظور والسري في العلاقة بين المرأة والرجل ...( بالمناسبة ..عندما أقول المرأة والرجل اقصد الزوجة والزوج بطبيعة الحال ... وعندما اقول المحظور أو السري أقصد إنها العلاقة المادية بين الزوج والزوجة ومن غير المألوف أو الطبيعي أن تكون تلك العلاقة علنية أو خارج نطاق الزواج أو أن تكون نوعاً من الخيانات الزوجية ) ....، أما الجانب الغير محظور أو العلني هو العلاقة بين الزوجة والزوج أمام المجتمع بدءا ً بالبيت واهل الزوجين والاصدقاء والمجتمع بأسره ِ، وهنا الرجل الشرقي المريض نفسياً يرى المرأة جزءا ً من ممتلكاته ِ أو شرٌ لا بد منه ُ فيعاملها على هذا الاساس من عدم الاحترام ..عدم أخذ الرأي.. ألاهانة ..الاستهزاء .. وفي كثير من الاحيان الضرب، ونلاحظ إن هذه المفاهيم الشاذة من العلاقة الانسانية تُعتبر من الماديات ولا علاقة لها بالروحانيات، بعكس المفاهيم السوية والراقية من أحترام ..الود .. الاخلاص ...الخ من المفاهيم الانسانية الرائعة والتي بدورها وبرأي تُعتبر من الروحانيات أو المفاهيم المعنوية، فالضرب فعل ..الاهانة فعل ..الاستهزاء فعل اي ملموس .
إذن أصل الى النتيجة الاولى ألا وهي أعتبار المرأة أعلى مرتبات الروح لأن التعامل معها بأعتبارها إنسان ( وهي فعلاً أنسان ..شاء الرجل أو لم يرضى) يجب أن يكون بتلك المفاهيم الراقية وبعكسها تعتبر مفاهيم شاذة ومتخلفة.
وبهذا أصل الى المحصلة النهائية أو الفكرة الاساسية في هذا الجزء من المقالة .... ألا وهي فلسفة المُشرع ....
اذا كانت فلسفتك من تلك العبارة المكررة هو تصنيف المرأة إلى متزوجة وغير متزوجة مع الغاء دور التصنيفات الاخرى ... أسمح لي أن أقول إنها فلسفة خاطئة وشاذة .
اذا كانت فلسفتك مجرد لغوية فقط ...أسمح لي أن أقول انها خاطئة أيضاً ..ببساطة لو قلت َ """ ألمرأة """" فقط لشملت جميع أصنافها .
وبالمناسبة تكررت هذا العبارة وللمرة الثالثة في المادة الواحدة والعشرون من الفصل الرابع .....
- تكفل حكومة أقليم كردستان حق المرأة الكتزوجة وغير المتزوجة في المشاركة في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية .
أي إن المغضوب عليها والضالة "" تنضرب بالجلاليق"""
مع أعتذاري لقول هذا المصطلح العاميّ ولكنها من حرقة قلبي.

وللشجون بقية ....
ولا تزال الحقوق مهضومة ....