رسالة



محمد طالبي
2020 / 1 / 12

الى السيدة المحترمة نورا الفواري
تحية و احترام
وبعد،علاقة بمقالكم المنشور بجريدة الصباح تحت عنوان :" الداخلة القصاير وراء الستار" اسمح لي ان ابدي بعض الملاحظات البسيطة على مضمون ما جاء في " مقالكم"
1- مند مدة ليست بالقصيرة حاولت ان اخد مسافة نقدية بيني وبين جريدتكم لأسباب عدة و متعددة وسأكتفي هنا بذكر سببين اثنين فقط :
أ- خطكم التحريري و الذي يعتبر من وجهة نظري الشخصية تعبيرا سياسيا عن موقع طبقي يعادي الاماني و الامال وأهداف ابناء الطبقات المسحوقة من الشعب المغربي.. و ينتصر للحاكمين ويتبنى وجهة نظرهم لتدبير الشأن العام الوطني ويحاول تبرير النتائج الكارثية لهكذا تدبير على عموم الطبقات المسحوقة.

ب- السبب الثاني الذي يجعلني ارفض ان أطالع جريدتكم فهو سبب أخلاقي فلا يستصاغ ان اتصفج جريدة تضع صورة لشابة جميلة في اخر صفحة من صفحاتها ،شابة شقراء بسيقان بيضاء ملساء مكشوفة في محاولة للتاثير على القارئ ومحاولة اغواءه لشراء الصحيفة.

2-فيما يتعلق بموضوع الرسالة وهو ما أسمته جريدتكم "ورقة" خرجت بما المبعوتة الخاصة للجريدة لمدينة الداخلة وهنا اتفق تماما مع تسمية ما كتب على انه مجرد "ورقة" لانه بالفعل يصعب ادراجه تحت اي مسمى صحفي اخر، لانه و ببساطة شديدة لا ينتمي لاي جنس صحفي،و ربما هو كلام في "جنس" فقط ،بدون هوية صحفية.

3- قرات الورقة مرات عديدة باحثا عن الخبر لم أجد له اثر ،تجولت معك في ورقتك مع الشخوص التي كانت من اختيارك: "كرابة" ،عاملات جنس،بائعوا المخدرات بانواعها..قوادون لم أستطع ان أصدق ان يكون منتوجك الصحفي هابطا لهذه الدرجة.

4- كنت في انتظار ان اجد تحليلا يخضع لضوابط العلم و المعرفة لظاهرة معينة حددتها انت في "الدعارة" ، اجد تحليلا ينطلق من العام الى الخاص،تحليلا يستحضر الشروط الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية التي انتجت الظاهرة،وطنيا جهويا ومحليا ثم طرح الاسئلة الحقيقية في الزمان و المكان المناسبين.و محاولة لتفكيك العلاقات المتشابكة بين جميع المتدخلين و المستفيدين من عائدات الظاهرة،ثم البحث عن الاثار الجانبية لهكدا نشاط و اسقاطاته على المجتمع و خاصة على فئة الاطفال و اليافعين،و هنا يأتي دور الاعلام الحقيقي في الفضح و التنديد بكل أشكال خرق للقوانين و تجييش الرأي العام من اجل فتح حوار وطني حقيقي حول ظاهرة اصبحت تشكل خطرا على ابنائنا وبناتنا

5- ان نزع الظاهرة من سياقها العالمي و الوطني وفصلها عن الاسباب التي أنتجتها ومحاولة الصاقها بفئة معينة من الشعب المغربي هي ضرب من ضروب الحماقة و الاستهتار بمشاعر رافد من روافد الهوية الوطنية.

6- اذا كان بالفعل هم الجريدة هو اماطة اللثام عن التجارة بالبشر ، فكان الاحرى التحلي بالشجاعة الكافية والدخول في صلب الموضوع،وطرح الاسئلة الحقيقة عوض الاختباء وراء عناوين مثيرة..كما ان الحق في الوصول الى المعلومة يسمح بالكشف عن عدة معطيات تؤكد بالملموس ان تجارة الرقيق الابيض هي تجارة عابرة للقارات ..وبإطلالة بسيطة على الرحلات الجوية من والى مدن شمال المملكة نعرف من اين تستورد اللحوم على انواعها و اشكالها.
7- ان محاولة لعب دور المناضلة التي تحاول ان تدافع عن اثنية ضد اثنية اخرى هي لعبة قديمة –جديدة و هي محاولة ايضا لزرع الفتنة بين ساكنة انسجمت الى حد كبير في التعايش السلمي و الاخوي و هده اللعبة لن تخدم مصلحة الوطن في شيئ

8- بالحديث عن المرأة الصحراوية،كان سيكون من الافيد للجميع الحديث عن الحقوق التي اكتسبتها طوال مسارها و التي جعلت منها كائنا تقام له الدنيا وتقعد في مجتمعها و لها مكانة خاصة وتعتبر قيمة القيم فكرا وممارسة و لا يحق للرجل الانتقاص منها اومن حقوقها.

9-ختاما اريد ان انبه سيادتكم الى ان الاشكالات الكبرى التي تؤرق بال ساكنة الداخلة هي التعليم (خاصة الجامعي منه) حيث يضطر غالبية الطلبة الى السفر الى اكادير و التي تبعد بحوالي 1200 كلم عن مدينة الداخلة لاستكمال دراساتهم الجامعية. وبعد استكمال الدراسة تأتي اشكالية العطالة.كما ان ا لصحة العمومية تشكل هما كبيرا حيث الغياب التام لمراكز استشفائية متخصصة، وصعوبة التنقل الى خارج الاقليم لإجراء العمليات الجراحية..