مكمن الصواب في خلع الحجاب



راوند دلعو
2020 / 1 / 19

أهدي هذه المقالة إلى كل صديقة عندي على الصفحة .... و أقول لها : أنتِ محور الكون ... و رأسك فخر لكل رجل ... ❤❤❤❤.

( مَكمَنُ الصّواب في خلعِ الحجاب)

قلم #راوند_دلعو

سيّدتي الفاضلة التي نزعتِ حجابك و تحررتِ من هذه الخرقة و العادة البالية ... إني أرى قرار نزعك للحجاب قراراً رائعاً و جريئاً يستحق الاحترام ... بل ترفع له القبعة ... كما أعتبره عملاً ثورياً على جميع الموروثات البالية ....

و ذلك لأن الحجاب إقرار ضمني من الأنثى بأنها مجرد مجموعة أعضاء بيولوجية تحفز شهوة الرجل ، و تأكيد لا شعوري منها على أنها مجرد ( تبع فرعي ) لهذه الشهوة .... و في ذلك طمس و خيانة لهويتها الحقيقية المتمثلة بعقلها و كينونتها البشرية ...

فخلع الحجاب عبارة عن استرداد ثوري لقيمة الأنثى كإنسان أولاً و أخيراً ... فهي تؤكد من خلال هذا العمل على أنها عقل و تفكير ، لا مجرد أعضاء أنثوية محفزة لهرمونات الرجل ... ( فالأنثى إنسان ذو جملة عصبية _عقل_ تتبعه الأعضاء الأخرى ، لا جهاز تناسلي تتبعه جملة عصبيةهامشية بلا قيمة !).

الحق الحق أقول لكُنَّ ، ليس للحجاب أيّة وظيفة أخلاقية فلا يدل على عفة و لا على عهر و لا يؤثر انتشاره من عدمه على نسبة العلاقات خارج إطار الزواج في المجتمع ...

لكنه مؤشر دقيق على مدى إدراك الأنثى لبشريتها و لموقعها الحقيقي من الوجود و لمدى سماحها لسلطوية الوعي الجمعي بممارسة القمع على إنسانيتها ...

فمن أدركَتْ أنها إنسان متكامل ذو عقل و رفضت سلطوية الموروث ، خلعته و رفضته ؛ إذ لا معنى لتغطية الرأس من الناحية العلمية و لا دليل على هذه الظاهرة الرجعية .

أما من أقرت ضمنياً تبعية قيمتها الوجودية لقيمتها الجنسية ، و استسلمت لتابعيتها للذكور المتخلفين الذين شرعوا هذه العادة في صحراء جزيرة العرب منذ ١٤٠٠ سنة ؛ ارتدته و جعلته شعارها ، لأن المعنى هنا بات جنسياً بحتاً و ارتبطت طريقة لباس الأنثى بطبيعة تحفيزها الهرموني الجنسي ، و هذا انحطاط و إساءة للعقل.

فرأس الأنثى ليس عورة بل ثورة ... بل ثورة ..... بل ثورة !

كما أن تغطيته إهانة له و خجل منه !! بل يجب الافتخار به و كشفه و رفعه بين الناس لإبراز القيمة الحقيقية لعقل الأنثى ككائن بشري يميزه العقل عن باقي المخلوقات.

كما أن الحجاب ينطوي على إساءة كبيرة لرجال المجتمع ، إذ مبناه على افتراض مسبق بأنهم مجموعة من الشهوانيين الشبقين ! كما يصورهم على هيئة مذاكير غير قابلة للانضباط بل مجرد هرمونات جنسية متنقلة تنتظر الفوران عند أدنى مُحفز ( شَعر المرأة) !

و الواقع أن الرجل عقل أولاً ثم جسد ، كما أن الرجل ذو الطبع السليم قادر و بسهولة على التعامل مع المرأة حاسرة الرأس دون أن يلتفت إلى شعرها كمحفز جنسي .... بل لا يفعل العكس إلا المرضى ، و هي حالات نادرة ... فلا ينبغي أن تسن التشريعات بناء على النوادر ، فالنادر لا حكم له ، و بالتالي لا حجة لتشريع الحجاب.

كما أنه تشريع ذكوري بحت إذ لا يتم فرضه على الطرفين معاً !!

إذ لماذا لا تفرض المجتمعات التي ينتشر فيها حجاب الإناث على الرجل تغطية شعر رأسه ؟ مع العلم أنّ التحفيز الجنسي متبادل بين الذكر و الأنثى ، فشعور الرجل بالأنثى كشعور الأنثى بالرجل ... فما الحكمة من فرض الحجاب على المرأة دون الرجل ؟

و من هنا نجد أنه تشريع متناقض متهافت يتصادم مع ألف باء المنطق و العدالة و الصحة الاجتماعية.

و يجب أن أؤكد بأنه يجب عدم الخلط بين الحجاب ( تغطية الرأس) و الاحتشام ...

فالاحتشام في اللباس أمر مطلوب في كل المجتمعات ( بحسب تعريف كل مجتمع لمفهوم الحشمة) و ذلك للحفاظ على عفة المجتمع و سلامة الروابط الأسرية القائمة على مؤسسة الزواج ...

أما الحجاب فهو مبالغة في السَّتر تؤدي إلى تقييد حرية المرأة و امتهانها بل و امتهان الرجل فلا معنى و لا حاجة لها.

و من الناحية التاريخية نجد أن الحجاب عبارة عن عادة انتشرت في صحراء بلاد العرب حيث البدو الرُّحَّل .... ثم فرضها القرشيون ( الأمويين و العباسيين ) على البلاد التي خضعت لاحتلالهم لقرون متطاولة ...

فالحجاب باختصار عادة قُرشيَّة ذكورية ... ولدت هناك حيث لا كرامة و لا شأن للمرأة بل تباع و تشرى و تُركب كالبعير و الجياد و توصف بأنها ناقصة عقل.

و من هنا يجب تجريم من ينسب فرض الحجاب إلى خالق الكون ... إذ لا يمكن للكمال المطلق أن ينحدر إلى سفاسف و تناقضات كهذه.