خصخصة النساء



شهد أحمد الرفاعى
2006 / 6 / 5

بكل قطاع الآن يتم خصخصة مرفق ما ..ويكون بحجة زيادة الإنتاج أو الحفاظ غالباً على المرفق من الإنهيار..أو حتى يوفر على الدولة الدعم أولعدم تمكنها من إدارته كما يجب ..أو فشل إدارى ومالى..ولكن الخصخصة هذه المرة من نوع خاص..إنها دعوة لخصخصة جسد المرأة..وقد تتعجبون من هذه الدعوة ..ولكن آلا يكفى سبع سنوات من هز الوسط تحت رعاية الحكومة المباركة مع إنها حكومة النظافة..وتحت رعاية وزارة السياحة.. للدعوة لخصخصة جسد المرأة؟؟؟؟؟؟ فــ..للأسف يتم إقامة مهرجان النخاسة للمرأة العربية وغيرها..على مرآى ومسمع من العالم ..مسابقة من يهز أكثر ومن يتعرى أكثر يكسب..على أرض الرسالات ومهد الحضارات يقام ما يسمى بمهرجان الرقص الشرقى منذ سبع سنوات..دعاية رخيصة لنساء مصر تحط من قدرها بين نساء العالم.. ودعوة أرخص تحت مسمى جلب العملات الصعبة وتشجيع السياحة..وتحت مسمى الإبداع الفنى..وفى كل عام المشتركات يتزايد أعدادهن بل ويتفنن فى كيفية التعرى والهز..وإثارة غرائز المشاهدين وطبعاً أغلبهم من الرجال.. ماالإبداع يا سادة فى هز الوسط..وتعرية الممكن من الجسد وغير الممكن؟؟ وإلا لن يكون الفوز بالتاج الذهبى..هل أصبحت المرأة تتراجع لعصور الرقيق والنخاسة ولكن بإطار أكثر إشراقاً وأكثر خلاعة ؟؟ أين الجمعيات المنادية بحقوق المرأة والمنادية بالمساواة مع الرجل؟ وهل هناك مهرجانات للرجال بهز الوسط؟ يمكن لا أعلم إلى الآن ؟؟ ربما يكون هناك أو تكون الجمعيات المنادية بالمساواة بالرجل قد إشتمت خبر لهذا فقررت المبادرة قبل الرجال من مبدأ المساواة..وهل الحرية هى التعرى وهز الأرداف وإمتهان الكرامة؟؟ياسادة يا منظمى مهرجانات النخاسة ..نساء مصر لسن لهز الأرداف والتعرى ..نساء مصر منهن العالمة والأديبة والسياسية ..إلخ ..خاضت كل ميادين الحياة العامة بشرف ..
المرأة المصرية الآن قاضية..ووزيرة..وبرلمانية..وأيضاً تعول أولادها إن رحل عنها من يعولها..تشارك بزرع وحرث الأرض..منتجة بأسرتها إن صغرت أو كبرت..لا تهينوا المرأة المصرية ؟؟ولا تخلعوا عنها حيائها وتدنسوا شرفها.. المرأة كائن مقدس هى الأم والزوجة والأخت والأبنة والجدة.. إرفعوا أيديكم عنها..يا حكومة النظافة كفاكى تلويث لسمعة مصر ونساء مصر..ولتنادى النساء بخصخصة أجسادهن..لمن ترتضيه زوجاً لها..وإن لم تجد فالعفاف أفضل وأبقى.. الأنوثة خجل وحياء وحمرة تعتلى الوجوه عند التحدث للغريب وليست الأنوثة التعرى وهز الأرداف وما يمكن ويصلح للهز..هذه ليست دعوة منى للعودة لعصر الحريم..ولكن ما يقام الآن من مهرجانات تسىء للمرأة وترجع بها لعصر الجوارى والسلاطين وعصر الحريم ..طالبوا بخصخصة الأنوثة لصالح أزواجكم وليس لمن يدفع أكثر والفرجة ببلاش..فكلما تغطى الجسد كان محور إهتمام من ينظر إليكى ..يكفى أنه تواق لكى.. يتوق لرؤية هذا الشىء الغامض والمجهول بالنسبة له..فلماذا لا تجعلى من نفسك يا سيدتى فص نادر يحلم بإقتناءه كل من يقترب منه يتمنى لمسه ورؤية بريقه المصان عن عيون الناس؟؟ جربى وإسألى رجلاً عن شعوره تجاه أنثى عارية وأنثى آخرى تحترم أنوثتها وتجعل من جسدها شىء مقدس لا يلمسه أو يقربه أو يكتحل برؤيته إلا من كتب لها بحلال الله سبحانه وتعالى..أرفضى يا سيدتى أن تكونى ملكية عامة..فمصير الورد بعد اللمس الذبول وصناديق القمامة وربما وطء النعال..ولكن مصير لؤلؤ المحار بقاع البحار لا يقصده إلا من يريد كل غالى ونفيس ..ومن يتعب فى الحصول على شىء يظل بين عينيه مدى الحياة..ولا يكون من نصيبه يوماً وطء النعال..وتحيتى