مرض السرطان ليس بقاتل المرأة المجتمعات الشرقية هي التي تقتلها



ايناس الوندي
2020 / 2 / 23

ينظم الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان تظاهرة سنويه في اليوم العالمي للسرطان 4فبراير من كل عام وذلك لتوحيد الجهود للتصدي لهذا المرض ورفع مستوى الوعي حوله من الوقاية وطرق الكشف المبكر للمرض،
تقِّدّر الوكالة الدولية لبحوث السرطان أن رجلا واحدًا من كل خمسة رجال وامرأة واحدة من كل ست نساء في جميع أنحاء العالم سيصابون بالسرطان
على مدى حياتهم، وأن رجلا واحدًا من كل ثمانية رجال وامرأة واحدة من بين إحدى عشرة امرأةً سيموتون بسبب هذا المرض. وهذا يعادل حوالي
6.9 مليون شخص يموتون بمرض السرطان حسب احصائيات عام 2٠١٨
لكن في مجتمعات الشرقيه تكون نسبة موت النساء اوالاصابه به أكثر حيث تشير المعطيات الصادرة عن جمعية مكافحة السرطان ووزارة الصحة الإسرائيلية لسنة ٢٠١٩الى ارتفاع معدل الاصابه لدى النساء العربيات،ويتضح من المعطيات أن معدلات الإصابة بالسرطان وسط الرجال العرب تصل إلى 210.1 رجل من بين كل 100 ألف، فيما يصل المعدل وسط النساء العربيات إلى 200.8 من بين كل 100 ألف امرأة عربية؛ علمًا بأن المعدلات في العام 1990، بحسب المعطيات الرسمية، بلغت 150.7 حالة لكل 100 ألف شخص، وبين النساء العربيات، 105.6 حالة إصابة لكل 100 ألف امرأة. وتشير الترجيحات الأولية إلى أن تضاعف معدل الإصابات الجديدة لدى النساء العربيات، تعود إلى أسباب إيجابية ربما، وهي زيادة في نسبية الوعي بضرورة التشخيص والفحوصات المبكرة التي قد تكشف عن المرض في مراحله الأولية حقا زاد الوعي لأكتشاف والاهتمام بالمريضات اللواتي هن المجتمع بااكمله لانصفه كمايقال لكن لأنها امرأة اول مايعلن عن مرضهاسيتخلى عنها الجميع وتعاني من حالة نفسيه سيئة هناك الكثيرات منهن يكتمن مرضهن خوفا من اولا: ان يبتعدعنهن اقرب الناس إليهن.
وثانيا المجتمع ونظراته الجارحة تجاه هذه الإنسانه بما ان المرأة الشرقيه لاقانون يحميهالادعم معنوي ومادي لهالكي تعالج نفسهاسيصبح مرضهااكثرسوءا وسيزداد وضعها الصحي اكثر حيث بات العنايه بالمرأة شبه معدومة في المجتمعات الشرقيه مقارنة مع البلدان الاوربيه ،في يوم من الأيام حيث يدرس اولادي في احدى المدارس الثانويه التركيه عندعودة احدهم من دوام المدرسة فوجئت بأنه حزين جدا واذا به يقول لي أن إحدى مدرساته لم تحضرلدوام وعرف من زملائه انهامريضه(بالسرطان)وفعلا غابت عن الدوام مدة شهرين تقريبا إلى أن في يوم وعندمراجعتي لمدرسة ولدي واذا بي افاجئ بها أمامي ضعيفه هزيلة لم يبق لديها اي شعره برأسهاوترتدي(الكمامه )على فمها الغريب في الأمر وجدتهارجعت لدوام وتخطوخطواتها في ساحة المدرسة بكل صلابه وقوة اكثرمن ذي قبل وعرفت ايضا بأانهابدات بالتدريس ايضا حينها انتابني شعورغريب لاارادي وتنحيت بوجهي قليلا إلى الارض ونزلت دموعي واحدة تلوالاخر على قوة ارادتها وشجاعتها وكذلك تذكرت نساء العراق المريضات اللواتي يعانين من هذا المرض وكيف أن إحدى المريضات تحدثت لي عن نفسهاحينماتمرضت وكيف اهملها زوجهاوبدأ يقول لها كل يوم سأتزوج واحدة اخرى لأنك الان شبه معوقه نعم هذا ماحدثتني عنه ،ونهضت لأتمالك نفسي وأكملت طريقي لعودة وانامصدومة افكربالفرق الكبير بين بلدي العراق وهذه البلدان ،وبعد أيام في احدى المنتزهات القريبه من المنطقه وجدتهاهي وزوجهاوطفليهاالصغيرين وزوجهايمسك بقوة بيدهاوبعد لحظات بدأت تمارس الرياضة بالمكان المخصص وهي لازالت ترتدي كمامتها تجنب لأي فايروس اوميكروب نعم هذا هم بمجتمع يختلف نهائيا بإنسانيته وقوانينه التي تحمي المرأة وانا جالسة في المنتزه وبدهشه اراقبها وافكر بالعراقيات المضطهدات في كافة مجالات الحياة ليس فقط بمرضهن ،تقول إحدى المريضات العراقيات" ونحن مجموعة
نساء ننتظر دورنا لمعاينه في إحدى المستشفيات السرطانيه بدأت النسوة جميعهن بالتحدث عن مرضهن ومتى بدأ واعراضهن إلى دخلن بالمواضيع الاجتماعية احداهن قالت بعديوم من سماع زوجي لمرضى تزوج امرأة اخرى والمريضة الأخرى قالت حتى الآن لا يعلم زوجي واخاف ان اقول له خوفا ان يأتي بزوجه اخرى وانا لدى اطفال واخرى ذكرت بأنها غيرمتزوجه وتخاف البوح لأحد خوفا من أن لايتزوجهااحد اخفيت ذلك بلفة قطعة قماش على راسها لتخفى تساقط شعرها مع العلاج لكن تقول قاطعتهافتاة اخرى بعيون دامعه بحرقه لكنني لم استطع إخفاء شعري وعرف الجميع من حولي بما حدث لي وهذا معناه اني لن اتزوج نهائيا واذا بكل النسوة يشاركهن البكاء ليعبرن عن مابداخلهن من مآسى ظلم المجتمع"نعم هذا واقع مجتمعاتناالشرقيه وبالأخص العراقيه منهاالتي تكادتنعدم فيها اي نوع من انواع الحمايه لمرأة ماديا واقتصاديا وصحيا وتراهامعنفه مضطهدة في كل زمان ومكان دون وجود قانون يحميها من ظلم المجتمع وقهرهالنساء بشتى الطرق لذلك قد يكون السرطان مميت وقاتل الاانه المجتمع هوالقاتل الحقيقي لهابالاخص وان هذا النوع من المرض يحتاج اولا لرعايه ودعم نفسي كي تجتازخطورة مراحل المرض ولأننامجتمعاتناتفتقرالى هكذانوع انسانيه تجاه المرأة بالذات فتجدالنساء الناجيات قليلات مقارنة والبلدان الأخرى التي تجدنسائهااول شيء يتوفرلهن الدعم والرعايه النفسيه التي هي اول خطوة لشفاء من اقرب الناس إليهن تدريجيا الى المجتمع والحكومة