هن ايقونة الانتفاضة



نساء الانتفاضة
2020 / 2 / 24

من الواضح ان هنالك بريق في الافق تجسد بانتفاضة تختلف عن سابقاتها في الاصرار ميزتها المشاركة النسوية الواضحة و التي كثيراً ما مكنت الاحتجاج من زخمه و ديمومته حيث ان بعد هذا الكبت السياسي و الاجتماعي الذي تراكم طيلة سنوات الظلم تولد في الكفة الاخرى وعي سياسي نسوي واسع ساعد الى حد كبير في دعم المنتفضين بداعي المساواة في المصير من اجل الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية.
ان هذه المشاركة النسوية المميزة اصبحت ايقونة التظاهرات، وان الصفة التي تميزها هي الاشتراك الدائم لا المقتصر على اوقات معينة، لم يعد القتل و الخطف والتهديد والترهيب التي تمارسه المليشيات تهدد حياتهن، لكون ان المطلب هو وطن يحفظ لهن كرامة العيش، ان الميزة الاخرى اللافتة هي المشاركة الفاعلة في كل المحافظات المحتجة، وخصوصاً الجنوبية، بالرغم من البيئة الرجعية و القبلية الطاغية على الاعراف الاجتماعية.
لا شك ان القمع هو محرك الانتفاضة، فعند تزايد القمع الفاشي للمحتجات والمحتجين، تجد ان هذا العنف يقابل بكراديس من اللواتي خرجن لأجل قضية المساواة، ومن الشباب الذين ارهقهم العوز و البطالة وجرائم الميليشيات، وان النتائج التي عكستها هذه الانتفاضة هي توحد الجنسين بالمطالب التحررية، و ان هذه المطالب لا تقتصر على الرجال، كما عهدنا ذلك في السابق، فاليوم النساء شريك حقيقي واساسي في انتفاضة اكتوبر، وقد اخذن المهام في ساحات الاحتجاج، منها قيادة التجمعات والهتاف واعداد الطعام واسعاف الجرحى، والذي ادى الى وقوع البعض منهن ضحايا، بحثاً عن الحرية و الكرامة و المساواة.
بنظرة عن كثب في تأريخ الانسان، نجد ان الجماهير هي من اخرجت نفسها من سطوة الطغاة، وان الانتفاضات والثورات هن اعراس الفقراء، وان تجارب الشعوب ولدت قناعة عند الشباب الثائر انهم يحتاجون الى رفض و ثورة من كلا الجنسين، لأجل ان يعيشوا بمساواة حقيقية ،لذلك لن تثنى ثورة عمودها المرأة.