عقد الزواج .........و تكريس النظرة الدونية للمرأة



سحر مهدي الياسري
2006 / 6 / 5

عرف القانو ن عقد الزواج بأنه عقد بين رجل وأمرأة تحل له شرعا غايته إنشاء رابطة للحياة المشتركة والنسل وأن لايكون العقد معلقا على شرط غير محقق والشروط المشروعة معتبرة يجب الايفاء بها ويسجل هذا العقد في محكمة الاحوال الشخصية في سجل خاص يتضمن اسم العاقدين وعمريهما ومقدار المهر وعدم وجود مانع شرعي من الزواج وأوجب القانون المهر والنفقة والتي تشمل الطعام والكسوة والسكن ولوازمها وأجرة الطبيب وخدمة الزوجة التي يكون لامثالها معين )على الزوج وبرزت في المجتمع الاسلامي أنواع آخرى من الزواج مثل زواج المتعة (المؤقت) لدى الطائفة الشيعية والذي يكون محددا بمدة معينة لسنة او شهر او ايام مثلا على مهر معلوم ولاتجب فيه النفقة للزوجة ولا توارث بين الزوجين الا أذا اتفق على خلاف ذلك ولدى الطائفة السنية عرفنا زواج المسيار والفرند وهو عقد تتنازل فيه المراة عن حق المساكنة والنفقة والعيش المشترك او البعض منها وترضى بان يأتي الزوج الى دارها متى شاء في أي وقت يشاء .
قرأت كثيرا ضمن أختصاصي كطالبة قانون وكمحامية عن عقد الزواج وشروطه والاخلال بها قانونا وكذا قرات لفقهاء المسلمين من مختلف المذاهب توقفت كثيرا عند كلمة عقد هذه الكلمة التي ترد كثيرا في القانون المدني الذي يحكم كل الاتفاقات القانونية بين الناس (بيع ,شراء,أيجار ,هبة ,تأمين ,مقاولات,الخ) لكل مواضيع الاتفاقات للجماد..للحيوان..للنبات ..للبشر (عقد عمل, .مقاولة ,.وكالة, عقد زواج)
لكن عند وقوفي أمام القاضي لاجراء عقد زواجي طلب مني تحديد المهر الذي اطلبه والذي لم يسبق لي مناقشته مع زوجي لم أجب وذكر زوجي رقما للقاضي سكتت ولم أشاغب كعادتي أصبت بالصدمة أن يكون زواجي بالرجل الذي أخترته مقابل مبلغ من المال يدفعه لي عقدت الدهشة لساني استغرب زوجي أني لم أبارك له ولنفسي و أني شاردة الذهن انكرت ولم أستطع البوح له بشيء
ماذا فعلت هل بعت نفسي ...قمت بأيجارها ....وهذا الثمن (المهر ) لاي شيء
نحن الاثنان أردنا إنشاء الحياة المشتركة والنسل لماذا يدفع زوجي ثمن ذلك
انا المرأة العاملة التي تنفق على نفسها ..أنا الحرة بأختياري ...أنا الانسانة المتساوية مع الرجل ...ربما هذه المرة الاولى التي أعترف فيها ان عقد زواجي بهذه الطريقة أمتهن كرامتي كأمرأة ...أحساس بالدونية أجتاحني وأنا أوافق على ثمن شرعه القانون لكياني ........... لزواجي .
لقد خرجت المرأة المسلمة من خدرها من سنين طويلة وتعلمت وعملت وحصلت على أكتفائها المادي وشكلت منظماتها للمطالبة بمساواتها بالرجل والتعامل بعدالة معا قانونا وخرجت للعالم معلنة حريتها وأستقلالها لكنها لازالت تنظر لبعض الامور كنظرة المرأة قبل عدة قرون وخصوصا ما يتعلق بعقد الزواج فلا زالت تريد ثمن أرتباطها بالرجل وتصرخ بأعلى صوت وتعج المحاكم بالالاف من القضايا بهذه الحقوق .كل ما أورته في البداية من أنواع عقود الزواج القانونية والشرعية هو تكريس لنظرة دونية للمراة وبحاجة الى ثورة قانونية واجتماعية لتغيير مفاهيمنا كمجتمع مسلم رجال ونساء أبتداءا من أيجاد أسم آخر لهذا الارتباط الانساني بين الرجل والمرأة غير كلمة (عقد) لاعطائه بعدا أكثر أنسانية وأحتراما اكبر لكرامة الرجل والمرأة على حد سواء وأنتهاءا بشروط هذا الارتباط الذي يهدف الى أنشاء حياة مشتركة ونسل أن يتحمل طرفيه ثمن هذا الارتباط وان يشتركا في الاعداد لحياتهما المشتركة معا بالتساوي وأن نلغي تماما شرط المهر وأن يبدأ الاثنان الاعداد لمستقبلهما معا بالقدر الذي يستطيعان وان نقدم لمجتمعنا ثقافة جديدة عن البعد الانساني لارتباط الرجل والمراة بشروط تكفل المساواة والعدالة وليس الامتيازات وتحث على احترام أنسانية الرجل والمراة معا وأن يتحمل كلا الطرفين نصيبه من هذا الارتباط ماديا ومعنويا بالقدر ذاته
المحامية سحر مهدي الياسري - العراق