عام مميز للمرأة في العراق !



عبدالله صالح
2020 / 3 / 10

تعتبر انتفاضة تشرين الحدث الأهم والابرز في تأريخ العراق الحديث وبالأخص تأريخ نضال المرأة من أجل نيل حقوقها، فتأريخ العراق، وبالأخص خلال حكم السلطة الطائفية الإسلامية والقومية التي أتت بها أمريكا منذ سبعة عشر عاما وتدخلت في صناعتها بشكل سافر جمهورية ايران الإسلامية، يشير الى معاناة المرأة في ضل حكم طائفي – شيعي وسني – ممزوج بالأفكار القومية المتهرئة ، معاناةً قل مثيلها على مر العصور.
الا أن الحضور الفاعل والمؤثر للمرأة بعد الأول من أكتوبر 2019 سطر لنضال المرأة تأريخا جديدا يختلف كل الاختلاف عما سبقه ، لقد تحولت الانتفاضة الى منبر للمرأة للتعبير عن ذاتها والمطالبة بحقوقها الكاملة في الحرية والمساواة التامة ، وخلال الانتفاضة برزت منظمات عدة مدافعة عن حقوق المرأة تقف بكل شموخ بوجه السلطة الذكورية وتنادي بتحرر ومساواة المرأة وفي مقدمة هذه المنظمات ( منظمة حرية المرأة في العراق )، وما الدعوى القضائية المقامة من قبل حكومة عادل عبدالمهدي ضد المنظمة المذكورة والرامية لإغلاقها سوى دليل على مدى فاعلية ونشاط هذه المنظمة ضد السلطة الطائفية القومية العشائرية الغارقة في الذكورية
ما يميز انتفاضة تشرين منذ انطلاقها ولحد هذه اللحظة هو المشاركة الفاعلة للمرأة فيه، مشاركة تحولت الى مصدر إلهام لمختلف شرائح المجتمع ، مشاركة تخطت كل العراقيل التي وضعتها قوى الثورة المضادة للحد من هذه المشاركة وهذا التفاعل وآخرها اتهام أطراف معروفة برجعيتها ومعاداتها السافرة لحقوق المرأة لهذا التفاعل النضالي بـ " نشر الرذيلة " إتهام تحول الى وبال على من أطلقه بحيث أصبح كالنعامة التي تخفي رأسها بين رجليها معتقدة بان أحدا لن يراها !
ان مسيرة النضال من أجل نيل الحرية والمساواة الكاملة للمرأة سارت بخطوات مقدامة لا رجعة فيها وقد توجت هذه المسيرة بالمظاهرة المليونية التي انطلقت في الثامن من آذار هذا العام وعمت مجمل محافظات الجنوب والوسط رغم كل الدعوات بتجنب التجمعات العامة بسبب فايروس كورونا ، الا ان المرأة في العراق ،ومعها المجتمع بسائر شرائحه، ابت الا ان توجه في هذا اليوم رسالة قوية الى هذه السلطة مفادها ان الانطلاقة الجديدة لمسيرة النضال هذه سوف لن تتوقف حتى تحقيق كل مطالب الانتفاضة بقلع جذور هذه السلطة الإسلامية الطائفية والقومية ونيل حقوق المرأة كاملة .