إستسلام المرأة لعورتها ونجاستها



ميشيل نجيب
2020 / 3 / 10

Michael Nagib

من الأشياء التى أرتبطت فى أذهان أفراد المجتمعات العربية إناثاً وذكوراً أن المرأة عورة ونجسة وغير كاملة العقل، هذه الأشياء الثلاثة يشب الأطفال وهم يسمعونها ويتعلمونها خلال مراحل حياتهم العمرية المختلفة، وتبدأ الأم فى الأسرة على تربية الطفل على أنه رجل وتشرح له ما يجب أن يكون عليه ثم يتولى الأب مهمة ترسيخ وصايا الدين، بأعتبار أن الذكر خير من الأنثى ويسرد له ما قاله الله عن دور الرجل والمرأة مما يجعله فخوراً بالله الذى أعطاه تلك المنزلة، فى حين تجد الطفلة نفسها محاصرة من أمها بالكثير من المحاذير بأعتبار أنها أنثى وسيحدث لها تلك التغيرات الجسدية والهرمونية التى تكون سبباً فى نجاسة جسدها، وأن موقعها فى الأسرة مختلف تماماً عن أخيها الذكر لأنها عورة وعليها تغطية جسمها حتى لا تنالها نظرات الذكور التى تنهش جسدها الغض، ولا تنسى الأم أن تذكّر أبنتها بأن عقلها ليس كاملاً مثل أخيها مما يجعلها لا تعقل جيداً أشياء كثيرة منها أمور دينها.

هذا بأختصار مضمون الحدوتة الأسطورية التى تتعلمها الأجيال العربية وتنشأ عليها كجزء من التربية الأسرية والمدرسية والدينية، وكمشروع حياة زوجية فى المجتمعات العربية الرابح فيه هو الزوج لأن الناتج النهائى هو الرجل السيد المطاع المهاب، بينما المرأة هى الجسد الخانع الخاضع لنجاسته وعورته وعدم أهليته العقلية ويحتاج لقيادة الرجل لها، رغم تعارض هذا الكلام مع حقائق الواقع الذى ينفى عن المرأة النجاسة لأنها أختراع دينى نابع من جهل الأولين بحقيقة الدورة الشهرية " الطمث" للفتاة عند سن البلوغ أو النضج، لأن تشريع نجاسة المرأة فى عصر الرسول وما بعده جاء تشبهاً باليهود الذين يعتبرون المرأة نجسة طوال فترة الدورة الشهرية، وهذا مثال صغير لما أخذه الإسلام من اليهود والتاريخ يحكى الكثير من ذلك وخير مثال واقعى هو الصلاة الإسلامية المأخوذة من الصلاة اليهودية، ويكفى القارئ البحث فى جوجل يوتيوب الكافر عليه لعنة العقل عن الصلاة اليهودية والآذان والوضوء اليهود لترى التشابه الكبير، أى أن أساطير اليهود أخذها الإسلام وحرفها لتتطابق مع رغبة الإسلام الأول لتصل إلينا ونحن فى القرن الواحد والعشرين، مازالت المرأة كلها قناعة وتصدق ما يقال لها من أساطير الغابرين!!

خنوع المرأة للمقولات التى عفى عليها الزمن تجعلك تحتار عن السبب الذى يجعل المرأة تعجز عن فهم أوامر الرجال قبل تنفيذها، وأقصد هنا من يقولون أن دينها يأمرها بالحجاب أى تغطية الرأس إذن فالمرأة ستغطى شعرها لا أكثر ولا أقل، وأن تكون محتشمة فى ملابسها ولا تبرز مفاتنها وزينتها حتى لا تجذب أنظار الرجال المرضى بالجنس، ولتسأل المرأة نفسها: هل الشعر هو منبع مفاتن جسدها؟ ما الفرق بين تغطية شعرها من عدمه؟

الموضوع كله لمن تقرأ وتستخدم عقلها ستكتشف أن الرجل يريد فرض أوامره على المرأة، وخاصة ونحن نعيش فى أجواء يسيطر فيها السلفيين والإخوان المسلمين على بيوت العبادة ومراكز التعليم للمرأة، ويحث رجال الدين على إثارة النعرة الجاهلية فى الرجال بأن المرأة هى عورة ويجب سترها حتى لا تلوث شرفهم وتأتى لهم بالعار، وللأسف لأن الدين يؤكد على أن المرأة غير كاملة الأهلية فإنها لا تستطيع الأعتراض على كلام أبيها أو أخيها أو زوجها أو أبنها، لأنها أيضاً لا تستطيع التفكير فيما ينفعها وما يضرها ولا تستطيع فهم كلام الله ومقاصده لذلك فالرجال يشرحون لها ويفسرون كلام الله وأوامره.

أخواتى فى الإنسانية:

دعوكم من الأحتفالات والأعياد والحركات النسوية وغيرها وأجلسوا جميعاً مع أنفسكم وأعترفوا بأن خضوعكم وخنوعكم المؤسف للرجل هو سبب ما أنتم عليه حتى الآن، الرجل يراكم تنظرون لأنفسكم وتبالغون بأعتباركم الجنس اللطيف الضعيف وتحتاجون لعضلاته فينتهز غباءكم ويتسلط عليكم ويفرض عليكم طاعته، معذرة لأنى قلت الحقيقة بأن الغباء هو الفاعل فى تصرفاتكم وشعاراتكم وقراراتكم التى لا يحترمها الرجل العربى، أكثر من ألف وأربعمائة سنة والمرأة يعاملها الرجل بنفس القواعد والأساليب الغير إنسانية ولا تريد المرأة الأعتراف بأن الكلام السابق لا ينصفها ولا يتعامل معها كأنسانة مثل الرجل، ورغم كل هذا تستمر المرأة فى قبول نجاستها وعورتها ونقصها فى ميزان الدين والدنيا، هى التى تعمل أربعة وعشرون ساعة يومياً مربية أجيال ورجال لكنها تفشل فى تربية رجال يحترمونها كأمرأة إنسانة مثلهم!!

الرجل العربى رجعى بأمتياز ولم تكتشف المرأة ذلك ولم تحاول القلة المثقفة أن تكشف رجعيته والتشهير بها فى المحافل الدوليل قبل الداخلية، والنتيجة إزداد الرجل توحشاً ورجعية بل وفرض رجعيته على المرأة بأسم الدين والسياسة والأنظمة تشجعه وتتركه يعبث بيديه متخفياً ومكشوفاً، أختى العزيزة أنت فى حاجة إلى الثورة على نفسك قبل أن تفكرى فى الثورة على الرجل لأن كثيرات من النساء يفضلن العيش فى ظل الحائط المسمى الرجل، والثورة على عوراتك ونجاساتك وعدم إكتمال عقلك وإثبات أنكم أكبر وأفضل من رجولته المريضة.

العار ليس للمرأة بل للرجل الذى ظل حبيس التاريخ والتراث البدوى الذى ما زال يحكم سلوكياته وتفكيره، وغير قادر من الخروج على العادات والتقاليد التى أتى بها الرجل العربى إلى مصر الحضارة منذ أكثر من ألف وأربعمائة سنة، والآن أختى العزيزة جاء دورك فى تحمل مسئوليتك لتحرير الرجل من سلاسله وأغلاله التى أثقلت كاهله، وأن تقومى بتحرير نفسك وكل أمرأة تؤمن بأن عقلها مكتمل مثل الرجل بل وأفضل منه.