ابداعات اسلامية: الطبيعة المحافظة تدعونا للتحجب!



فاتن نور
2006 / 6 / 9

القت طبيبة سعودية محاضرة طويلة سلطت فيها الضوء على اكتشافها الخطير حول الطبيعة المحافظة المتحجبة!، وكانت المحاضرة بعنوان" الدرة المصونة" وقيل ان المحاضرة أبكت العيون وأثارت الحمية في النفوس لدى النساء والمربيات والعذارى وقد أسلم بعدها عدد من النساء الأجنبيات!!..
وصلتني مقتطفات من تلك المحاضرة عبر بريدي الألكتروني وبهامش جميل من المرسل الذي ارتأى ضرورة ضرب عصفورين بحجر، تعميم الفائدة للآخرين والإستفادة من الأجر...
لا اخفي عليكم فقد صححت تلك الرسالة بدرتها المصونة مفهومي الخاطيء عن الطبيعة فقد كنت اظنها عارية مستهترة بقيمة الحجاب!... فكل شيء فيها متاح للمس والشم والقطف والمضغ وحسبما كنت اظن!!، كائناتها الحية تمارس الحب وتتزواج في الهواء الطلق وفي الماء الراكد والمتحرك بلا رقيب او حسيب، فلا راجم ولا مرجوم لردع مثل هذا البغاء العلني، تعبث دبابيرها وفراشاتها وحشراتها ببويضات الأزهار وتتناقلها بلا إستذان او مأذون!.. طيورها تصدح في الفضاء بحناجر حرة ومناقير لا تلجم خلف الحجرات وكما ينبغي!.. ذكورها واناثها يمارسون فنون الإغواء والإغراء تحت الشمس بإنحطاط اخلاقي مذهل!!..

آن الآوان اذن لتصحيح الرؤية بإبداعات اسلامية تستهدف الوعي وتصحح مساره!، آن الآوان لنتبصر في حجاب الطبيعة ونقتدي به!، فكل شيء من حولنا على ما يبدو يحاكي الأنثى حصرا ويعزز في داخلها قيمة الحجاب لتتصاهر تصاهرا طبيعيا مع غيرها من المخلوقات المحجبة من نبات وحيوان !.. لا سيما ان الجماد هو الآخر يمثل قدوة حسنة لها، فهو من المحسوسات المحجبة كما جاء في المحاضرة!!، اكتشاف الطبيعة بكل مكنوناتها الحية واللاحية كأم محافظة متحجبة لايخلو من ابداع حقيقي لنحت الأدمغة، فالطبيعة من حولنا ام محافظة تناشد صغارها من اناث الانسان للإنخراط في نواميس الحجاب التي نراها في كل ذرة من ذراتها المصونات المعززات المكرمات بعفة الألكترون وشرف النترون والصراط المستقيم للمدارات!!... علينا نحن بنات حواء بالحجاب بعد هذا الإكتشاف المثير كي لا نشذ عن امنا المصونة فمن يشذ فطريقه النار، والنار محجبة هي الأخرى بألسنة الدخان، ومتطهرة بخمارالأوكسجين ومستعوذة من شياطين ثاني اوكسيد الكاربون!!..وكما نرى فان المرأة محاصرة بالحجاب وإن دخلت الى النار ففيه قدوة حسنة!!!!



قيل في المحاضرة...
((السيف.. يحفظ داخل غمده..
والقلم.. بدون غطائه يجف حبره، ويصبح عديم الفائدة ويلقى ذليلاً مهاناً تدوسه الأقدام لأنه فقد مصدر حمايته وهو الغطاء ))

..كان هذا مثالا على حجاب الجمادات في المحاضرة!..إلا اني اراه مثالا على حجاب الصناعات!!! كل ما يصنعه الإنسان مكيس ومعبأ، محفوظ ومصان،فهو محجب ولله الحمد!، فطرة ربانية تشد الإنسان الى تحجيب ما يصنع!!! فمثلا الطلقة النارية ماهي إلا بارود محجب بالفولاذ!، قد لا يكتفي البعض المتشدد منا بالحجاب الفولاذي للبارود وهنا لا بد من الضغط على الزناد لينطلق البارود باحثا عن حجاب اكثر متانة قد يكون جسد انسان ! وبقبر هذا الإنسان سيكون البارود قد حقق غايته القصوى في التحجب الأزلي في باطن الأرض!!! صدقوني كل شيء في الحياة ممكن تفسيره حجابيا!!!

ثم قيل...
((اما عن حجابات الكائنات الحية فالنباتات محجبة ابتداءا من البذرة وحجابها التربة تصونها وتحميها من الشمس، فالبذرة في باطن الأرض خير لها من ظاهرها, كذلك المرأة, إن هي لم تتحجب تجلب السوء لنفسها والعار لأهلها.. ويسود الفساد في الأمة ويصبح باطن الأرض خير لها من ظاهرها))..

وعلى هذا القياس الأبداعي تناولت الطبيبة الفاضلة حجاب الجذور والسيقان والأوراق والزهور وركزت على عضو التأنيث في الزهره وكيفية حجابه بالأوراق الزهرية لحمايته من الفجور!..ثم انتقلت الى حجابات الكائنات المائية وهي حجابات متكلسة من قواقع واصداف ومحار!..بعدها عرجت الى اليابسة حيث العذراوات من الحشرات داخل حجابات الشرنقات!! والزواحف المتنعمة بطهارة حجاباتها الحرشفية!!،اما القنافذ فهي نموذج شديد المحافظة حيث ان حجابها من الأشواك القاتلة، وآية العفة نراها في السلحفاة فحجابها ترس متين ذكرا كانت ام انثى!!..
وهكذا انتخبت الطبيعة لكل كائن حي حجابه ..آما آن الآوان لأن نقتدي بالطبيعة ولا نشذ عنها!!..سؤال وجيه يطرحه المحاضر!!....

لقد اغفلت الطبيبة ما انتخبته الطبيعة لأنثى الإنسان من حجاب، شعر العانة الكثيف لحماية عضوها الأنثوي فهو يقابل الأوراق الزهرية التي تكتظ حول عضو التأنيث في الزهور! وكي لا نشذ عن الطبيعة(وهذا هو هدف المحاضرة ومحورها ،عدم الشذوذ والخروج عن عفة أمنا المحافظة) علينا عدم التجاوزعلى ما انتخبته الطبيعة لأنثى الإنسان من حجابات! هذا إن كنا مولعين بخيارات الطبيعة المحافظة ومؤمنين فعلا بدورها في انتخاب ما يصلح لتحجيب الإعضاء المعظمة والإجزاء المفخمة في النبات والحيوان والأنسان والحجر،ونلقي محاضرات مطولة بهذا الشأن استثمارا للوقت ونشرا لوعي الإقتداء الحجابي!..
الكائنات الحية منسجمة تماما مع ذواتها، فهي راضية قانعة بما انتخبته الطبيعة لها من حجابات كل وحسب صيرورته البنوية!!..الإنسان هو من طغى على انتخاب الطبيعة وتمرد على حجابها الطبيعي الذي منحته اياه، وجاز لنفسه ان يغزل ليضيف! ،وينسج ليزيد!... وكأن الطبيعة المحافظة على كائناتها بحجابات شتى، قد اخفقت مع الإنسان حصرا!! ..وهذا لا يرفد فحوى المحاضرة وهدفها!..
ايعقل ان يكون حجاب السلاحف والقنافذ وهي مخلوقات غير عاقلة افضل من حجاب المرأة!!إن اخفقت الطبيعة مع المرأة ولم تمنحها ترسا او حلة شوكية فهل سيخفق الإنسان بتحقيق هذا الحلم المحافظ !!!!

يطمح الإنسان احيانا لتسويق غاية ما ويستعرضها كنتيجة طبيعية مُسببّة يقتحم بها عقل الآخر المستقبل!، ولأن التركيز في مثل هذه الحالة سيكون بإتجاه واحد يقتضي التمحيص فيما يصلح لرفد عناصر الإستعراض السببي للنتيجة المستهدفة، فأن ما يناهض تلك النتيجة او ما يقتلعها من الجذور في مجموعة الإسباب المختارة والعلل المصاغة قد لا يكون مدركا من قبل الإنسان المسوق، او قد يتجاهلها إن كان مدركا لها معتمدا على سوح التسويق والترويج الحاضنة للعقول الغضة المرنة!!! .. ارى ان المحاضرة تلك لا تبتعد كثيرا عن مثل هذا الطموح التسويقي الذي انتج مقارنات عقيمة مضحكة بين مخلوقة عاقلة اسمها المرأة وبين الحشرات والزواحف والبذور وقواقع البحار، والأغرب من هذا وذاك وضع الإقلام والمحابر على طاولة المقارنة.. هنيئا للمرأة بأنتماءها الجديد الى عالم القرطاسية المثير!!! وهنيئا لعالمنا الأسلامي بأبداعاته الجليلة المشذبة للوعي!!!. ..


فاتن نور
06/06/08