التناقض عند الاسلاميين



سلوى فاروق رمضان
2020 / 4 / 7

في سؤال وجه لمركز الفتوي في موقع (إسلام ويب) ما مدي صحة اجماع مؤتمر بفرنسا سنة 673 لتحديد الطبيعة القانونية للمرأة هل هي إنسان او حيوان وإنتهي بأن المرأة إنسان ليس له حقوق؟
اجاب الموقع ( لا شك ان هذا المؤتمر الأوروبي المنعقد حول هذا الموضوع المهين لكرامة المرأة في عصور قديمة ليدل دلالة قاطعة علي فضل حضارة وعقيدة وشريعة الإسلام علي ماسواها من الملل والأديان السماوية وكذا القوانين والمذاهب الأرضية البشرية التي تنتقص من آدمية وإنسانية وكرامة المرأة وتعدها سلعة ومتعة رخيصة عارية فحسب كما في دلائل التاريخ والحاضر أيضا وحسبنا هذا المؤتمر في الدلالة على هذا الإسفاف والإنحطاط الفكري والأخلاقي).
هنا نري الموقع منتقدا ما حدث من إهانة تنتقص من آدمية المرأة علي حد تعبيره، ولكن فلنري هل لا يوجد مثل هذا الإنتقاص في التراث الإسلامي؟ فلنأخد مثال من نفس هذا الموقع الذي انتقد الأوربيين في عصر من العصور التي مرت عليهم. نقل نفس الموقع تفسير الإمام البيضاوي للآية الكريمة رقم 23 من صورة (ص) {إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة} الذي قال فيه ( له تسع وتسعون نعجة ولي نعجة واحدة؛ هي الانثي من الضأن ويكني بها عن المرأة)، نقل الموقع ذلك بدون أي إنتقادات.
فهل حقا كنت تنتقد هذا المؤتمر الأوروبي لأنك تؤمن بإنسانية المرأة؟! أم تنتقد لمكايدة حضارة وصلت لما لم تصل أنت إليها؟ لأن الواقع في تراثك موجود إهانة مماثلة لما كان موجود في أوروبا وكأنك ترفع شعار ( القهر عندما يكون نابع من غيري عار، نابع مني فهو إجتهاد).
في مقالة بعنوان (العنف الأسرى ضد المرأة في الغرب) إسم الكاتب ( مركز الشرق العربي) نٌشٍرت في موقع (إسلام ويب) سرد هذا المقال إحصائيات كثيرة تثبت العنف الذي تتعرض له النساء في الغرب مما قيل فيه (في دراسة تبين أن امرأة واحدة من بين أربع نساء يطلبن العناية الصحية من قبل طبيب العائلة يبلغن عن التعرض للإعتداء الجسماني من قبل شركائهن) ومثلا (95٪ من الإعتداءات الناتجة عن العنف العائلي جرائم ترتكب من قبل الرجال ضد النساء)
في نفس هذا الموقع بحثت كثيرا وكثيرا لم أجده مطلقا ينكر ضرب النساء بالعكس ولكن من حق الزوج أن يضرب زوجته حتي تطيعه! وكأن ذلك رحمة منه وسبب معقول أن لا يضربها بدون وجه حق فقط من اجل اذلالها لتطيع، وكأن الطاعة أمر غير مهين لآدميتها وشرطا اخر أن يضربها ضربا غير مبرح ولا يضربها على الوجه وكأن هكذا أمنت من الإهانة) فلما تنكر علي نفسك ما أنكرته علي غيرك.
فإذا مارست أنت العنف سٌمي تأديبا وإذا مارسه غيرك سٌمي عنفاً.
هنا نجد ان المرأة التي يزعم انه يدافع عنها ليس مقصودة اصلا في الكلام، بل المقصود هو المتاجرة بآلامها من اجل مكايدة حضارة أخرى.
حقا مرت علي أوروبا عصور مظلمة، ولكن انت أيضا واقع في نفس الظلام، فلما أعطيت لنفسك الحق في أن تحسن صورتك على حساب غيرك!، هذه قمة المتاجرة.
حقوق الإنسان رجلا او امرأة منبعها وجودهما وليست مٍنة من دين او فلسفة بعينها او حضارة، لكى تقف كل حضارة أمام الاخري وتتاجر بآدميتهم وتقول أنا اعطيت اكثر وترد الأخري لا بل أنا اعطيت اكثر مكايدة في بعضهم البعض ونحن نضيع بينهما، أو تستغل وضع مأساوي اخر لتحسن مأساتك أنت لتظهرها إنها افضل ما يمكن أن تصل إليه الحقوق.
حقي ملازم لوجودي وليس مٍنة من أي أحد ليتاجر به.
ملحوظة : إستخدمت جميع الأمثلة من موقع واحد, لأوضح التناقضات فبالتالي تظهر المتاجرة والمكايدة على حساب حقوقنا .