بمناسبة الذكرى ال150لميلاد الرفيق لينين العظيم (1870-2020). لينين والمرأة الحلقة الحادي عشر.



نجم الدليمي
2020 / 4 / 20

ان تحرير النساء في العالم يرتبط بطبيعة النظام السياسي والاقتصادي والاجتماعي الحاكم. منذ ظهور الملكية الخاصة لوسائل الانتاج عبر المجتمعات الطبقية وهي العبودية والاقطاعية والراسمالية، واجهت المرأة كل اشكال العنف والاستغلال والقهر والظلم والتعسف والاضطهاد في المجتمعات ما قبل الراسمالية
ولم تحضي باحترام في هذه المجتمعات الطبقية وهي اشبه بالسلعة، وفي المجتمع الراسمالي التعامل مع المرأة اقل وطئة من المجتمعات السابقة، وهي في الراسمالية يتم التعامل معها وفق قانون الطلب والعرض الراسمالي، بهدف تحقيق وتعظيم الربح للراسمالي عكس ذلك مما يحدث في المجتمع اللاطبقي، المجتمع الاشتراكي.

على امتداد القرون كان وضع المرأة في المجتمع الطبقي غير متكافئ لوضع الرجل،اي غياب المساواة بين المرأة والرجل، وقد تغيرت اشكال الاضطهاد والعنف ضد المرأة وعدم مساواتها عبر تطور المجتمع الطبقي، ولكن اللامساواة ذاتها التي وطدتها الدولة الطبقية في المجتمع العبودي والاقطاعي والراسمالي وقدسها الدين بقيت تقريباً من حيث الجوهر ثابتة في المجتمعات الطبقية بدون تغيير جذري. حاول ((منظرو)) المدرسة البرجوازية من ان يبررون ذلك على ((نقص))المرأة وخصائصها البيولوجية ووظيفة الأمومة الملازمة لها. في حين اكد مؤسسي النظرية الماركسية -اللينينية، ان عدم مساواة المرأة مع الرجل يرجع بالدرجة الأولى إلى طبيعة النظام السياسي والاقتصادي والاجتماعي الحاكم والى اسباب اقتصادية واجتماعية وايديولوجية.....

اولا.. موقف المدرسة البرجوازية من المرأة.

1-ان المجتمعات الطبقية ومنها المجتمع العبودي والاقطاعي والراسمالي، وما لهما من سمات مشتركة وهي الملكية الخاصة لوسائل الانتاج، والاستغلال الطبقي للعاملين في الاقتصاد والاضطهاد البشع للقوى العاملة ومنها المرأة في الميدان الاقتصادى والاجتماعي... ولكن المجتمع الراسمالي يعد اكثر تقدمية وتطورا من المجتمعات الطبقية التي سبقته،ولكن بنفس الوقت اكثر شدة في درجة الاستغلال بسبب استخدام التكنولوجيا الحديثة للقوى العاملة المنتجة للخيرات المادية ومنها المرأة في القطاعات الاقتصادية الانتاجية والخدمية، واصبحت المرأة كاي سلعة تباع وتشتري وفق القوانين الاقتصادية في المجتمع الراسمالي من حيث قوة عملها وفي خلق التراكم الراسمالي وتحقيق الارباح الخيالية للراسمالي المالك لوسائل الانتاج.
2-ان ظهور الملكية الخاصة لوسائل الانتاج وتطورها عبر تطور المجتمع البشري قد ساعد على تشديد وتيرة درجة الاستغلال والاضطهاد والعنف ضد المرأة وخاصة في المجتمع الراسمالي، سواء كانت تعمل او ربة بيت وتم ربط تبعية المرأة بالرجل في الميدان الاقتصادى والاجتماعي....، وتم استغلالها بشكل مفرط،وفقدت المرأة في المجتمع الراسمالي اغلب حقوقها المشروعة في الميدان الاقتصادى والاجتماعي...، وتم ويتم استغلالها وفق قانون الطلب والعرض بهدف استغلال قوة عملها من اجل تحقيق القيمة الزائدة ولن تحصل الا على نسبة قليلة من قيمة قوة عملها من اجل العيش فقط وابعاد شبح الموت من الجوع...، وهي مضطرة لبيع قوة عملها للراسمالي من اجل البقاء على قيد الحياة وبنفس الوقت يتم تعظيم الربح للراسمالي البشع.
3_ان الراسمالية استطاعت ان تزج المرأة في ميدان الانتاج والخدمات عندما تكون هناك حاجة لذلك،ولكن فشلت الراسمالية في تحقيق المساواة بين المرأة والرجل في ميدان الاجر مثلا. ان المجتمعات الطبقية تنظر للمرأة على انها تستخدم للانتاج والمتعةالجنسية وليس ككيان، انسان يتمتع بكامل الحقوق والواجبات وتفقد شخصيتها الاجتماعية وينظر لها على اساس من المرتبة ((نون))وهي تعاني من البطالة والعوز والفقر والحرمان اما بسبب الحروب غير العادلة اوبسبب الازمات التي يعاني منها النظام الراسمالي المتوحش والمافيوي، فهي فاقده لحقها في العمل دستوريا ومجانيةالتعليم والعلاج ناهيك عن غياب ضمان المستقبل لها. ان اس المشكلة التي تعاني منها المرأة كما الرجل تنبع من هيمنة الملكية الاحتكارية لوسائل الانتاج في دول المركز او في دول الاطراف، وتشكل هذه الملكية مصدر جميع الازمات، وجميع الامراض النفسيه والاقتصادية والاجتماعية والثقافية للمرأة والرجل في ان واحد.
4-ان المجتمع البرجوازي، المجتمع الطبقي وخاصة في غالبية دول الاطراف لن يعطي حقوق المرأة كاملة، وفي نظر غالبية قادة هذه الدول ان المرأة في المجتمع هي((ناقصة عقل))، ومكانها الطبيعي هو البيت للانجاب والاطعام.....، وهذا يعكس قمة التخلف السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي لبعض قادة دول الاطراف ومنهم قادة نظام المحاصصة المقيت في العراق انموذجا وخاصة من الاحتلال الامريكي للعراق ولغاية اليوم.
5- تتعرض المرأة في البلدان الرأسمالية الى العنف والاضطهاد والتميز وخاصة فيما يتعلق بالاجر حيث تتقاضي النساء العاملات اجرة اقل من الرجل ما بين 20-50بالمئة مما يتقاضاه الرجل اميركا انموذجا ومع ذلك يدعون الديمقراطية وحقوق الإنسان والعدالة. تعاني المرأة في المجتمع الراسمالي وفي غالبية دول الاطراف من التميز في مجال العمل،والتعليم والصحة ولا يوجد نظام عادل وفعال لمساعدة النساء من حيث الجمع بين العمل في الانتاج وبين تقديم الواجبات العائلية وواجبات الأمومة،لان مؤسسات الاطفال (رياض الاطفال....))هي قطاع خاص وباجور عالية لا تتناسب والدخول النقدية للنساء.
6-تحاول الاحزاب البرجوازية في الغرب الامبريالي وفي غالبية دول اسيا وافريقيا وأميركا اللاتينية لصرف او اضعاف الحركة النسوية وابعادها عن الحركة الثورية وفي مقدمتها الاحزاب الشيوعية واليسارية العالمية من اجل الحفاظ على النظام البرجوازي الحاكم، ولكن الحركات النسوية في البلدان الرأسمالية والبلدان النامية وغيرها من البلدان (جمهوريات الاتحاد السوفيتي ودول اوربا الشرقية سابقا )، قد شكلت منظماتها النسائية للنضال من اجل الحصول على حقوقهن المشروعة سواء في الميدان السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي، والنضال من اجل تحقيق المساواة بين الرجل والمرأة في العمل والاجر،ولعب ويلعب اتحاد النساء الديمقراطي العالمي الذي اسس في عام 1945دورا هاماً وبارزا ومنبرا عالمياً للدفاع عن حقوق المرأة المشروعة في العالم من اجل السلام وتوطيد الاستقلال الوطني وتأمين الديمقراطية وحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية النسبية للمواطن.
7-ومن هنا يتم التأكيد على ضرورة النضال في سبيل تحرير المرأة اقتصاديا بالدرجة الأولى وهذه المهمة تقع على عاتق الاحزاب الوطنيه والتقدمية واليسارية والشيوعية العالمية من اجل ان تتخلص المراة من الاستغلال والعنف والاضطهاد وهذا يتطلب اشراك المراة في السطة التنفيذية والتشريعية والقضائية والاعلامية وفي الميدان السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي من اجل بناء المجتمع اللاطبقي وتحقيق المساواة بين الرجل والمرأة وفي كافة المجالات.

يتبع
19/4/2020