تأنيث الفقر



سحر مهدي الياسري
2006 / 6 / 19

الغالبية العظمى من النساء النشيطات يعملن في الا قتصاد غير المنظم والذي يشمل مجموعة واسعة من العاملات لحسابهن في أنشطة الكفاف بدأ من بائعات الخضار والسكائر والسلع البسيطة و الجرائد والخادمات في المنازل وكاتبات العرائض الى المنظفات في الفنادق والشركات أو العاملات في منازلهن بتجميع اجزاء صناعات بسيطة او صنع مواد غذائية والخياطات وعاملات الحلاقة في منازلهن وجميع هولاء النسوة يتسترن تحت مسميات العاملات بأجر أو المستخدمات من قبل المنشآت في القطاع غير النظامي أو العمال في ورش أستغلال العمال التي تأخذ شكل فروع متعددة لتوفير لوازم فمعامل كثيرة غير مجازة رسميا تشغل اعداد كبيرة من النسوة خارج أطار علاقات العمل الرسمية التي ينظمها القانون أو المساهمات بالعمل داخل الاسرة
أن ظروف العمل في هذه القطا ع أقل أستقرار منها في القطاع النظامي وتعمل جميع هذه المؤسسات خارج أطار القانون ولاتمتثل لتشريعات العمل السائدة ولا تتوافر فيها بيئة صحية للعمل ولا تأمين صحي ولا ضمانات أجتماعية وتمتاز بظروف عمل صعبة وتحت شتى التهديدات الامنية من تفجيرات وعبوات ناسفة أصبحت ظروف العمل للمرأة العراقية أكثر صعوبة ومع توقف عجلة الاقتصاد لظروف الحصار لثلاث عشر عاما والاحتلال يدخل عامه الرابع ولعدم الاستقرار والعنف المستشري فقدت النساء الكثير من فرص العمل وأضحت أعداد متزايدة منهن عاطلات عن العمل وأصبح الحفاظ على العمل حتى في القطاع غير النظامي صعبا وخصوصا مع تزايد تهديد الاسلام المتطرف للنساء
ويرجع أنتشار الفقر بين النساء الى ثلاث أسباب رئيسة : -
1-التغيرات الديموغرافية مع تزايد أعداد النساء في المجتمع العراقي بسبب موت نسبة كبيرة من الرجال بالحروب والاحتلال واستشراء العنف الطائفي وتمثل هذه التغيرات الديموغرافية التي ادت الى زيادة عدد النساء الفقيرات وأختلاف سن زواج الرجال عن النساء مما أدى الى تعرضهن الى فقدان الازواج والترمل فضلا عن مسؤليتهن عن أعالة أنفسهن وأطفالهن وزيادة عدد العائلات التي ترأسها النساء .
الفقر بين النساء أطلق موجة مخيفة من ظاهرة تجارة الرقيق الابيض ( الاتجار بالنساء ) بدأت بوادره ببيع الفتيات الصغيرات كما أشارت بعض التقارير عن بعض المنظمات النسوية ويوجد أكثر من سبب يجعل النساء ترأس العائلة منها تفكك الزواج بالطلاق والانفصال أو بسبب هجرة الازواج الطويلة هروبا من تحمل مسؤلية عائلته التي ترزح تحت ظروف الفقر المدقع بسبب ظروف الحصار الذي طحن العراقين اعواما طويلة الى احتلال مقيت يسرق موارد العراق نهارا وجهارا
2- تحيز سوق العمل ضد النساء :- أن عمليات السوق مرتبطة بفقر النساء بشكل وثيق والتي تجعل الفقر يتركز بين صفوف النساء اكثر من الرجال بسبب التميز سواء عند الدخول الى سوق العمل أو عدم المساواة في الاجور وفرص التدريب والتأهيل المهني والموازنة بين العمل والعائلة وتتأثر هذه التحيزات بالمفاهيم والقوالب والمفاهيم الفكرية الجامدة التي تحدد دور المرأة في العقد الاجتماعي الجندر بالانجاب فقط ويروج الاسلام السياسي المتسيد الساحة السياسية العراقية وحياته الثقافية لهذا الدور ويحط من أهمية عمل المرأة ويروج لفكر رجعي بحجب النساء في البيوت وتشجيع لزواج النساء في سن مبكرة جدا تصل سن الطفولة وهذا له أثر مدمر لمستقبل المرأة العراقية في سوق العمل والتي هي أصلا تعاني شحة بالوظائف
3- السياسات الاجتماعية وعدم كفاءتها في مساعدة النساء لقد كانت هذه الاخفاقات لحكومات الاحتلال وما بعده جسيمة لأنها تعالج الاعراض لا أسباب المشكلة
أن الاجراءات التي تحول الاقتصاد العراقي الى أقتصاد السوق والاقتطاعات الكبيرة للانفاق على الشؤون الامنية على حساب الشرائح الفقيرة التي تمثل النساء الغالبية فيها وأنسحاب الدولة من كل الفعاليات التي كانت تقوم بها حكومة ما قبل الاحتلال وتوقف برامج الدعم الحكومي لانشطة التدريب والتأهيل وعدم نجاح خطة للتشغيل الاعداد المتزايدة من العمالة العاطلة عن العمل بعد ألغاء العديد من الدوائر والاعداد المتزايدة من العمال الداخلين سوق العمل لاول مرة وتوقف القطاع الخاص العراقي لانعدام الطاقة والتهديدات الامنية وعدم توفير الدعم من جهة الحماية للمنتوج الوطني أو سياسة دعم نقدي لاستيعاب الاعداد المتزايدة من العاطلين عن العمل أسهم في تفاقم ظاهرة البطالة وتعميق الفقر والاستغلال للنساء وخلق العسر للمجتمع الذي يطحنه العنف الطائفي وهذا أثر بشكل واضح في نقص الخدمات الصحية وتفشي المخدرات والجرائم والدعارة وتهميش النساء وزيادة في عدد الفقيرات منهن
يتبع رجاءا