ناهدة رمّان .. أيّتُها العراقيّةُ المتألقة



نادية فارس
2006 / 6 / 21



ليست غريبة ً هجمة ُ الزنابير ِ عليك .. فقد دُست ِ على أعشاش ٍ متليّفة ٍ علاها غبار ُ الزمن ِ وتصدأت على عتباتِها رماحٌ ورثوها عن الأنسان النياندرتال .. ولازالوا يحاربون بها عل ّ العالم المتطوّر.. بسرعة تفوق سرعة َ الصوت.. يستجيب َ لهم ويحترم رؤاهم القاصرة المتربة.. فيركع أمام تعريفاتهم لعلم الطبيعة والأخلاق والشرف!
لست ُ مدافعة ً عنك فكلمتك هي دفاعك .. وثقافتك هي دفاعك .. ووعيك هو من يوجه ُ الضربة القاضية َ لمن يتجرأ على طلب منازلتك

لكنني أدافع ُ عن إعجابي بك .. وعن تلهفي لقراءة مقالاتك

أدافع عن المرأة العراقية فيك
وأقول لك .. إنك ِ صوت ٌ يجب أن يحظى بالاحترام وكل التقدير
أما من تطرق .. وبلغة ٍ بعيدة عن كل مقاييس الشرف .. للطعن بشرفك .. فهو أول فاقد له

عزيزتي ناهدة

كمتابعة لكتاباتك .. أجد أنك تضعين أصبعك على الجرح الذي يؤلم مجتمعا مريضا ً بشيء اسمه العلاقات الجندرية التائهة ! فعلا تائهة وحائرة ولاتجد طريقها الا عبر المسكوت عنه من اغتصابات وتحرشات وعنف منزلي وشارعي وسياسي!

كم ولد ٍ صغير يتعرض للاغتصاب على يد معلمّه ِ.. أو على الأقل يتعرض لنوع من التحرشات الجنسية .. والمجتمع يغط ّ في شخيره اللامتناهي؟
كم من امرأة تتعرض للتحرشات أو الاغتصاب ؟
كم من فتاة تتعرض؟
كم من مطيرجي ترك وراءه ضحايا من الأطفال المحبيّن للحمامات الجميلة؟
كم من شرطي ّ استغل وظيفته ومسدسه لاغتصاب احدهن ّ أو أحدهم؟
كم من ضابط في الجيش مارس اللواطة مع مراسله؟
كم من شيخ ٍ هرم تزوج بفتاة ٍ بعمر حفيداته أو بناته؟
كم من رجل ٍ يمتلك على الاقل زوجتين ومارس الجنس مع احداهن في الغرفة المجاورة لغرفة زوجته الأخرى؟
كم من رجل تزوج أرملة أخيه بدعوى رعاية اطفالها .. وكأنما رعايتهم لاتأتي الاّ من خلال ممارسته للجنس مع امهم؟
كم من قريب من الدرجة الاولى تحارش أو اغتصب قريباته الصغيرات أو أقرباءه ؟
هذه الامراض الأجتماعية المسكوت عنها .. تطرحينها ليس كمعلومة ٍ جديدة .. بل كتشخيص ٍ جريء
جرأتك هذه تخيف الكثيرين ! وتعلمين السبب طبعا
الفيترجي يتحارش بالعامل الصغير المتدرب على الصنعة .. وقد يكون يتيما ً دفعه اليتم الى ترك دراسته والانتهاء في قاع وحشية رب ّ العمل
الأستاذ يتحارش بتلاميذه
المدير يتحارش بموظفاته
الوزير يتحارش بزوجة وزير اخر
المُلا ّ يتحارش بالملايات
القس يتحارش بالراهبة
الفلاح يتسقط لحظة اقتناص احداهن ّ بعيدا في المراعي
رئيس الجمهورية يتحارش بمواطناته
من يؤسس لهذا المجتمع المبني على العلاقات المريضة ومن يديم العنف الجندري؟
أليست هذه العلاقات المريضة ناشئة من الأمية الجنسية وعدم احترام انسانية الاخر؟
إن تحليلك صحيح ٌ وهذا ماأوجع البعض .. فالمنطق الذي تكتبين به والشجاعة في مواجهة الكلمة هما من دفع البعض لتجريدك من الشرف .. وكأنما الشرف حكر ٌ على الصفوة المصطفاة من هؤلاء المرضى بداء تسقيط النساء
الاجمل ُ فيك ِ .. أنك تكتبين بعراقية ٍ صميمة .. وأنت ِ أهل ٌ لها
فلاتنزعجي .. ولاتسمحي لهم أن يسحبونك من منطقتك الأبداعية .. وتذكري أن ّ البعض يغار كثيرا ً من النساء وليس عليهن .. وهذه أولى علامات عدم الشرف!
ناهدة رمان
ظهورك في كتابات أفرح الكثيرات والكثيرين من العراقيين .. وخصوصا ً المهتمين بعلم الأجتماع .. فلاتتواني في قول كلمتك .. ولاتتردي .. واعلمي أن الكثير من النساء العراقيات لايجاملن على حساب مبادئهن
نحن شعب ٌ تعوّد انتاج العبودية بغزارة .. يولد العبيد عندنا مثل انتاج النفط والتمر والخداع
نحن شعب تعود الرجل فيه أن يتحدث بالشرف .. بلاحدود .. ويعتبر أن سلطة التحدث بالشرف ممنوحة له فقط .. بتفويض الهي !
وكي لاأ ُتهم بالتعميم !
بعض الرجال يحترمون المرأة .. والبعض يحترم العِلم والمعرفة .. لكن الكثير منهم لايحترم كليهما .. فكيف بك ِ وقد جئت بكليهما؟
أشد ّ على يدك ِ .. وأرجو أن لاتغيري اسمك الذي أثار الشبق الجنسي لدى أحدهم .. والله مهزلة ههههههه
أغفري لي أنني كتبت هذا الردّ وقد لاترغبين بالرد عليهم .. لكنني وددت ُ أن أوصل الرسالة للبعض : أن لاامرأة ٍ عراقية تتعرض للأهانة ِ .. فنسكت ُ أو نجامل
نحن نعرف أمراض البعض .. وتشوهاتهم النفسية والأجتماعية .. فليبقوا قابعين في مداراتهم الصدئة .. خير ٌ لهم من أن يقرؤا مقالات قادمة ننشر ُ فيها غسيلهم الوسخ أمام أنظار العالم كلّه