الغرق مع الشيطان



معتصم الصالح
2020 / 6 / 24



اختطفت الطفلة الأيزيديّة إيناس التي تبلغ من العمر ١٤ عامً، من قبل إرهابيي داعش عام ٢٠١٤ وتعرضت لكل أنواع التعذيب النفسي والجسدي⁣
الصور عام٢٠١٩ توضح لحظة اللقاء التي طال انتظاره .. حيث تلتقي إيناس أسرتها التي بالكاد تتذكر ملامحهم..
كانت ذاكرتها بسيطة مثل عمرها عندما تم اختطافها⁣..
اختطفت كما اختطفت العشرات من بنات جنسها في حرب مع الشيطان...شيطان بجدائل ولحى مسترسلة..!!

السؤال هو لماذا التقهقر الى الماضي؟
ولماذا تأتيى التوقعات مخيبة للامال في كل مرة ..!!

ماذا يعني سبي النساء في القرن الحادي والعشرين
لماذا اقترنت هذه الفكرة روحيا مع الماضي والتراث وحوادثه..

وحتى الحرب الاهلية والنزاعات العرقية والاثنية والطائفية تنهل من هذا التراث وتعتبره موردها الذي لاينضب..؟

الحرب الاهلية وداعش والفساد وعجز النظام المالي ثم الصحي مع كل تحدي تبرز مشكلة بالضد منها؟

لماذا دائما تاتي الامور عكس مانريد.. !!
بدلا من بناء حضارة تليق بنا كبشر
نجد اننا نغرق في مستنقع الشر
من خلال غيبيات عفا عنها الزمن ..

لو طالعنا قانون الشد الرجعي: لماذا عندما نريد شيئًا واحدًا - نحصل على العكس.

لاحظ الجميع هذه الظاهرة ،مثلا الاسترخاء على الماء ، رجلان احدهما على الشاطئ ، الاخر في المسبح ...
الانتباه ، شخصان متطابقان في نفس الحالة تقريبًا (من وجهة نظر الفيزياء) لكن لهم نتائج مختلفة:

الرجل الذي يسبح مذعورا ( نفسيا ) بعدم الغرق ، والبقاء على سطح الماء ، الذي هو حتمًا سيجد"حجر" ، او نبتة ما تسحبه إلى الأسفل ، فقط رجال الإنقاذ على متن قارب أو مدرب سباحة يمكن أن ينقذه.
نفس هذا الشخص عندما يريد ، على العكس من ذلك ، الغوص بشكل أعمق للحصول على شيء من الأسفل أو الاختباء ، تدفعه هذه القوة المجهولة إلى سطح الماء (قوة قوانين الفيزياء؟).ويحصل على عكس مايريد..

الشخص الاخر في المسبح يقضي هوايته باطمئنان لانه يدرك ان المسبح متوفرة فيه كل اجزاء السلامة والثقة..

أين كانت "الفيزياء" عندما كان الشخص الآخر يغرق؟ ..لماذا لم تسحب فكرة الغرق على الشخص الاخر..
القوة ليست في الفيزياء ، القوة في علم النفس.

عندما نريد شيئًا واحدًا بشكل هستيري ، نحصل على العكس تمامًا.
#مثال اخر ..

فتاة في مقتبل العمر عندما يسالونها ماهي مواصفات شريك العمر ؟ تجيب و بكل ثقة اريده غنيا ثريا اميرا..
#نفسيا هي لا تبحث عن الثراء والرفاهية، بل هي تهرب من عقدة الفقر التي تعززت داخلها لخبرات الماضي القريب..

ونفسيا ايضا الكون سوف يرسل لها رجلا ربما غنيا لكن فيه من المساوئ ما يجعها في حالة من التعاسة لن تجدها مع كادح او فقير او حتى معدم..

هذه طبيعة الكون ..حيث اسال ..تعطى ..
اسال برغبة الامل لا رغبة الخوف..

الكثيرون ممن يرفضون التغيير هذه الايام ..ولانهم يعيشون في الجو العام المبهم الغير محدد المعالم يخافون التغيير.

ويناضلون في سبيل الابقاء على مساويء الحاضر ..مهما عظمت ..
تماما مثل رجل في الشاطئ الذي يخشى الغرق ..وغرق فعلا...
الخائفون من الماضي، تتكرر عليهم صور ومظاهر الشر بين وقت لاخر.. وابشع من صور الماضي ..

وحتى المستقبل ، الكون لن يهدينا مستقبلا جميلا..لاننا لا نعرف المستقبل الا من خلال الماضي!!

والسؤال هو الان من اين ياتي كل هذا الشر !!

نأخذ الموقف الأخلاقي. لنصرف الانتباه عن الشاطئ. جميعنا ، في بعض الأحيان ، نريد أن نعمل كمقاتلين من أجل قضية عادلة. وفقًا لمبدأ ليو تولستوي: "لا يمكنني أن أكون صامتًا".
وهذا ما يأتي منه الشر ..

"يبدا الشر برغوة من شفاه الملاك دخل المعركة من أجل قضية مقدسة وعادلة.
يولد الشيطان من بصقة ملاك يبصق في لحظة غضب ... وبذلك تنهار الناس والأنظمة إلى التراب ، لكن روح الكراهية ، التي يولدها أبطال الخير ، خالدة ، وبالتالي فإن الشر على الأرض لا يعرف نهاية. حتى وان كان من اجل معركة عادلة...
وهكذا تستمر الى النهاية في النار في الجحيم.

في مرحلة ما ، ذهبت بعناد ضد كل غرائزي ودوافعي للبصق في غضب ، وفي خضم هذا الصراع وجدت حقيقة أخرى - طريقة المناقشة أكثر أهمية من أن يكون موضوع النقاش نفسه .
الأشياء تأتي وتذهب ،
بينما تشكل الأخلاق اللبنات الأساسية للحضارات"
غريغوري بوميرانز. "أحلام الأرض"