حادث النصف متر



نساء الانتفاضة
2020 / 6 / 26

فيلم مصري عرض عام 1983 من بطولة محمود ياسين ونيللي، عن رواية للكاتب المصري صبري موسى، الذي كان مراسلا لمجلة روز اليوسف في العراق، في البدء قامت سوريا بإنتاج الفيلم عام 1981، ثم رحل هذا السيناريو الى القاهرة لينتج هناك، وقد أحدث الفيلم في وقت صدوره نقاشا حادا، لما اثاره من قضايا حساسة، تتعلق بالحرية الجنسية للمرأة، والعلاقات العاطفية، والدعارة، ونفاق الرجل، الخ.
يبدأ الفيلم عندما تتعرف وفاء "نيللي" في الباص ب احمد "محمود ياسين"، ووفاء هذه شابة تعمل مدرسة العاب، كانت مخطوبة من شخص قٌتل في الحرب، واحمد يعمل بمكتب محاماة، وكان يملك مع صديقه فتحي "سعيد صالح" عوامة يقضي فيها اغلب اوقاته برفقة العاهرات.
اكتسبت علاقة احمد بوفاء طابعا رومانسيا عاليا، وقد زرعا الثقة فيما بينهما، وهو ما شجع وفاء الى ان تصارح احمد بأنها كانت قد إقامة علاقة جنسية مع خطيبها المتوفي، هذا الخبر نزل كالصاعقة على احمد، الذي لم يعرف كيف يرد، سوى انه ارتبك كثيرا، وفضل الهرب، لكنه يحب وفاء، فسرعان ما عاد لها، وبدأت علاقتهما من جديد، وقد مارسا الجنس معا، لكن بقيت قضية ممارستها للجنس مع خطيبها السابق عالقة في ذهنه لا تفارقه، يأخذها الى العوامة، ويبدأ التحقيق معها على انها أخطأت في "تسليم نفسها للخطيب السابق"، وترد عليه بكل ثقة انه ليس خطأ، واذا كان كذلك فلماذا لا تعتبر ان ما فعلناه أيضا خطأ؟ لماذا من حقك انت ان تمارس الجنس مع من تشاء قبل الزواج اما نحن النساء فلا يحق لنا ذلك؟ انها تواجهه بكل الأسئلة التي ينوي ان يٌسائلها بها، انه لا يستطيع الإجابة، يبقى فقط يلف ويدور، يعترف لها بأنه لا يمكن ان يرتبط بها، وانه عليها ان تجهض الجنين، لأنه لن يعترف به؛ حاولت ان تساعده في ان يتخطى عقدته النفسية- أحمد مصاب بعقدة من الحب والزواج، وذلك بسبب ضرب أبيه له عندما طلب الزواج مرة- او تقول انه مخطئ في نظرته للنساء بهذه الطريقة، لكن دون جدوى، وبما ان وفاء شخصية متحررة ولا تقبل الاذلال، فأنها تجهض الجنين وتقرر عدم العودة ل احمد، وتقرر الارتباط بالطبيب الذي اجرى عملية الإجهاض لها، والذي كان قد طلبها يوما ما وهي التي رفضت.
كان التساؤل الأهم، والذي اعتبر العمود الفقري للفيلم هو تساؤل وفاء: لماذا يحاسب المجتمع المرأة على خطئها ولا يحاسب الرجل؟ ورغم الصفعات الكثيرة التي وجهتها بكل شجاعة وفاء –المرأة- لخطيبها احمد –الرجل- الا ان الفيلم ترك تساؤل وفاء –المرأة- معلقا، وكأن المؤلف "صبري موسى" لم يشأ ان يواجه المجتمع أكثر.
الفيلم اثار بكل شجاعة قضية عذرية المرأة التي يطالب بها الرجل وكأنها ملكه الخاص، واثار قضية الشرف في المجتمع، وكيف ان على المرأة ان تتحمل هذه القضية، فهي وحدها مسؤولة عنها.
ان هذا الفيلم هو صرخة احتجاج نسوي على الذكورية، انه بحث اجتماعي وسايكولوجي ممتاز، فرغم مرور أربعة عقود على انتاجه، الا انه كأنه يحاكي الواقع اليوم