تباً للبكيني أبو القنابل والستيان أبو وردتين



روزا سيناترا
2020 / 7 / 4

لو كانت نهاراتنا تبدأ بأسئلةٍ نطرحها على أنفسنا مثل :
ماذا أفعل كي يكون نهاري ناجحاً لي ولمن حولي ؟
ماذا أفعل كي أضيف قيمةً جماليةً ما لهذا العالم ؟
ماذا أفعل كي أكون أفضل من التي كنتها البارحة وأول أمس وقبل سنة ؟
وكيف أنتقلُ إلى مستقبلٍ ملوّن دون ان أعيش في جلباب الماضي الأسود الذي يتغنون فيه دون أن يعرفوا تفاصيله المروّعة، تفاصيله العنصرية والمقسمة والمنقسمة !
أن لا أقارن نفسي بأحد بل بتلك الشخصية التي كنتها والتي تتطور يوماً بعد يوم فالإنسان الميت ليس ذاك الذي دفنوه تحت التراب، الميّت هو الذي يسرق أوكسجين الغير، يبث الكراهية بين الناس ويتنمر لكل مختلفٍ أو ناجح، هو ذاك الذي صار عقله صدئاً لدرجة أنه لم يعد بوسعه تعلم شيء جديد.
حين نتوقف عن التعلم نموت
حين نتوقف عن اللعب نذبل وننتهي !
وفي هذا العصر الذي يقال أنه "موديرن" ومتطور وسريع كيف نقبل على أنفسنا أن نظل هكذا إلى الوراء سر، نقدّس المؤخرات وندّعي التدّين فنبني المساجد، نلعن النساء وندّعي الحب بمراسيل الشوق وأغاني حليم ونقتل المرأة بإسم " الشرف" _الشرف الذي لا علاقة له بسنتمترات الإدانة بين فخذي امرأة ثم نأتي وبكل وقاحة لنتحدث في المنابر عن الأخلاق الحميدة.
ربطنا اللباس بالأخلاق الحميدة والحب والجنس بالكفر والعهر !
وليس هذا فحسب فنحن رائعون لدرجة أننا نطلب من الكتّاب والشعراء وكل "مختلٍ عقلياً " أراد أن يعبر عن رأيه في هذا الشرق الحزين نطلب منهم عدم التعميم رغم أن معظم الظواهر السلبية تمثل أغلبية الثقافة السائدة في الشرق.
لم أسمع أحداً يطالب حكّام بلاده بتوزيع الخبز أو الأرز على الفقراء مجاناً ولو يوماً واحداً في الأسبوع ولكني أراهم في كل مكان يطالبون المرأة بلبس ثيابها كاملة فمساكين هم لا يستطيعون تحمل مشاهد العري..
حسناً ليخبرني أحدكم يا سادة اذا كانت فتحة الفستان القصير مغرية والستيان أبو وردتين والبكيني أبو خيط حاملٌ للقنابل أكثر من عتاد الجيوش لماذا اذن يتحرشون بالمنقبات والمحجبات أيضاً ؟
ولو كان جسد المرأة سبباً في "إثارة الشهوات" هذا يعني للأسف أن هنالك من يروج لفكرة أن معظم الذكور في الشرق كلاب يلهثون وراء كل عظمة ولا مؤاخذة.. وهذه طبعاً ليست الحقيقة فهنالك رجال جدعان وهم رمزٌ للشهامة يحترمون أنفسهم ولذلك يحترمون كل امرأة لأنها انسانة مثلهم وليست أداة متعة أو ناقصة عقل وليست قطعة لحم ايضاً !
هذه الشهوات التي لا نراها تنطلق للمطالبة بالحريات الفردية أو مجانية التعليم حقاً أو الدفاع عن حقوق اليتامى والمظلومين من قبل أقرب أقاربهم حين يسرقون حقوقهم الشرعية ..فإذا كان سبب التحرش بالمرأة قوامها لماذا يتم التحرش بالأطفال أيضاً ؟
ولو افترضنا أن السبب هو "السفور" يا بهاوات الفضيلة لماذا لم نكن نسمع عن مثل هذه الظواهر في الخمسينات والستينات حين كانت النساء يرتدين أقصر الملابس وأشيكها والصور الأرشيفية تثبت أن النساء كن يتمددن عالبيلاجات والشواطىء بثياب البحر والبكيني دون أن يزعجهن أحد أو يتعدي على خصوصيتهن.
ولو كان سبب التحرش أن الشباب مكبوتين كيفما يروج دعاة المسكنة اذن لماذا يتحرش ابن الخامسة عشرة ربيعاً بمعلمته في المدرسة ؟
حسنا اذن السبب هو التأخر في الزواج بسبب الظروف الإقتصادية كما يدعي هواة التحليل العبقري.."ومال زواج المتعة والعرفي والمسيار راحوا فين "يا متعلمين يا بتوع المدارس " ؟
يخيّل لبعض الحمقى أن النساء يفرحن للمعاكسات او التحرش في الطريق العام أو على صفحات التواصل الإجتماعي، هؤلاء الأغبياء الذين أقنعهم من حولهم بأن المرأة موجودة في هذه الحياة كي تنتظر "جوز كلام حلوين من بتوع الحاج متولي" أو نظرة وقحة من بتوع "الضباع في مسلسل سيمبا كينغ ليون" الجاهزين للإنقضاض على الدوام، هم أنفسهم الذين اقنعوهم بأنهم أسود الغابة وأن المرأة فريسة وجب افتراسها دون ان يعرفوا أن من روّج لهذه الحماقات غير قادر حتى على "نيك" نملة !
السبب واحد ووحيد يبدأ في التنشئة الخاطئة التي تربي على التفرقة بين البنت والولد، في الإعلام الذي يسلّع جسد المرأة بأوامر مباشرة من الرأسمالية السائدة لترويج البضائع، من التفرقة وعدم الاختلاط في المدارس حيث ان هنالك مدارس البنين ومدارس البنات ثم يتعجبون لماذا انتشرت المثلية ؟
يبدأ حين ينشغل الجيران بطول وقصر تنورة بنت الجيران وطول كعبها بدل أن ينشغلوا بنجاح يومهم وتطوير حياتهم نحو الأفضل !
اذن عدنا الى البداية:
كيف تبدأ يومك ؟ ماذا تعلمت اليوم ؟ كيف تقضي وقتك؟ هل مازلت تملك وقت فراغ تملأه بتفاهة مراقبة النساء في بلدك بدل مراقبة تحصيلك العلمي أو تقدمك وترقيتك في المناصب ؟
كيف ربطت بين بداية اليوم والمرأة والتحرش والنجاح في البزنس ؟
هي كلها حلقة واحدة مترابطة يا سادة فإذا أردت أن تعرف مدى رقي الشعب في دولة ٍ ما انظر الى عاداته، إلى فنّه، إلى الرقي في التعامل مع نسائه، إلى القوانين المنصفة لحقوق الإنسان فيه أم لا، انظر الى تصرفات شبابه والآن اسألني لماذا يشكو الشباب ضياع الأمل وفرص النجاح !
اذهب واسأل امك، بعدها انظر في عيني اختك ثم اسأل بنت جيرانك عن مدى شعورها بالأمان في حارتكم ثم انظر في عينيك في المرآة واسأل نفسك هل أنا رجلٌ يقود سفينته نحو غدٍ أفضل أم مجرد ذكر يتباهى بانتصاب عضوه كلما مرت فرخةٌ من أمامه ؟
إذا كنت رجلاً حقاً فأول شيء تقوم فيه هو ان تستنكر كل جريمة تحدث بحق امرأة وتنمّي في ابنتك شخصيتها وأمانها وتأخذ على عاتقك تعليمها كل مهارات القتال والكاراتيه ودروس الدفاع عن النفس وتكون لها سنداً لا جلاداً وتحثّها على اكمال دراستها الأكاديمية لا تكسير معنوياتها ومستقبلها وتوصلها الى تلك النقطة التي تستقل فيها مالياً كي لا تكون بحاجتك (مادياً) ولا بحاجة أي انسان يغريها بشوية مجوهرات وشبكة ومهر فتتورط بالدخول الى مؤسسة الزواج وهي غير جاهزة أساساً ، أما اذا كنت ذكراً من النوع الثاني فهنيئاً لك بطولاتك الوهمية أمام المرآة يا عنتر زمانك .
هذه الغابة لم تعد مكاناً مناسباً للعيش ،أملنا فيك يا كوكب ب612 !