مفاهيم متقاطعة حول التواصل الجنسي



طارق المهدوي
2020 / 7 / 10

للتواصل الجنسي المقبول بين أي طرفين حالتين اثنتين متقاطعتين تدور الأولى حول مشاعر الحب لدى الطرفين أو أحدهما برضا الطرف الآخر بينما تدور الثانية حول غريزة الاستمتاع بممارسة الجنس في حد ذاته لدى الطرفين أو أحدهما برضا الطرف الآخر، وإزاء ترجمة التواصل للمشاعر والغرائز الإنسانية ضمن هاتين الحالتين بالتراضي يكون سلوكاً إنسانياً مقبولاً سواء داخل مؤسسة الزواج أو خارجها طالما لا تسفر عنه أية آثار سلبية تلحق أية أضرار جانبية بأطرافها المباشرين أو بغيرهم، حتى أن البعض يعتبرونه جزءاً أساسياً من الحقوق الشخصية التي هي جزء أساسي من الحريات الخاصة التي هي جزء أساسي من الحريات العامة، كما يعتبرون رد الفعل تجاهه جزءاً كاشفاً للحقوقيين والسياسيين الديمقراطيين الحقيقيين الذين يقبلونه من المنتحلين الكاذبين الذين يرفضونه، لكن مقابل هاتين الحالتين هناك أربعة حالات غير مقبولة للتواصل الجنسي بين أي طرفين وهي التحرش الجنسي وفوبيا التحرش الجنسي والجنس التجاري والرشوة الجنسية وهي حالات متقاطعة أيضاً فيما بينها، أما التحرش فيقع عندما يصر أحد الطرفين على بدء واستمرار التواصل الجنسي مع الطرف الآخر رغم إعلان هذا الطرف الآخر بوضوح قاطع رفضه لهذا التواصل، وأما فوبيا التحرش فتقع عندما يوجه أحد الطرفين اتهاماً للطرف الآخر بالتحرش تحت دوافع ظنية وهمية أو رغم مسؤولية الطرف الذي يوجه الاتهام عن استدراج الطرف الآخر المتهم نحو بدء التواصل، بينما يقع الجنس التجاري عندما يضطر أحد الطرفين لتلبية غرائز الطرف الآخر الجنسية مقابل حصوله منه على بعض المال اللازم لتلبية بعض الاحتياجات الإنسانية الأساسية من مسكن ومأكل ومشرب وملبس، وأخيراً فإن الرشوة الجنسية تقع عندما يحصل الطرف الراشي عن طريق التواصل الجنسي مع الطرف الآخر المرتشي بشكل مباشر أو غير مباشر على فرصة تنافسية ما كان سيحصل عليها لولا الرشوة الجنسية، سواء تمثلت هذه الفرصة في وظيفة عامة أو تفوق أكاديمي أو دور سينمائي أو إنتاج وتوزيع أعمال أدبية وفنية أو ما شابه من مصالح مادية أو معنوية غير اضطرارية حتى لو كانت مستحقة، وإذا كانت تلك الحالات الأربعة المتقاطعة غير مقبولة ولا مفهومة باستثناء الجنس التجاري الاضطراري الذي يتفهمه البعض حتى لو لم يتقبلوه فإن أخطرها على الإطلاق هي الرشوة الجنسية، لاسيما وأن الراشي والمرتشي بممارستهما للرشوة الجنسية فيما بينهما يمنعان الفرص المستحقة من منابعها عن مجتهدين أو موهوبين حقيقيين في مجالات تخصصهم ربما إذا كانوا قد حصلوا عليها لكانوا قد أفادوا أو أسعدوا بها الوطن كله!!.