شبح الحرق والقتل يطارد نساء العراق



زهراء الياسري
2020 / 7 / 17

في ظل التطور العلمي و المعلوماتي و التكنلوجيا في العالم مع مطالبات عديدة من قبل منظمات المجتمع المدني و حقوق الإنسان لخلق قوانين تتصف المرأة و تصل بها إلى المساواتية نلاحظ تزامن كل تلك التداعيات التي رافقت وجود الحظر الصحي المفروض من قبل خلية الأزمة العامة في العراق و التي تكافح جائحة كورونا كوفيد 19 المستجد.
تتعالى صرخات من المستشفيات لنساء تعرضن للحرق على يد أزواجهن أو ذويهن و الافضع أن الأسباب الرئيسية وراء كل تلك الحوادث ما زالت مجهولة و غير مبررة لا بأسم الإنسانية و لا بأسم القانون و غيره.
تعرضت الشابة ملاك الزبيدي في مطلع نيسان الماضي للحرق على يد عائلة زوجها في النجف ثم توالت الحوادث في كربلاء قام زوج الشابة آيات بحرقها أيضا ثم قتل زوج آخر زوجته حرقا في مدينة الصدر ببغداد و كذلك في صلاح الدين حيث قام زوج و والدته بشنق زوجته مدعيا انها انتحرت و هي حامل في شهرها السابع و كذلك المحامية في الكوت التي قام زوجها بحرقها مدعيا انها حادثة انتحار هي الأخرى و الكثير الكثير من حوادث الحرق و الشنق و الذبح التي طالت العديد من الفتيات تحت مسميات متعددة منها غسل للعار و جرائم الشرف و الخلاف الزوجي و التعذر بضيق المعيشة و عسر الحال من غير وجه حق.
السؤال الذي يتبادر لذهني الان ذو محورين مهمين و هما :

ماذا لو كانت تلك النسوة و الشابات قد وصلن إلى دور إيواء المنظمات الإنسانية التي تناهض العنف الأسري و المطالبة بالحقوق الأساسية للمرأة هل كانوا سيتعرضن لتلك الطرق البشعة للتشويه و القتل؟؟

و المحور الثاني هو هل يبرر ضيق العيش و فقر الحال عمليات القتل و الحرق و التشويه ام هل ما زلنا نعيش في القرون الوسطى التي تحرق النساء و تقتلهن بتهم الهرطقة و الشعوذة؟؟

و لكن مع كل تلك الحوادث المشينة و البشعة التي ارجعتنا لقرون عديدة و جعلتنا نتناسى المطالبة بالمساواتية و نطالب بحق الحياة فقط و العيش بكرامة دون وجه مشوه أو جسد محروق و ميت.