بورنو ثوري على مواقع التواصل



نادية خلوف
2020 / 7 / 30

التحرش الجنسي الافتراضي
العلاقة الجنسية هي توافق بين إرادتين قد يكون الدافع لها الحبّ حتى لو كانت افتراضية ، وقد يكون الدافع المتعة بالكلمات الجنسية التي تخص جسد المرأة. أكثر من يتعرض للتحرش النساء الكاتبات، السافرات، الممثلات، والنساء اللواتي تروق لهن ألفاظ التحرّش، و ربما تعتبر بعض النساء ، و الفتيات أن ذلك مديحاً يزيد في رصيدها الاجتماعي نتيجة غسل دماغها، حيث تعودت أن تسمع الدرس من أبيها و أخيها، ومن الشارع فاعتبرته طبيعياً.
تعرضت للتحرش الافتراضي كثيراً، بل ربما من أشخاص لهم مكانة اجتماعية، فهذا يسمي نفسه باحثاً، وذلك يسمي نفسه " د" أي دكتور، من بين الأشخاص الذين تعرضت للتحرش من قبلهم على سبيل المثال ناشر مصري معروف أراد أن ينشر لي كتاباً، وقال أنه ينشر لزوجة ياسر عرفات، قال لي : حبيبتي . سألته ماذا تعني؟ فقال: كلهن أسميهن حبيبتي . طبعاً حذفت كل المعلومات عنه، الشخص الآخر هو شخص يدعي أنه باحث، كنت أنشر في موقعه ، فأرسل لي رسالة بورنو ، وهذا غيض من فيض.
المرأة عاهرة إلى أن يثبت العكس، ولن يثبت
لا بد لي أن أقارن هنا بين الشرق و الغرب. في الغرب يكون الجنس بالتراضي، ويسجن من يتحرّش حتى لو كان افتراضياً، وكوني أعيش في السويد، فوجئت مرة برئيس الوزراء السويدي يقول أن الجنس بالتراضي، لكن كيف سوف نعرف ذلك. لو توثقون الأمر لتسهيل المحاكمات. بعد هذا الكلام حضرت ندوة لأحد الأحزاب السويدية تتحدث عن النسوية، وقد أدارت الاجتماع امرأة فقالت بالحرف الواحد: " قد يمزح معك رجل بنكتة جنسية ، لو سكتّ فإنك تكونين قد قبلت التحرش، ما يجب أن تفعليه هو أن تنظري في عينيه، وتكرري الجملة التي قالها ، ثم تسألينه : ما هو المقصود" إنها امرأة سويدية ، قد تمارس الجنس مع من تحب، لكنها لن تبيع الجنس ، ولا تقبل التّحرش.
نسويات سوريات في الغرب
بعض النسوة اللواتي يصفن أنفسهن بالنسوية ، يعشن في الغرب، يكتبن عن نوال السعداوي، وعن حرية المرأة بجسدها، يقومون ببث فيديوهات، لكن في الحقيقة هن بعيدات عن النسوية، فنوال السعداوي-ومع أنني لست معجبة بكل ما كتبته- فهي تضخم نفسها، لكنها كانت حقيقة نسوية، وموضوع تعدد زواجها طبيعي، ففي البيئات المصرية " الراقية" هذا طبيعي. لكن بعض النسوة السّوريات يمارسن بيع الجنس بشكل واقعي وافتراضي، يتحدثن بمفردات البورنو، و يدعين أنهن نسويات، وقد أحصيت مرة عدد أصدقائي المعجبين بمنشوراتهم فكان عددهم ثلاثة آلاف من بين خمسة آلاف ، وهنا الطامة الكبرى. إن لم تجد رغيف خبز تأكله كيف يمكن أن تتابع البورنو ؟
بعض هؤلاء النسوة يبعن الجنس ، وبعضهن يمارس الدّعارة. هن أحرار، لكن كيف لك أيها الرجل الثوري أن لا تفوت كلمة مما يقلن. هل لديك جوع جنسي؟
ماذا على الفتيات أن تفعل؟
أكثر من يتعرضن للتحرش الشابات فهن لم يكتسبن التجربة بعد، و أنا لا أنصح لكنني أطلب من الفتيات حتى لو كانت أمها قد تعودت على قبول كلمات التحرش أن تحذف اسم كل شخص يعلق عليها بشكل يبدو كأنه حبيبها، و أن لا ترد على الرسائل على الخاص، و أنا أنصح حفيدتي أن تفعل ذلك وهي تستشيرني.
هل التحرش يقتصر على السّوري؟
التحرّش موجود في الغرب و الشرق، لكن في الغرب هناك قوانين، وقد أطاحت حركة مي تو برؤوس كبيرة في هوليود، وحتى في السويد أثرت الحركة حتى على جائزة نوبل للآداب حيث سجن المسؤول عنها بسبب التحرش. الثقافة الغربية مختلفة، لكن ثقافتنا نحن العرب ، وعلى امتداد التاريخ تعتبر المرأة أداة متعة، و التحرش أمراً طبيعياً.
أعتقد أن خمسين في المئة من التعليقات على النساء و الفتيات من قبل الرجال في الفيس بوك هي نوع من التحرش، قد يكون ذلك أيضاً بسبب الترويج لثقافة " التحرّر" الأسدية حيث تصل المرأة إلى المناصب بفخذيها.