القانون المخيف



منال حميد غانم
2020 / 8 / 11

يبدو اننا انتصرنا لمرة واحدة وسنظل نخوض معارك منهكة بلا طائل بل مجرد خسارة بيادق ورموز من الناشطات لن تتكرر نتيجة الاحباط الذي يعشنه ، ان مكسب النسويات هو قانون ١٨٨ لسنة ١٩٥٧ الخاص بالأحوال الشخصية والذي يعتبر انتصارا على علاته اما بعد عام ٢٠٠٣ هو فزاعة مصنوعة من قبل من تسمي نفسها بالسلطة للناشطات ولسان حالها من تقترب لتطالب بالمزيد من الحقوق سوف نلغي او نعدل من هذا القانون كيفما نشاء ووقتما نشاء فتنشغل الناشطات بالدفاع عن المكسب الاكبر وتضحي بما عكفت تطالب به .
وهذا مافعلته لجنة العشائر النيابية بطلبها تعديل المادة ٥٧ الخاصة بالحضانة وارجاعها اسلامية لتصل الى عمر السنتين في حال زواج الام او طلاقها او وفاة زوجها وتربية الطفل من قبل الاعمام والعمات لكي يفقد الطفل اباه وامه معا بلا شفقة ولكي يعيش في وسط مغصوب على تقبله لمجرد الامتثال للقانون رغم وجود والدته . لكننا نعلم انها الورقة الرابحة التي يعملون على سحبها كلما زاد الضغط لأجل تشريع قانون العنف المنزلي المجمد طوال عشر سنوات مضت.
فلايمكن ان ننتزع حقا من حكومة تم خلقها لأنتزاع إنسانية الجميع وجعلهم تماثيل شمع سرعان ماتنهار تحت ظل اي ازمة او مؤثر ، وكما لا يمكننا ان نأمل بتحقيق العدل عن طريق تشريعات منصفة للمرأة لايمكننا ان نتخيل دوام تلك الحقوق بظل حكومة العصابات تلك فحتى ان تم تشريعها فهي محمولة على كف عفريت بامكانه نثرها كهباء في يوم عاصف وكأن لم تكن من الاساس ، فطوال ١٦ سنة ماضية لم يتم تشريع قانون ينصف النساء ويستحق ان يذكر ولم يتم تعديل اخرى او الغائها رغم تأكيد خبراء القانون وفقهائه انها عفى عليها الزمن .
ولايمكننا ان نفصل بين الذكور كأفراد وبين الذكور كمشرعين او رجال دين فهم يحملون نفس المصالح والامتيازات ويطمعون ان تبقى وتزيد ما حيوا ، تلك المصالح التي تبقي الصولجان بين ايديهم والتاج فوق رؤوسهم حتى لو كانوا جهلة او سذج فالذكر اعلى من اي امرأة حتى لو كانت عالمة فهو الفريد بنوعه وصاحب الكلمة بنوعه وهو مقرر المصير بنوعه وتقريبا هو المميت بنوعه.
هناك سلطة يخافون ان تسحب كبساط من تحت ارجلهم يحتمون بها عندما يعاملوا النساء والأطفال كأدوات جنسية او خدمية بلا اجر او مدة زمنية فلذلك لن يسمحوا بتمرير اي قانون يشكل خطرا بسحب مثل تلك السلطة من تحت ارجلهم فبالنسبة لهم قانون العنف المنزلي هو وحش مخيف يجهلونه وهل يخاف الإنسان الا ما يجهله .
يزيفون الحقائق ويسيرون مع كل ناعق ولا يفكروا للحظة بهدر ٣دقائق لقراءة مسودة القانون ، نعم انهم سواد الشعب الاتكالي الذي يسير كالغنم وراء اصحاب الكلمات الغير مفهومة ويعتبرونها دليل للمفهومية فكل كلام غير مفهوم هو كل علمي وصحيح لديهم لكي يفكروا نيابة عنهم ، فهم مشغولون يريدون مشاركة منشوراتهم الرافضة للقانون لكي يرجعوا الى تصفح المواقع الإباحية بسرعة او يرجعوا لتصفح موقع التواصل هذا او ذاك لعلهم يعثرون على من تمن عليهم برد التحية لهم لكي يلهثوا ورائها ككلاب سائبة ثم يعودون لتوبيخ زوجاتهم على الطعام او على لون الجوراب او لون حجاب الرأس أو يضربون طفلهم لانه كسر ريموت التلفزيون الغالي الثمين .
لايمكنهم تصور ان يتم تربية الاطفال بلا اللجوء الى الضرب ولايمكنهم معاملة زوجاتهم بدون ضربهن فالمعاملة لديهم لاتعرف الحوار والتعلم لكل طرق التربية والتعامل مع الاخر فالتربية نسخة عتيقة جاءت من الماضي وهي صالحة لكل زمان ومكان .
هم جاهلين حتى بدينهم وبتفسير دينهم بسياقٍ تاريخي لذلك يؤولون كل اية بما يناسب ميولهم البدوية الوحشية لا كما يناسب العصر وروح الكتاب والسنة ، والذكورية نظام يطال بسمومه الجميع نساءا ورجال فنجد المؤيدات من النساء لرفض هذا القانون فلا تتصور انها تستطيع ان تربي بلا اللجوء الى ضرب اطفالها مثله تماما وتحسب ان ضرب الحبيب كأكل الزبيب فلا يهمها ضرب او شتم او أذى وشتان بين الاثنين .
لكننا لن ننهزم بمحاولات لأخماد اصواتنا واحباطنا سنظل نطالب نصرة للشهيدات اللواتي سقطن لغدأ عراقي افضل ونصرة لعشرات الاخوات اللواتي لقين حتفهن نتيجة الانتحار او العنف المنزلي او قتلهن عبر حرقهن ، مادمنا نتنفس لن ننسى اخواتنا .