-مراتي مدير عام-



نساء الانتفاضة
2020 / 8 / 13

يعيش الزوجان المهندس حسين عمر "صلاح ذو الفقار" مع زوجته المهندسة عصمت فهمي "شادية"، يعيشان حالة من الحب والوئام، فعلاقتهما حميمة جدا، لا منغصات او مشاكل معيشية او اقتصادية من أي نوع، حسين يعمل في شركة انشاءات "رئيس قسم المشروعات"، عمله روتيني، أيضا لا توجد عراقيل في عمله، منسجم مع أصدقائه في العمل ومحب جدا لعمله، تخبره زوجته المهندسة عصمت بأنها قد تلقت خبرا مفرحا، مفاده انها ترقت لتصبح "مدير عام"، يفرح ويحتفل بهذه المناسبة، في الصباح وعند ذهابه للعمل، يفاجأ ان زوجته هي المرشحة لتكون "المدير العام"، أي "رئيسته"، شكل ذلك الواقع بالنسبة لحسين احراجا، خصوصا لو عرف أصدقائه الموظفون في الشركة، فاتفق مع زوجته ان لا يعلنا انهما زوجين.
بدأت عصمت بمزاولة عملها امام نماذج اختارهم المؤلف "عبد الحميد جوده" بعناية فائقة، عبد القوي، الذي هو التعبير عن شخصية رجل متدين، يرى ان ملامسة المرأة تنقض الوضوء، وشخصية أبو الخير، الموظف المنافق والمتملق لكل رئيس يأتي، وأبو المجد الموظف الشاب الذي لا يعرف كيف يعامل المرأة في الحياة، كيف ان كانت رئيسته، وهناك الموظفة كاريمان، والتي تتودد الى حسين وتتحرش به امام عصمت، والتي شكلت هاجسا مخيفا لها.
شخصية عصمت تبدو عليها الحيرة، سلوكياتها بين ان تكون امرأة ناجحة في حياتها العملية، وبين ان تكون زوجة لرجل تحبه، ويجب عليها ان "تطيعه"، كما هي عادة المجتمع الذي تعيش به، كاتب القصة يضع عصمت "المرأة" والتي هي محور الدراما، في حالة صراع مرير، بين التقاليد التي تكبلها وتقيد من حركتها وتجعلها جارية، وبين الحركة المدينية والنسوية الموجودة في المجتمع ابان الستينيات، والتي كانت تطالب بالحرية والمساواة بين الرجل والمرأة.
يكتشف الجميع بأن عصمت هي مديرة مثابرة وكفؤة، استطاعت ان تنجز المشاريع المناطة بالشركة، ازالت الكثير من الروتين الوظيفي، اثبتت للجميع بأن المرأة تساوي الرجل في كل شيء، كره عبد القوي الشرع الذي يقول ان ملامسة المرأة تبطل الوضوء، وأبو الخير المتملق والمنافق اعتذر عن كل إساءة، والشاب أبو المجد كف عن قراءة الكتب التي تعلم كيفية معاملة المرأة، وكأنها شيء مختلف، اما الزوج حسين فقدم أوراق نقله الى حيث تعمل زوجته في المكان الجديد، وختم الفيلم بكلمة " يا ناس مراتي مدير عام".