(هل يستفزهم العرى حقا !)



سلوى فاروق رمضان
2020 / 9 / 5

(عدم التحجب تعرى نعم لأنك تستفزين ذكورتى) هذا الكلام خرج من فم يعلم تماما أن عمر بن الخطاب كان يضرب الأمة حين تتحجب ويقول لها أتتشبهين بالحرة ، ودرس فى كتب التراث أن عورة الأمة من السرة إلى الركبة ، ولم يعترض على كل ذلك بل وقف مهاجما من يريدون تنقية التراث ، فهل شعر المرأه مستفز للذكورة ولكن ثديها وظهرها وبطنها وذراعها وأرجلها المتعريين لا يستفز الذكورة ! أتعرف هرمونات الذكوره العظيمة الفرق بين المرأة الحرة والمرأة العبدة ؟ فلو المرأة واقعة فى الأسر هرمونات الذكورة لا تفور وإذا كانت حرة هرمونات الذكورة لا تحتمل شعر بدون حجاب ؟! هذا التناقض الغريب مثير للأهتمام حقا ، ويوضح أن المشكلة ليست فى التعرى كما يدعون ، ولكن المشكلة أنها تلبس بدون وصاية من أحد ، وهذا بعينه ما يستفزهم ، فتتعرى بمزاج الرجل فى أسواق النخاسة وتتكفن بملابس ثقيلة بمزاج الرجل ، فهكذا يصبح العرى مريح للأعصاب ومهدئ لهرمونات الذكورة ، ولكن كل المصيبة أن تستمتع بملبسها وتختار ما يعكس شخصيتها أو تمشى متعطرة حسنة المزاج ، أن تلبس ملابس مناسبة للبحر لتستمتع به هذا كله إثم مبين بالنسبه لشيوخ الذكورة .
لماذا كل ذلك أثم ؟ لإنهم يعلمون جيدا أن النساء لو أخذوا حريتهم فى الملبس سينالون حريات أخرى والحرية مرعبة لكل من أخذ حقوق غيرة ، غير أن الملبس بيعبر عن أيدلوجية معينة ، فعدد المحجبات يعطى دلالة على تأثير الشيوخ فى الشارع .
من الملاحظ أيضا إدعاء المظلومية عند كل من يحشر أنفه فى حياة النساء ، فهم من يتدخلون ويضيقون من حريات غيرهم ثم يدعون أن المرأة ( ياحرام ) هى التى تستفزهم وهى التى تفتنهم , وقادرون على لى عنق الحقائق ليظهروا فى ثوب المظلومين ! على الرغم أن هذا الشيخ أيضا يمشى بدون حجاب ويلبس ( المحزق والملزق ) ومولع يتصوير نفسه ، فهل تدخلت النساء فى حريته وقالوا هو بيفتنا ، على الرغم إنهن ناقصات عقل فى نظر كثير من الشيوخ ؟!
المظلومية من أهم السمات النفسية التى نراها فى كل متشتدد ، لأن إحساسه أن غيره خارج سيطرته يجعله يخشى على جميع مكتسباته التى أخذها بدون إستحقاق فعقلهم يعمل وفق مبدأ (إن لم أفرض إرادتى على غيرى فأنا مظلوم)
ثانى سمة نفسية فى المتشتدد، هى إنعدام تحمل المسؤلية ، وللأسف هذا ما تم تأسيسه فى العقل الجمعى فى جميع القضايا ، فمن أول ينتهى الغلاء إذا
تحجبت النساء ، إلى عدم حجابك يستفز ذكوريتى , هنا نرى عدم مسؤلية فى كلامهم أبدا ، فلم يقل ان مشكله الغلاء توجه نظرنا إلى إصلاح إقتصادى ، ولا يقول ان الرجل والمرأه إنسان مسؤليين عن تصرفاتهم وضبط سلوكهم .لا ابدا , يعلقون الأخطاء كلها على شماعه الاخر ، فلنتخيل معا ، المتحرش مظلوم!
ثالث سمة فى عقل المتشدد هو عدم الرضا والوقوف على وضع معين ابدا ، يتكلمون عن الحجاب فالنساء تتحجب قهرا، ثم يتكلمون عن النقاب فتلبسه النساء ثم يقولون لعلك نزلتى وعينك تنظر يمينا وشمالا تدعين الرجال ثم لعلك خرجتى أصلا بدون حاجة فسلط الله عليك من يتحرش بك ، لا يقفون إلى حد وكأن التشدد فى جزء يفتح الشهية فى الكل .
اخيرا ، ليس المطلوب مننا أن نبرر لبس النساء ونقف موقف مدافع فهناك من يقول لا النساء لم تمشى عرايا فى الشارع ورأيت من يقول هناك المحجبات والمنقبات وتم التحرش بهن ، كل هذا ليس فى صالحنا لإن كما سبق وضحت إن العرى ليس مشكلة عندهم أصلا وكل هذه المجادلات الساذجة تتعرض للمزايدات من مدعين العفة فإذا لم تتحجبى فهذا السبب وإذا تحجبتى ووضعتى كحل فإنت السبب ولعلك ولعلك ، المزايدات لم تخلص ، ولكن الطريقة الصحيحة من وجهة نظرى هو معرفتنا سبب هوسهم بجسدنا , من هنا نبدأ الحديث ،لماذا تعرى النساء بأيديكم فضيلة وحرية لباسهم إثم ؟ لماذا إلى هذا الحد مهوسيين بأجساد النساء ؟ أى أن نبتعد تماما فى مواجهتنا عن لباس النساء ونحاول فقط أن نرى إجابة عن هذين السؤالين .أما الكلام عن ملبس النساء سيعرضنا الىمزايدات لم ينجى منها حتى رجال الدين العقلاء عندما قالوا ان لبس النساء ليس له علاقة بالتحرش .