كبف تبدو المرأة في فكر عبدالله اوجلان؟



عبدالكريم عمر
2020 / 9 / 5

منذ زمن طويل وأنا أحاول بناء تصور ذهني لظاهرة "المرأة الكردستانية المقاتلة" والمنخرطة في صفوف القوة العسكرية لحزب العمال الكردستاني وتوابعه في جميع أجزاء كردستان. حاولت كثبراً الحصول على كتب او تحليلات تعبر عن فكر هذه الشريحة من المرأة الكردية عن ذاتها. كيف تنظر هولاء النسوة الى علاقاتهن الاجتماعية بالمجتمع الكردستاني بصغته الحالية بشكل عام؟. ماهي رؤيتهن الى العلاقةالتاريخية بين المرأة والرجل في المجتمع الكردستاني؟. ولكني فشلت في مسعاي ولم اهتدي بعد الى وجود فكر انثوي في هذا المجال.
المراة الآپوجية، في كل ما سمعت منهن او قرأت لهن حين تتكلم عن ذاتها، تدعي دائماُ على انها، وبالشكل الذي هي عليها، نتاج فلسفة وفكر القائد عبدالله أوجلان، وان كل ما قيل عنها، أو الذي يمكن ان يُقال عنها موجد في ثنايا تلك الفلسفة.
عبد الله اوجلان في بعض من كتبه تطرق الى الموضوع. ولكنه كان منأثرا ككل المفكرين اليساريين بالتراث الماركسي الاروبي في هذا الموضوع. تطرق الى الموضوع في اطار العموميات. تكلم عن العلاقة الجنسية في اطار الزواج التاريخي على انه نوع من البغاء. وان تنظيماً جديداً لهذه العلاقة ضرورة ملحة. ولكنه لم يشأ وضع تصور ذهني لماهية هذهالعلاقة البديلة. تاركاً بذالك المجال واسعاً للغموض و فوضىً ذهنياً لمريديه من النسوة اللائي اطلعن على افكاره و تأثرنبه.
وهنا، و قبل ان اتابع هذا الموضوع لابد من الاشارة الىى امرين هامين
الاول هو ان علاقة عبدالله اوجلان مع المرأة على الصعيد الشخصي، وفق ما صرح به هو شخصيا كانت قد تركت جرحين عميقين في ذاكرته الذكورية. وفي كلتا الحالتين فأن صورة المرأة الي كوّنت ذاكرته، تختلف كثيراً عن تلك التي اتخذها لاحقاً كأساس لثورته الايكولوجية على كيان المجتمع الكردستاني.
المرأة الولى هي امه. في اللوحة التي رسمها اوجالان عن امه، كان الرجل المتمثل سواء بوالده او به هو كطفل يسعى الى اكتساب رجولته الاجتماعية، كان الرجل في اللوحة فاقداً للأرادة كما كان عليه الاب. او انها مثلت هروباً روحياً وأخلاقيًا من استبداد الام القوية المسيطرة،كما كانت عليه صورة الابن المتمثل بعبدالله اوجلان الطفل.
المرأة الثانية، التي تركت جرحاً عميقاً وأثراً بليغاً في وجدانه الذكوري، هي الحبيبة وشريكة الحياة التي تمتعت بدور كبير في السنوات الأُولى من تكون شخصية اوجالان النفسية والسياسية. اعني بها كسيرة يلدرم. المرأة في هذه اللوحة اعطاها اوجلان وصف الحيّة، والحية في المثولجيا الدينية كانت هي المسؤلة عن خضوع الرجل لرغبات المرأة. وكان من نتيجة ذلك ان ابا البشر آدم ارتكب خطيئة الانسان الاولى. فاماان ابليساً اختبأ في بطن الحية او انه تسلل الى الجنة في صورة حية، ومهما تكن الرواية فأن الابليس" الحية" قد اقنعت نبي الله وابالبشر إدم على ارتكاب الخطيئة التي كانت من نتيجتها ان الله سبحانه وتعالى جعل لآدم وحواء والابليس والحية جعل لهم الارض مستقراً. المرأة "الثعبان " لم تكن مستلبة الارادة، بل انها كادت ان تقود القائد اليساري الى فخ الخضوع لهيمنة استخبارات الدولة التركية وفق ما صرح به اوجالان في حواراته مع الصحفي العربي نبيل الملحم في كتابه سبعة ابان مع آپو.
أما الامر الآخر ا فهو استعمال عبدالله أوجلان للمرأة، ليس فقط كمعبر رمزي للانتقام من الام الشريرة و الحبيبة الخائنة، وانما أيضاً كسلاح فعال في ضرب البنية التقليدية للمجتمع الكردستاني, كي تتحول المرأة الى أداة ورأسمال قابل للنمو الدائم في صراعه مع الدولة التركية من جهة. ومن جهة اخرى كرهينة أخلاقية يمكن استغلالها كوسيلة لاخضاع المجتمع الكردستاني ذو الطابع الذكوري ، حيث تكسب المرأة هويتها الاجتماعية والاخلاقية من خلال انتمائها للوحدات الاجتماعية التي تتشكل منها المجتمع مثل العائلة ، الحي أو القبيلة… يتبع