تأثير الطّلاق على المرأة



نادية خلوف
2020 / 9 / 13

لا شكّ أن معظم الأزواج المطلقين يمرون بفترة صعبة فور انتهاء الزواج ، و هنا أخصّ النّساء ، لأنّه بينما يكون الرجل قد وجد زوجته المستقبلية قبل الطلاق ، وهو أمر سهل إلى حد ما ، فأمام كل رجل خيارات كبيرة، هناك من ترغب بالزواج منه لسبب اجتماعي ربما ، مشكلة زواجه محلولة لو أراد . لكن المرأة تعاني من الطلاق سواء من نوعية الحياة ، أو الرفاه . فقط في مواقع التواصل الاجتماعي يظهر رجل ثري يعطي المرأة المطلقة كل ما حلمت به . نحن نتحدّث عن الطلاق بشكل عام حتى في البلاد التي تقدم الدّعم للمرأة و الأطفال ، لكن عندما يتعلق الأمر بالدول العربية فإن الأمر شائك حيث حضانة الأطفال، والصراع العلني، وهذا ليس موضوع البحث اليوم.
سيكون لدى المرأة القليل من المال لتغطية الفواتير والنفقات المنزلية، حتى لو كان الأطفال في حضانتها، وكان طليقها يدفع النّفقة المقررة من الدولة. المرأة المطلقة لديها مال أقل المرأة المتزوجة ولا تتعافى المرأة تمامًا من التبعات المالية للطلاق حتى تتزوج مرة أخرى .
قد يتسبب الطلاق في شعور المرأة بالأذى والوحدة والحزن حتى لو كانت هي قد اختارت إنهاء الزواج ، فقد تتحمل ندوب العلاقة لفترة طويلة. لدى النساء المطلقات ضائقة نفسية أعلى بكثير من النساء المتزوجات ، حيث يتم استبدال ضغوط الزواج غير السعيد بمخاوف مختلفة ، مثل عدم القدرة على الوثوق برجل مرة أخرى ، أو الخوف من التعرض للرفض. إلا أن هناك العديد من الحالات التي يؤدي فيها الطلاق إلى حياة أكثر سعادة وصحة. إذا خرجت المرأة من زواج محفوف بالصراع أو العنف فستكون أكثر سعادة على المدى الطويل ، حيث إن السنوات القليلة الأولى بعد الطلاق هي فترة نمو شخصي كبير ، مع قدر أكبر من الاستقلال وخيارات شخصية أكثر، فيما لو سعت المرأة إلى الأفضل، مرة أخرى نقول أن هذا حديث عام، ففي سورية لا يمكن أن تجد المرأة عملاً ، وهي معرّضة للرفض، وبخاصة بعد أن زاد عدد النساء بسبب موت الرجال.
هنا لا بد من ذكر تأثير الطلاق على الأطفال، وفقًا لبحث فنلندي نُشر في مجلة علم نفس الأسرة في عام 2011. في هذه الدراسة ، نظر الباحثون في بيانات 1471 فردًا على مدى ستة عشر عامًا. ووجدوا أن كلا من الرجال والنساء من العائلات المطلقة كانوا أكثر عرضة للطلاق أو الانفصال في سن الثانية والثلاثين من أولئك الذين ظل والداهم معًا.، قد يواجه الأطفال من الأسر المطلقة ، وخاصة النساء ، صعوبة أكبر في العلاقات المستقبلية.
عند سؤال رجل ما لماذا طلق زوجته فإنّ الإجابة تكون معروفة : " نكدية، مختلة ، سليطة اللسان. . . " تصفّق النساء له ، تؤيد كلامه ، تختبئ المطلّقة في مكان ما، وقد تعود كخادمة إلى بيت أخيها -إن قبل- وعادة لا يقبل ، هناك حرب على المطلّقة من قبل عائلتها بالدرجة الأولى ، ويرمون بالذنب عليها في البلاد العربية وسورية ، هذا مختلف في الغرب ، فرغم معاناة المرأة لكنها تخرج من الأزمة وتستطيع تطوير ذاتها ، وقد تجد زوجاً آخر.
عادة ما يحدث الطلاق في منتصف العمر ، يكون الزوجان متقاربين في العمر، لكن الرّجل يشعر أنّه صغير ، ومن حقه أن يتزوج ، وهذا ما يسمونه في العامية " جهلة الأربعين" وهو أهم سبب للطلاق ، هو أزمة منتصف العمر عند الرجل ، بينما تشعر المرأة أنها أضاعت شبابها مع شخص لا يستحق.
بشكل عام الرجل هو من يطلّق لأنّ القانون و المجتمع يشجعانه على ذلك، قلة قليلة من النساء تطلب التّطليق لاستحالة العيش ، ومع هذا ، عندما يقع الطّلاق، نكون أمام أمر واقع ، و في هذه الحال على الرّجل أن لا يراهق ، ولديه أطفال يتابعون تحرّكاته، لكن على وسائل التّواصل ترى أن جميع الرجال نزار قباني وبلقيس حيث يتحدثون بالحبّ، و القبلات ، و الغرام الجديد على مرأى من أولادهم ، وهنا يمكنني أن أقول أن نزار قباني لم يكن مختلفاً عن أولئك في حبّه. مشاعر الأطفال مهمّة أيضاً، علماً أن موضوع الحبّ الحقيقي يكون في العشرينيات من العمر ، ومدته محدودة حسب العلم ، لكن الحب يمكن أن يكون مادام الإنسان على قيد الحياة، وهو حب مختلف عن الهوى في سن الشّباب. هو نوع آخر من الحبّ. فما بالك بمراهق في الخمسين يسجل تحركاته الجنسية" المزيفة" على وسائل التواصل !