الطلاق العاطفي و القانوني



نادية خلوف
2020 / 9 / 19

هو نوع من آلية الدفاع ، أو مجرد التعامل مع تهديد لحالة المرء العاطفية، يمكن أن يحدث حتى دون طلاق قانوني ، قد يكون أكثر أهمية من التوقيع الفعلي على أوراق الطلاق، هو نوع من مقدمة إلى النهاية الحتمية للزواج سواء انتهت بطلاق قانوني أم بقي الزوجان مستمران في العيش المشترك.
على الرغم من أن العديد من حالات الطلاق تبدو وكأنها قنبلة قد ألقيت للتو ، إلا أن نهايتها كانت تقترب منذ فترة طويلة. ينهار الزواج لأسباب عديدة، ربما لعدم وجود مهارات اتصال، بمهارات اتصال أفضل قد لا تكون هناك مشكلة كبيرة لا يمكن التعامل معها إذا كان الزوجان قد قررا التحدّث عنها باحترام .
هذا الكلام مطلق وعام ، وربما يجب مناقشة كل حالة طلاق عاطفي على حدة ، لكن هناك أمور مشتركة تجعل الطلاق العاطفي عند النساء في سورية على سبيل المثال كنوع من حماية الذات، وعدم تشتّت الأطفال كونه لا يوجد رعاية اجتماعية في سورية ، وبشكل خاص في وقت تهدّمت فيه العائلة السورية .
عادة ما يكون من الحتمي أن يبدأ الزوجان أو أحدهما في الطلاق العاطفي لتخفيف الألم والمساعدة على الاستمرار بأقل قدر من الضّرر.يحدث الانفصال العاطفي لأكثر من سبب. ولكن ، من حيث الجوهر ، يكون السبب الأكثر شيوعًا هو أن الزوج أو الزوجة قد يتجاوز الخط الفاصل بين تحمل الإجهاد العاطفي والحاجة إلى الشعور بالراحة مرة أخرى. بعبارة أخرى ، بعد عدد من المحاولات ، وعدد قليل من الأساليب المختلفة ، عادة ما يبدأ من قرّر الطلاق العاطفي استعادة حدوده الفردية ، منفصلة عن تلك التي شاركها مع الزوج الآخر.

عادة ما تمر الزوجة -في بلادنا-بمستويات شديدة من القلق بشأن الشكل الذي سيبدو عليه مستقبلها بعد الطلاق ، قد تبدو العزوبية مرة أخرى وكأنها جحيم ، لكن الأمر المهم الذي يجب العمل عليه في هذه المرحلة هو استعادة السيطرة على العواطف . لا يمكنك دفع زوجك للعودة إلى حبك والعودة إلى الزواج. ولكن يمكنك التحكم في عواطفك وردود أفعالك ، واستعادة التوازن لنفسك. بقبولك الواقع ستبدأ في الشفاء.
هنا لا بد من الدخول من الكلام العام الفضفاض في مشكلة الطلاق العاطفي و القانوني عند السوريين على سبيل المثال:
لا يوجد امرأة مخطئة، أو رجل مخطئ من حيث المبدأ " المتّهم بريء حتى يدان"
لكن أغلبية النساء تجد نفسها في ورطة حقيقية حيث عليها أن توفّق بين عنصر الاستقرار العائلي والمادي لأطفالها ، وبين الاحترام لكرامتها كإنسان ، تلجأ إلى هذا الطلاق كي تتحرّر ذهنياً ، وربما يكون الزوج أصلاً غير معني بمشاعرها فالثقافة الذكورية لدينا مختلفة عن الثقافة الذكورية في الغرب ، حيث أن الموروث الديني و الاجتماعي يعتبر المرأة أداة متعة، حتى أنهم يعتبرونها مجرد كيس لإنجاب الأطفال، و باعتبار أن الزوج قد قام بإهمال حاجات المرأة الجسدية و النفسية ، فإن ممارسة الجنس لا تتعدى كونها اغتصاباً متكرّراً حسب رغبة الرّجل .
المفهوم الذي تقع المرأة في فخه هو رأي المجتمع، فما ذنبها إن كان زوجها لا يهتم لمشاعرها؟
التّحرر من رأي المجتمع سوف يخلق نساء فاعلات أكثر ، ويجعلهن أكثر قوة، فمع الطلاق العاطفي أو القانوني على المرأة أن تبحث عن سلامتها الجسدية والنفسية ، و أن لا تعتبر نفسها ضحية ، فالمرأة القوية فرصها حتى في الزواج الأول و الثاني و الثالث أفضل ، و أعني بالقوة هنا القوة الاقتصادية و النفسية ، فكل ما يشاع عن النساء من أقاويل ينتهي عندما تكون المرأة صاحبة قوة ، ومال، لكن على الطرف الآخر من المعادلة : من أين سوف تأتي في هذه القوة داخل سورية، وقد تدمّر البشر ، والحجر، تفككت العائلة؟ يبدو الأمر شبه مستحيل ، فزمام الزواج والطلاق بيد الرجل وفق القانون ، وهو نمرود وفق المجتمع ، و بشكل عام هو من يتخلى عن الأسرة ، حتى لو بقي ضمنها، وأعتقد أن المرأة السورية ينطبق عليها وصف الأم العازبة حتى مع وجود رجل، كما ينطبق عليها اسم " المطلقة" كونها تعبت من العراك فقبلت بالطلاق العاطفي لتحمي نفسها من تبعات الرفض. . .