القادم ثورة المرأة



إقبال صلال
2020 / 9 / 19

ما هي المعضلات التي تواجه جهود نيل المرأ ة لحقوقها واندماجها الكامل في المجتمع كعنصر أساس متساو مع الرجل في جميع الأوجه ،وما هي الطموحات التي تروم المرأة تحقيقها في ظل القوانين والأعراف المُجتعية السائدة وأيضا في ظل مستجدات القوانين حول العالم?

قضايا المرأة بين الموروث والحداثة

هناك من تناول قضية تحرر المرأة كمعضلة ومشكلة اساسية تواجه المجتمع الرجعي ، ووصفوها بانها إشكاليّة تاريخية عجزت الاجيال عن ايجاد حلول لها، والبعض يرتأي قلع جذورها العميقة والتخلص من مطالبات بعض المتنورين بتقنين قمع المرأة واستمرار دونيتها بوضعها بإطار قانوني مشرعن كي يخمد صوتها والى الأبد وإلغاء حقوق النساء من تاريخ البشرية…. من اللحظة التي ظهر فيها مبدأ الملكية الخاصة ليطفو معها الاستلاب العقائدي والفكري واستغلال إنسانيتها وتحجيم دورها الذاتي وجعلها أداة يستخدمها بها الفكر الذكوري السلطوي لإدامة السيطرة على الاقتصاد بتغليفها بغلاف التشيء والتموضع والتصغير، من هنا بدأت فكرة الثورة على المنظمين لتلك الدونية المقصودة ..

وإذا عدنا الى التأريخ القديم والحديث وأمعنا النظر جيدا لأدركنا أن المعاناة التي تواجهها المرأة في كل المجتمعات، لوجدنا إنها معاناة طبقية أسست لها السلطة الذكورية وعززتها المؤسسة الدينية منذ ان ابتدع الرجل فكرة الدين ونشرها على شكل توالت فيه تنصيب انبياء من الرجال وعزل النساء والسيطرة على كل ما هو موجود على الأرض وإعتبار المرأة شيء ضمن ألأشياء التي يستخدمها الرجل لأغراض مملكة الأرض التي هي تحت سيادته الذكورية .. تلك هي معاناة المجتمعات عبر التأريخ.. علينا ان لاننسى إن المرأة تعاني من عنصرية أشد من أي فئة تتعرض للإضطهاد وذلك بتحجيمها وإستخدامها كأداة لديمومة الظلم الواقع على الطبقات المفقرة والمستخدمة للطبقات البرحوازية ..

إنّ كل أنواع الظلم الاجتماعي والاقتصادي قد وقعت على كاهل العمال كما هو على كاهل المرأة لكن الأخيرة عانت أكثر واقع الظلم والاستغلال، فهي تعاني من الاقصاء وتتراكم الكثير من الجرائم الفردية والمُجتمعية فوق كاهلها، بالإضافة الى ذلك تتعرّض ألمرأة الى العنف والنظرة الدٌونيّة في داخل اسرتها وهذا ما يفجّر أسباباً اقتصادية واجتماعية تؤدي إلى تأخير المجتمع وهذا ما حال دون تطور الدول التي تركز على الانثى على انها أداة للاستعمال من قبل الرجل..

المجتمع يتأخر والمرأة جزء من المجتمع ..

يبدو أن التحولات الثورية في العالم تتجه إلى سحق ستراتيجة السيطرة على المرأة . وبوادر التحرر من الذل الافتقار والتهميش باتت تظهر على المحك . كما إن الأنظمة الرجعية باتت لا تحظى بكثير من التعاطف الاجتماعي والجماهيري بسبب المطالبات بإعلان ثورة على السلطة الفاشية ، كما حدث ويحدث في العراق، فهم يظهرون طوال الوقت بمظاهر الأقوياء والمتكبرين النرجسيين الا ان تلك الحركات لم تعد مؤثرة على الشارع .. بل على العكس. المرأة العاملة بمشاركتها الفاعلة مع الرجل العامل ومع كل الاحرار هم من سيحررون المجتمع بكل طبقاته وشرائحه ويناضلون من اجل غد مشرق للمجتمع بأكمله .