وتستمر الهجمة المسعورة على منظمة حرية المرأة



نساء الانتفاضة
2020 / 9 / 19

تكاد لا تمر سنة دون ان تكون هناك هجمة منسقة وممنهجة من قبل قوى وعصابات الإسلام السياسي، افرادا او أحزاب، على منظمة حرية المرأة في العراق، تبتغي من وراءها هذه القوى تركيع وإخضاع هذه المنظمة، لما لها من مواقف حادة تجاه مشاريع القوانين والقرارات التي تنال من المرأة وحقوقها، وهذا الاستهداف المتواصل للمنظمة، يؤكد بشكل قاطع، الثقل الاجتماعي والسياسي لها، فلم نسمع ان تعرضت اية منظمة أخرى من منظمات المجتمع المدني لهجمة او حملة تشويه مثلما تتعرض له منظمة حرية المرأة، حتى تلك المنظمات التي تتبع قوى "شيوعية".
لقد وصلت القوى الإسلامية، الذكورية والرجعية، الى ذروة حملتها على المنظمة، برفع دعوى لحلها، وجميع القانونيون –محامون وقضاة- قالوا ان هذه الدعوى سياسية بامتياز، ولا تملك أي سند قانوني، وإصرار هذه القوى الإسلامية على هذه الدعوى هو لإخماد أي صوت تحرري او مساواتي.
لم تكتف هذه القوى الرجعية والمتخلفة بجهاز مخابراتها، الذي يتجسس على هذه المنظمة، تاركا كل ملفات الفساد والنهب والقتل والخطف والاغتيال، وعصابات الجريمة والاتجار بالنساء، نقول لم تكتف هذه القوى الإسلامية بذلك، بل أرسلت بعضا من كلاب جيوشها الالكترونية لتقوم بتهديد الناشطات في هذه المنظمة، بسبب وقوفهن بساحة الفردوس للتنديد بالتعديلات المقترحة على القانون 57، الخاص بحضانة الام للطفل، هذه الجيوش الالكترونية تطالب الميليشيات والعصابات الإسلامية بالهجوم على المنظمة، وبعلم السلطة وأجهزتها الأمنية والمخابراتية، والتي تحمي هذه الميليشيات.
لقد وصف أحد كلاب هذه الجيوش الالكترونية الناشطات في منظمة حرية المرأة بعدة اوصاف، منها ذكورية قبيحة وعنصرية قذرة وقومية سيئة، وهذه الاوصاف تعكس مدى تخلف وقباحة قوى الإسلام السياسي، وهؤلاء يستجدون عطف الناس ويؤلبونهم على المنظمة من خلال القرآن او أحاديث ائمتهم، وهي ممارسات قذرة دأبت عليها هذه القوى.
ان نظرة بسيطة الى المفردات التي استخدمتها هذه الكلاب الالكترونية، تدلل على الهيستيريا التي وصلت لها هذه القوى، وتدلل أيضا على الإفلاس القيمي والأخلاقي الذي يتشدقون به، وعكست خستهم وانحطاطهم تجاه قضية المرأة.
ان الديموقراطية التي يتحدثون بها، هي ديمقراطية الغاء الاخر، المختلف عنهم، الذي لا يوافقهم على قرارتهم او قوانينهم الرجعية، ديموقراطية الإسلام السياسي هي: اما ان تكون معي او أنك ستكون عدوي، ديموقراطية "الرجال قوامون على النساء" ومن يقول غير ذلك فأنه مخالف لشريعة الله ومعادي لنهج الائمة والمراجع.