ابنتي تعاني بسبب الحجاب



عبدالله مهتدي
2020 / 10 / 1

في جريدة "الأخبار" العدد 2401 بتاريخ 30/09/2020 ،سيدة تسال اخصائية نفسية وتربوية على صفحة "صحة نفسية" عن ابنتها
التي فرض عليها ابوها الحجاب مع الدخول المدرسي الحالي، وتوضح السيدة أن ابنتها تعاني وتبكي،لأن الحجاب يخنقها ويجعلها مختلفة عن زميلاتهافي المدرسة،وأكدت الأم أن ابنتها لا تريد ارتداء الحجاب لأنها لا زالت تعتبر نفسها طفلة صغيرة، وتريد أن تلعب وتجري،والحجاب الزمها بأشياء تشعرها بأنها أكبر من سنها هنا انتهى كلام الأم المكلومة على ابنتها،لتبدأ نصيحة استشارية نفسية وتربوية أول ما فالت هو أن الحجاب فرض،وكلنا مقتنعون بهدا،وما فعله والدها هو أمر صحيح لأنه يريد أن يحافظ عليهاوتابعت الاستشارية المتخصصة بان اول ما يجب على الام القيام به هو اتباع شرع الله،ويجب على أبيها أن يحجبها لكن بدون عنف، كأن يقول لها بأن الله يريد أن يحافظ علينا كنساء وأن هناك جوهرة ثمينة يجب أن تغطى،ولأنها جميلة علينا أن نخفي جمالهال، الجوهرة لا ترمى في الشارع وتضيف المتخصصة أيضا في الاستشارة النفسية والتربيوة بأن من لديه جوهرة ثمينة يجب عليه أن يضعها في علبة ويخفيهافي مكان لايعرفه أحد ولا يستطيع أحد اخدها والعثور عليهاوتختم قائلة"واجعليها تتعلم أنها عندما تتزوج تستمتع بجمالها ولباسها"انتهى كلام الإستشارية
هدا الخطاب كارثة بكل المقاييسل أنه1- ليس هناك إجماع ما على أن الحجاب فرض،فكلمة حجاب في القرآن جاءت بمعاني كثيرة مختلفة عن غطاء الرأس عدا ان الآيات التي يعتقد أنها فرضت الحجاب تفسر تفسيرات مختلفة 2- اللباس والحجاب ليس تكليفا شرعيا إنما هو سلوك تقتضيه الحياة الاجتماعية والبيئة والتقاليدوقد عرف العرب غطاء الرأس قبل الإسلام من حضارات متعددة 3- ظاهرة فرض الحجاب على الطفلات كثيرة في المجتمعات الإ،سلامية خاصة المجتمع المصري وفي الاوساط المحافظة،فالحجاب أي غطاء الرأس يجب أن يكون اختيارا طوعيا وليس فرضا،خاصة لأن لفرضه انعكاسات فضيعة على نفسية الطفلة و سلوكها ودراستها واندماجها في المحيط الاجتماعي 4-تدعي المتخصصة النفسية أن الاب يريد أن يحافظ على ابنته فيحجبها ،بهدا المنطق كان عليه أن لا يدعها تدهب للمدرسة تم هل الىباء الدين ال يفرضون الحجاب على بناتهم لا يردون المحافظة عليهم؟ هل الوسيلة الوحيدة للمحافظة على البنت هو حجبها؟ وممن؟5- الادعاء بأن الطفلة جوهرة نفيسة يجب أن تغطى وأن والدها يجب أن يضعها في علبة ويخفيها كأنه كلام عن شيء ما وليس إنسان آدمي من لحم ودم وربما تتحدث الاستشارية والاب عن الطفلة ككتلة لحم فاض وأصبح قابلا للإشتهاء وللرغبة الشبقية وهدا يدكرنا بكلام بعض الفقهاء عن نكاح الطفلة خاصة إدا كانت سمينة تطيق الوطء،6- هدا النوع من النصائح ينتج أشخاصا لهم علاقة مختلة بالجسد،ويكرس ثقافة الحشمة والصمت والعار،عدا الإختلالات النفسية والازمات السلوكية ،فالطفلة بشهادة أمها تبكي ولا تيرد تغطية الراس 7- إن المشكل الأساسي بالنسبة لهدة القضية لا يجب أن يحل على حساب كبت رغبات الطفلة وحشرها في المكان الضيق لأن دلك ينتج شخصية عديمة الثقة في النفس ،مريضة، نفسيا انطوائية خائفة -من لصوص الجواهر-ويمكن في أي لحظة أن تقوم برد فعل غير متوقع ،إن جسد الطفلة وشعرها ليس هو المشكلة بل "عقل الرجل" نوع معين من الرجال لا يرى في المراة سوى حلمة نهد أو ما تحت البطن،أي لا يرى سوى اللحم القابل للإستهلاك كموضوع للجنس والشهوة 8- الحجاب أو غطاء الرأس ليس جوهر التدين شأنه شأن اللحية وحز الشارب واللباس الأفغاني والسواك ....وإنها مظاهر خادعة لما يسمى ب"الصحوة الإسلامية" المفترى عليها8- تربية جنسية صحيحة أم إخفاء في علبة وقتل الطفولة أي اغتصاب الحياة ،اغتصاب لا يقل ضراوة عما وقع لعدنان ونعيمة؟ لعل هدا هو السؤال