ابنتك ياايزيس ١٠



مارينا سوريال
2020 / 10 / 4

رأيت الام تتزين ايضا لاول مره منذ رحيل صفيه تخرج بالوان زاهية وفى يدها مريم الصغرى ضحكت مريم كلاتانا مريم ابتسمت كانت والدتها جوارها ايضا لكن لاتشبه ابنتها لم احب ام مريم وثبت صحة احساسى بها بعد عده اشهر فحسب..لاحظت قسمات وجه مريم طيله الفيلم تنهداتها ضحكتها كانت تعبيرات وجهها تتلون مع تلك الفتاه على الشاشة علمت انها تدعى مديحة يسرى ..همست فى اذنى بعد ان انتهى الفيلم اسأكون مثل تلك الفتاه قريبا..شعرت بتقلص فى امعائى هل لاننى ايضا تذكرت تلك الكلمات التى قلتها لسنوات وربما تسببت فى دخولى المدرسة الداخلية ام لانها تفوهت بها امامى ولم تخش ان اخبر الجميع بما قالته ام اصرار عيونها وكانها تمتلك شىء لااعرفه هو ما اغضبنى واخافنى ماذا لو فعلتها هى ؟ هل اقدر ان افعلها انا ايضا؟
لسنوات دوامت فى محبسى على كتابة الرسائل للعذراء طلبت منها هذا ان اصبح هناك اروى قصة اكون اخرى ربما فتاه او عجوز حتى ..كلما زاد الشوق زاد الالم تذكرت تلك الكلمات من احدى الروايات..
هل سيتحقق الحلم ؟تلك الكلمات جعلتنى ارتبط بمريم واقيم اكثر فاكثر كل يوم اتحجج بشىء ما لاذهب اليه او تاتى هى اليه فنجلس فى الحديقة نتحدث ونتحدث اخبرها عن مدرستنا عن ما احب واكره حتى لاحظتنا تريزا فبدأت تظهر كلما قدم مريم لتجلس الى جوارها ..اصبحت تريزا تتحدث بشكل جيد تخلصت من تلعثمات الماضى بل واحسنت النطق بالفرنسية فكانت تتحدث بها دوما كما لو انها نسيت لغتنا فى الاساس حتى باتت صباح لاتستطيع التفاهم معها ابدا ..
انتهى كل شىء فجاة مثلما بدأ لقد اقر ابى بأننى سأكمل تعليمى فى البيت حتى اتزوج فقد حصلت على كفايتى من القسم الداخلى ولاادرى اكنت ابكى من الفرح لاننى تحررت من ذلك المحبس ام خوفا عما احببت هناك ولن استطع رؤيته ام خوفا من المستقبل يتحول لمحبس اخر بلا نهاية..
فى بيت مريم يواقيم رايت مجلات رفض ابى ان تدخل بيتنا فهى لاتقرأ سوى من قبل الغوغائين لااعرف معنى الكلمة ولكن فهمت انها لاتناسب البيوتات المحترمة فتفاجئت عندما وجدتها موضوعة على الطاولة بحجرة مريم سألتها كيف احضرتها قالت ببساطة يحضرها لاجلى البواب كل يوم ..راقبت العناوين السوداء الضخمة حاولت فهم الكلمات بلاجدوى ربما لاننى نسيت العربية تقريبا ولم اعد اقرأ سوى بالفرنسية فاصبحت العربية لغة حديثى فقط ،ضحكت مريم من جهلى رغم انها تتعلم فى مدرسة انجليزية مخصصة تعلم الفتيات كيف يكن زوجات صالحات بجانب التعليم العادى لكن حرصت امها على تلقينها اللغة العربية فكانت تحضر لاجلها شيخ مجاور فى الازهر ليعلمها النحو والصرف ..سألتها لما كل هذا؟ردت بثقة امى تقول ان الفتاة يجب ان تتعلم جيدا وتتقن كل لغات خاصة لغة بلادها فكيف ندافع عنها اذن ان كنا جهلاء..اثارت الكلمات فى نفسى الحيره والغيره والغضب..قلت لها اخبرينى ماذا تقول تلك الجريدة ومن هذا الرجل العجيب؟اشارت هذا اه اتقصدين بيرم التونسى انه شاعر الاتسمعى باشعاره من قبل اسمعى مكتوب هنا الشعر الغتائى يحتضر انقذوه من اسفاف بيرم التونسى!!
ماذا يعنى قلت مندهشة
قالت وهى تضحك لديه كلمات غريبة يستخدمها فى اشعاره..اقتربت لتخبرنى بسر:ابى يمنعنا من قراءه اشعاره لكن امى تعلم اننا نقرأها فى السر..
عدت الى البيت اشعر بالدوار راقبتنى صباح سألتنى ان كنت خير..قلت بخير بخير احتاج الى النوم..دخلت لاختبأ داخل فراشى واتدفء جيدا اغمض عينى عل الكلمات تتوقف عن الحديث داخل عقلى لكن اللعينة لاترضى تفعلها دوما وتتركنى فى دوامة صداع عنيد يرفض ان يفارقنى لساعات..
وذات دهشتى حين دعتنى مريم الى الحضور فى المساء لديها خصيصا بسبب وجود ضيف هام لابد لى من رؤيته..ظل عقلى مشتت طيلة اليوم انتظر ذلك الموعد الغامض وجال بعقلى افكار كثيره طائشة تخيلت حدوثها وتخيلت تريزا تعلم بها كلها وتخبر ابى فيعاقبنى بزوج مثل الادهم قمحى اللون ..