اشتياق



وفاء بياري
2020 / 10 / 8

اشتياق....
والدتي الحبيبه.. رحلت عنا الى دار الاخره وكلي ألم ووجع على فراقك ايتها الغاليه الطاهره.. سافتقدك دوما.. سافتقد لاحاديثك الشيقه لضحكاتك لدفء حضنك لوجهك الحنون .. ساشتاق لكلك والدتي..
حبيبتي.. كل شيء في منزللك الجميل وكل زاوية فيه تفتقد لك.. اشياؤك حاجياتك.. ملابسك الانيقه التي يفوح منها رائحة عطر
تشبهك .. سجادتك مصحفك سبحتك وطرحة الصلاه البيضاء التي كنت حين تغطي بها رأسك يطل منها ذاك الوجه الابيض المستدير الوضاء ..
حديقتك تفتقد لك امي وشجر الليمون والتين .. وورود الرنجس والجوري والريحان والفل والمرجانه والياسمين..كلهم
حزينون لغيابك امي .. سافتقد لك في كل مكان يعبق بعطفك وفيض حنانك .. سافتقدك في مواسم الخريف والصيف وفي جلسات ذاك الربيع الاخضر حول بركة الماء الصغيره التي طالما وجد فيها الطير ملاذا امنا للارتواء من مائها العذب .. والتي كانت ترفرف بفرح وحب في محيط حديقتك الغناء .. واليوم اسمعها وهي تغرد لحنا شجيا لفراقك امي ...
سافتقدك في ليال شتاء ماطر دافء كان يوما مصحوبا بهمسات احاديث شيقه يعبق منها رائحة نعناع بشاي حب شهي من صنع يديك...
ساتذكرك دوما والدتي مع دهشة بزوغ كل فجر .. وقهوة صباح .. وتمتمات مساء
حبيبتي .. كل من عرفك من قريب او بعيد بكى وحزن ألما لفراقك .. فقد تركت بصمة حب كبيره في قلوب محبيك لطيبتك وتسامحك .. لبشاشة وجهك ..لنبلك وحبك للوطن الغالي الذي طالما رويت لنا ولاحفادك عنه وعن ذكريات طفولتك في عمق احضانه من ايام الحكم العثماني للبلاد مرورا بحكايا النكبة المريره والنكسة وما تبعهما من تهجير وتشريد .. تيه وضياع..ولن انسى ذكرك لامثال شعبيه كثيره كانت تتناسب مباشرة مع موقف ما ..وذاك السرد الجميل لحكايا الغول والجن وغيرها .. بصوتك الانثوي الهادىء الجاذب للاصغاء ..
امي حبيبتي ومهجة قلبي.. انت تاريخ عريق عطر بل حضن وطن كبير معطاء ..
لن انساك غاليتي ما حييت وسيبقى ذكراك مخلدا في قلوبنا محفور في عقولنا الى ان تاتي تلك الساعه التي تلتقي بها ارواحنا لتتعانق معا سويا .. ولتغفو فوق غيمة بيضاء نقية هاربه الى افق بعيد عن هذه الدنيا القاسيه بمتاعبها ومتاهاتها .. بشوائبها وهذيانها .. فالموت حق علينا جميعا ..
رحمكم الله والدتي ووالدي رحمة واسعه وغفر لكما واسكنكما فسيح جناته وانا لله وانا اليه راجعون ...