حطيه تحت



خالد محمد جوشن
2020 / 10 / 8

فى نكته مصرية ـ يقول التلميذ لمعلمته ، احمر وطويل يا ابله ، فتنهره المعلمة قائلة عيب يا قليل الادب ، يصمت قليلا ثم يكررها ، فتستدعى المعلمة والد التلميذ لتشكو له ، تصرف ابنه الوقح ، يسال الاب ابنة قصدك ايه يا متخلف؟ باحمر وطويل ، يرد الابن ، الجزر يا بابا ، يلتفت الاب الى المعلمة قائلا وبراءة الاطفال فى عينيه ، شوفتى ظلمتى الولد ازاى ، قصده على الجزر ، تصمت المعلمة على مضض ، فهى لا تستطيع الاجابة بتفسير قد ينكره الولد والاب ،فتتعرض للوم ، وينصرف الجميع .

اليوم الثانى يكرر التلميذ المقولة ، احمر وطويل يا ابلة ، فتجيبه المعلمة قائلة ، عارفة الجزر ، يقول الولد ضاحكا وساخرا لا ، الى بالى بالك يا ابلة .

تذكرت هذه النكته عندما علمت بالسجال الدائر فى بيروت على خلفية الحوار الساخن فى البرلمان اللبنانى ، اثر عبارة نائب رئيس مجلس النواب اللبنانى ايلى الغرزلى، لوزيرة العدل مارى كلود نجم ، عندما قال لها تعليقا على تعديل مادة فى قانون مقترح ، شيليه من فوق - حطيه تحت وهى للمادة 47 من قانون اصول المحاكمات الجزائية ، قالها وانفجر ضاحكا .

الوزير اللبنانى قرر إنه لم يقصد إهانة وزيرة العدل، بل إنه يكنّ لها كل الاحترام والمودة، وقد "فُهمت العبارة بطريقة خاطئة.

هل يمكننا ان نقنع باجابة النائب اللبنانى وكل النواب والرجال المحترمين فى عالمنا العربى عندما يتحرشون بالمرأة لفظيا ، بمناسبة وبدون مناسبة .

وما هو المعيار القانونى الحقيقى الذى يمكن من خلاله محاسبة المتحرش ، بحيث لا يفلت من العقاب ، ان القوانين لا تحاسب على النوايا ولكن على الفعل الذى يرتكب عمدا ، اننا لا يمكن ان نقبل بالاساءة الى المرأة او التحرش بها جسديا او لفظيا ،.

ولكن على ما يبدو فاننا نحتاج الى صياغات جديدة نستطيع من خلالها تجريم الفعل اللفظى او الجسدى الذى يقصد منه الاساءة الى المرأة.

ان الذكورية التى تمارسها مجتمعاتنا الرجالية ضد المرأة للنيل من حقوقها يجب ان تختفى ، وللحقيقة فان بعض النساء يشاركن بعض الرجال فى الفتك بحقوق المرأة ، ربما بخلفية تاريخية لماذا تنال اختى او شقيقتى او بنتى او جارتى بعض حقها الذى انتزع منى ، وكأن لسان حالهم يقول فلنشرب نحن النساء جميعا من نفس الكأس .

لن نتقدم خطوة الى الامام اذا ظلت نظرتنا الحقيقية للمرأة انها للفراش كل الوقت، ووربما بعض الوقت قد تصلح للعمل العام او الخاص .

لابد ان يرسخ فى عقولنا او عقول صغارنا على الاقل ان المرأة متساوية مع الرجل تماما فى كل الحقوق والواجبات ، وان يقتنع الجميع رجالا ونساء اننا شركاء على قدم واحدة لا فرق بسبب لون او جنس او دين .