ابنتك ياايزيس ١١



مارينا سوريال
2020 / 10 / 11

زادت دهشتى عندما وجدت ذلك الشىء امامى قالت بفخر انه اله عرض سينما سوف نشاهد الافلام تمام كما كنا نفعل فى السينما ولكنها خاصة بنا نحن لنشاهد معا فى البيت !..اخذت تدور من حولى كفراشة تحاول تقليد رقصة كنا قد شاهدناها فى احدى الافلام ..قالت اوه سيزا لو كنت تحبين تلك الاله مثلى لكونا فرقتنا سويا فرقة سرية..زاد نبض قلبى تائه لااجيبها ..هل اخبرها بحلمى القديم ام رسائلى التى كتبتها لسنوات الى العذراء اطلب منها تحقيق ذلك الشىء وبداخلى امنت ان مريم يواقيم قد ارسلتى لى خصيا لتساعدنى فى هذا الامر الخطير..فلن يقبل احد فى بيوتنا فى فعل ذلك الشىء اذن لابد ان نقوم به فى السر ..اخبرت تريزا بكل شىء ذلك المساء مجازفة ان تخبر ابى والام بكل شىء فيتم عقابى باشد العقاب وقد لاارى الطريق من جديد او ارسل لاكون زوجة وهو اكثر ما يخيفنى ..كان شريكنا الاكبر فى تلك الفرقة السرية هو شقيق مريم الاكبر بشاره الذى كانن يحضر لنا الاشرطة السينمائية من دون ان نعرف كيف استطاع الحصول عليها ،كان العرض يبدأ ونتخيل موسيقانا الخاصة داخل اذاننا حتى لايكتشف احدهم الامر فكنا نشاهد الافلام صامتة ونبدأ فى تخيل الاحداث ايضا وهكذانشأت فرقتنا السرية بقياده بشاره ومريم وانا وتريزا دون ان نخبر مريم الصغرى بالامر لانها ستخبر الام حتما بكل شىء عنا وبدورها سوف تخبر ابى عنا..
وكان قد حدد لنا يوما واحدا فى الاسبوع للمشاهده دون ان نثير اى ضجة ولكن تلك المره الاولى التى سيكون هناك صوتا ولا داعى للتخيل وذلك لان جده مريم قد مرضت فتقرر سفر والديها الى الام فى لبنان وبسبب حساسية الصدر التى ولدت بها مريم واكتشفتها صدفه فلم تخبرنى وحتى لاتترك بمفردها تقرر بقائها هى وشقيقها بشاره هنا مع المربيه حتى عودتهما ..فى البداية لم اصدق نفسى وانا استمع الى الاصوات تضايقت فلم يعد هناك مكان للتخيل هناك قصة واشخاص يتحدثون كان اسم الفيلم الحلقة المفقوده فاتن حمامة وسمير لاما بطلى القصة..
كنا مستغرقين نضحك نصفق بصوت مرتفع دون خوف ولم نشعر بما يدور حولنا حتى افقنا على والدها يقف وسط الغرفة يشاهدنا فى ذهول لاول مره اشاهد بشاره مرتبك الى هذا الحد لايقوى على الحديث ويد والده الغليظة تنهال على جسده بالصفع اردت ان اصرخ به ليتوقف حدث كل شىء سريعا ..علم والدى بالامر لكنه لم يعاقبنى بالصفع مثل بشاره بل حدد اقامتى داخل غرفتى حتى الطعام كان عليه ان اتناوله بمفردى وعندما سألت عن تريزا علمت انها لم تعاقب ولكن سرعان ما عدت لافكر فى بشاره وما حدث له حتى زهدت الطعام وتوقفت عن تناوله لثلاث ليالى ارتفعت حراره جسدى وبدأت فى رؤية خيالات ابتسمت لنفسى وانا ارانا نركض حول شجرتى فى الحديقة ونضحك اخبره اننى من قمت بزراعة تلك الازهار وان بيتنا سيكون به اكبر حديقة فى القاهرة سياتى اليها حتى الملك ذاته ليشاهدها ..لكنى استيقظت من حلمى على وجه الام مهمومة تدلك لى جبهتى بالماء البارد كل فتره ويد الطبيب تجس نبضى حتى تحسنت حالتى وشعرت بالجوع من جديد والتهمت كل ما وضع فى صينيه الطعام حتى انتبهت لوجود ابى فى الغرلة يراقبنى بهدوء لم يقل كلمة واحده لكننى فهمت من نظراته كم هو حزين بسببى..
بعد وقت تمكنت من الخروج الى الحديقة بمفردى كان كل شىء من حولى عاد للهدوء من جديد غير اننى لم اشاهد وجه مريم يطل عليه كعادته بل بات السكون مصاحبا لهم ..شعرت بالتوتر طعمت فى رؤيتها وسؤالها عن حاله اخيها الان لكن لم اتمكن من ذلك وحدث فى المساء ما كنت اخشاه اذ جلست معى الام لاول مره تتحدث اليه وكاننى فتاة كبيره قالت لقد اصبحت كبيره حقا بل اكبر حتى منى عندما تزوجت من ابيك حان الان موعد اختيار الرجل المناسب لك وانا ادرىانك سترفعين رأسك ابيك جيدا ولن تتسببى فى خجل لى..كلماتها كانت طمات على وجهى هدت لى احلام كثيره منيت بها نفسى لاشهر طويلة فى تلك الليلة كتبت رسالة غاضبة الى العذراء مريم اخبرتها بغضب عن كل شىء تمنيت حدوثه عن بهجتى ورؤيتى لها فى السماء ليلا وعن انطفائى وحزنى ووعدى لها الا انظر اليها فى السماء من جديد..