تعليق … على حادث اللا أم التي القت بطفليها في نهر دجلة !



جلال الاسدي
2020 / 10 / 23

يبدو ان المخلوق المسمى انسان … او البعض من بقاياه ، والخارجين عن شريعته ، وملته … قد تعروا من ثياب الانسانية ، وارتدوا هذه الايام اسمال الهمجية ، والتوحش ، والاجرام … ولا اعتقد انهم باتوا جديرين بحمل هذا اللقب الذي شوهوه ، وملئوه ندبا ، وبثورا … ولا نملك بدورنا الا ان ندعوا لهذه الانسانية بالشفاء العاجل من اورامها الخبيثة … ! حتى بات الحيوان المفترس ، وليس المدجن ان اطعمته ، وآويته ، ورحمته ستجده اكثر انضباطا ، واستسلاما لقوانين الرحمة ، وعدم الاذى من الانسان المنفلت ، والناقص الانسانية هذا !
وشتان بين القسوة ، والرحمة … !
لا يحق لاي انسان مهما كان … حتى ، ولو كان اما او ابا ان ينتزع من انسان اخر الروح التي أُدعت فيه ، وهي حق مكفول له حصرا ، وعلى كل البشر احترامها ، والمحافظة عليها … فاذا لم نحترم الروح او النفس فمن اذن نحترم ، ونصون … ؟!
المؤكد علميا ، وانسانيا ان غريزة الامومة هي اقوى الغرائز عند الام السوية لا تساويها اي غريزة من بقية الغرائز الاخرى كالطعام ، والجنس ، والاشباع العاطفي او غيرها … والمسؤولة عن تفسير السلوك البشري … حتى الحية السامة ، والغادرة لا تخلو من عواطف امومة مساوية لما عند باقي الكائنات … فكيف لام يقال عنها انسانة ان تتجاوز كل هذه الدوافع الغريزية ، وتقتل اطفالها بدم بارد برميهم في النهر ، وهي ابشع ميتة يمكن ان يتعرض لها انسان او اي كائن حي … تحت مبررات باهتة كالعوز او الانفصال او المشاكل مع الاب او نكاية به او الكآبة ، وغيرها من الاسباب والمسببات … !
واذا كانت هذه اللا ام تعاني من مشاكل نفسية او مصابة بجرثومة الكآبة كان الاولى ، والاجدر بها ان تنهي حياتها هي … فحياتها على كل حال ملك لها اما ان تتجاوز على حياة غيرها … ومن ؟ اطفالها … ! لا اجد ما اقوله … الا انه فعلا زمن اللامعقول … !
لقد اوجد الانسان المشرع حلا لكل مشكلة … فالخلافات الزوجية يمكن حلها بسهولة بالانفصال التوفيقي الارضائي ، وبدون اي ضغينة ، وكل طرف يبدء حياة جديدة بعد ان يترك الماضي خلفه … اما الاطفال فيمكن لاحد الطرفين ، والقادر منهم ان ياخذهم ، ويربيهم تحت اشراف قضائي ، ومنظمات حماية الاسرة ، والطفل التابعة لوزارة الداخلية … وان لم يستطع الطرفان القيام بذلك توجد مؤسسات رسمية او مجتمع مدني تهتم بالطفل الى حين ايجاد من يتبناه ، وما اكثرهم من المحرومين من الخلفة … ضمن شروط انسانية صارمة ، وهو ما نراه مجسدا ، ومنظماً بدقة ، وتحت اشراف حكومي ، ومجتمعي غاية في الصرامة في المجتمعات الغربية ، وغيرها من المجتمعات التي تحترم الانسان ، وحقوقه ، وخاصة حقه في الحياة … !
لا ادري كيف هان على هذه المخلوقة التعسة ، والمجرمة ان تنتزعهم الواحد بعد الاخر ، وهم مطمئنون لها … غافلين عما ينتظرهم … مستسلمين الى حظنها محتمين به … حظن الام الدافئ ، والامين ، والآمن … حتى الطفل الثاني بقي الى آخر لحظة يلوذ بها متشبثا بعبائتها … منظر يقطع نياط القلوب … لا ينسى !
نعم نحن نمر بظرف امني ، واجتماعي ، ومالي صعب سببه الاول ، والاخير الفاسدون من سراق المال العام … اناس منحطون ، وسفلة … يعيشون بلا ضمائر ، وبفساد ذمة … اضف الى ذلك ، عدم توزيع الثروة بشكل عادل بين الناس … اناس غارقون في الرفاهية ، ويعانون من التخمة … ولديهم فائض او ورم مالي لا يمكن تصوره … لا يوجد حتى في اغنى الدول الرأسمالية ، واخرين محرومين الى حد البحث عن اللقمة في حاويات القمامة … لاسكات عضات الجوع … حتى اصبح عندنا بدل الشعب الواحد … شعبين : الشعب التحتاني ، والشعب الفوقاني … ! لقد اختل ميزان كل شئ ، وتبعثرت القيم … والشر لاياتي الا من اوضاع انسانية معوجة … ولكن كل هذا لا يبرر ، ولا يساوي شئ امام ارواح ( حر … واخته معصومة ) الابرياء ، وحقهم الطبيعي في الحياة التي سلبتهم اياه اللا ام … والمجللة بعارها الى الابد…المدعوة نسرين !!
كما قال خالد الذكر شكسبير : الجحيم فارغ كل الشياطين هنا … !