ابنتك ياايزيس ١٤



مارينا سوريال
2020 / 10 / 23

تقرر سفرنا الى الاسكندرية بعد اتمام مراسم الزواج يقولون انه سر مقدس ..ربما هو سر حقا ..شعرت بتوتره وشعر بجمودى بالكاد تبادلنا كلمات قليلة كصباح الخير او تفضلى الاتومبوبيل جاهز ..منذ سنوات تمنيت رؤية الاسكندرية لما سمعته عنها واردت رؤيه البحر وان خفت الاقتراب منه فلاافهم كيف يتحرك وعلاقتى بالمياه كانت سيئة لاننى انزلقت وكدت ان افقد احد اسنانى وانا اشاغب صباح عند مساعدتها لى فى الاستحمام وكان الهواء يهرب والخوف يملىء كل صدرى..طوال الطريق تبادلنا نظرات قليلة خافته حتى شردت فى الطريق بالكامل وعندما كنا نمر جوار الكورنيش كأن عالما اخر يمكنه جذبك الى حتفك حتى ان لم تكن قوى الرشد..
خلت الهواء الذى يضرب صدرى بهواء اخر لم اشم رائحه مثله من قبل وكانه يصفى جسدى من اثار الخوف الاولى..كنت اتنفس بعمق واغمص عيناى نسيت للحظات لما انا هنا ومع من وكيف انتهى كل ما حلمت به؟تذكرت شىء واحد انها الاسكندرية حيث مريم وبشاره هنا فى مكان ما وعليه البحث عنهم من جديد..
استقبلنا الهواء برائحته المميزة فى ذلك البيت الواسع المطل على البحر ولو من بعيد فى ذلك المكان تعرفت على من كنت اسمع عنهم فقط فقد رايت مكرم عبيد وتلاميذ له ثم استمعت الى الشجارات التى حدثت بسبب ما يحدث فى البطرخانة ولا يوافق عليه احد ..سمعت اسم المنياوى باشا من جديد يحضر بقوه فى صداقة ثم غضب فيما بعد ..شعرت بالجزع بداخلى لاننى فى صغرى احببت ابونا اسطافنوس عندما كان ياتى لزيارتنا فى المرض فتشفى امى وخفت من قدوم ابونا لوقا..
هل عندما كنت مع يوسف فاتخيل وجه بشاره يعدى ذلك خطيئة تبطل تلك الزيجة المقدسة!!سألت نفسى ذلك السؤال مرار على مدار اعوام فبعد مرور اسبوع لبقائنا سويا بدأت افكر فى طريقة لاجد بها مريم تحججت بالتسوق وعندما عرض مصاحبتى تعللت بانه سوف يشعر بالملل ولن استطيع
شراء ما ارغب..منذ قدمنا الى هنا وهو يتعمد ارضائى اشعر بهذا فيؤنبنى الذنب تاره واخرى اتجاسر وافكر فى بشاره اكثر..تذكرت حديثها عن محطة الرمل والمنشية عن بيتهم القديم واشتياقها للعوده اليه وكأننى علمت طريقى فى ذلك الميدان الواسع اتجول بين بيوتا لم ارى مثلها من قبل واناس مختلفون من كل حدب وصوب ..شعرت بصغرى وجهلى صحيح اننى اجيد الفرنسية لكننى كنت اذوب كقطعة سكر سقطت فى كوب واسع من الحليب بلا تمييز ..كان سائق زوجى امين يتبعنى كظلى فى كل مكان اخطو اليه واحيانا كان مرشدا يعلم الدروب جيدا لكنه لايدرك ما يدور فى عقلى ..حتما ساعثر على احدى محلات الاقمشة الخاصة بهم ربما اصل اليهم من ذاك الطريق ..لابد ان يحدث الامر صدفه ادرك ان امين هو عين سيده ..صدق حدثى كثيرا فيما بعد عندما تاكدت انه عين جاسوس تنقل انفاسى وكم كان يوسف غيورا حتى ابطلت همته..