الحلول لا تأتي خلعا!!



عبله عبدالرحمن
2020 / 10 / 26

اريد حلا قد تكون العبارة الاثيرة على لسان كل من يسكن على هذه البسيطة بسبب وباء كورونا المسلط كسكين، يهدد ويلوح بإنهاء حياة الملايين من البشر المنتظرون لا حول لهم ولا قوة. وعلى اهمية هذه العبارة لكنني اقصد هنا، فيلم الفنانة فاتن حمامة: التي تألقت في ايصال معاناة البطلة (درية ) الزوجة المغلوبة على امرها. ينجح الفيلم في اعادة النظر بقوانين الاحوال الشخصية بالسماح للمرأة المصرية بحق الخلع، ولكن بقيت معاناة (درية ) تلك الانسانة المسالمة التي سلكت طريقها للقضاء لطلب الطلاق بشكل رسمي بعد ان استحالت الحياة الزوجية بينها وبين الانسان الذي جمع القدر بينهما. حكاية درية شبيهة لقصص سيدات كثيرات في عالمنا الثالث استهلكت حياتهن بروتين المحاكم فجاء حكم القضاء ظالما وغير منصف لأنه انحاز لأدلة باطلة من تأليف الزوج وعلى اساسها تم رفض دعوى الطلاق. تدخل البطلة بنوبة بكاء في نهاية الفيلم وقد مر على قضيتها اربع سنوات بانتظار حريتها. يكسب الزوج ويخسر القضاء في رعايته لمعاناة انسانية اطلع على كل فصولها ومع ذلك حكم على الزوجة بالعودة للجحيم. يحسب لفيلم (اريد حلا) انه اوجد حلا للمرأة بتمكينها من افتداء نفسها بدفع المهر او التعويض على الزوج كحل يأخذ بعين الرأفة بالطرفين، بيدا ان قوانين الاحوال الشخصية ما زالت قاصرة في موضوع حضانة الاطفال. ومشهد الام التي القت بطفليها في نهر دجلة انتقاما من زوجها (في لحظة شيطانية غاب فيها عقلها ونسيت انها تلقي بأطفالهما معا!) لأنه الزوج حصل بقرار من المحكمة على حق حضانة اطفالهما ولا ندري ايهما نرثي!. اي عمى اصاب قلب هذه الام، واين ذهب عقلها" وكيف طاوعها الكلام لتقول: بأنها القت بطفليها بالنهر ليشعر طليقها بما تشعر به حين اصبحت ترى طفليّها بمواعيد محددة.
هنا ينبغي ان نقف ونجتهد لان الحلول لا تأتي خلعا. والمسلم به حتى لو ان القضاء لم ينصف تلك الام في حرمانها من حضانة اطفالها فأنها ستبقى الام التي تخاف على اطفالها وترعاهم بكل وجدانها. علينا ان نعيد التفكير من اول السطر والا فقدنا انسانيتنا ونحن نحث الخطى في طريق الانتقام بعيدا عن التسامح والغفران.
استوقفتني احداهن، وما قالته انما هو صورة لاختياراتنا التي نبني عليها قراراتنا الحياتية المهمة وقد عجزت بالرد عليها، واكتفيت بهز رأسي وانا اسمعها، وهي تشرح لي فكرتها عن اسباب رفضها للعريس الذي تقدم لها بمباركة من والديها. فهو عريس كامل من وجهة نظر الام: شهادة عليا، واسرة متعلمة وكريمة ولكنه لم يكن كاملا بالنسبة للابنة التي رفضته وحجتها انه حين زارهم مع اهله لرؤيتها لأول مرة اختار المقعد المجاور لوالدته وكان لديه خيار ان يجلس الى جانب والده وتصرفه هذا دلها على ان امه ستكون بينهم في جميع القرارات التي عليهم ان يأخذوها فيما بعد. وحين لم ادري ان كان ما قالته صائبا او خاطئا فلست متخصصة بالتحليل النفسي هززت رأسي دهشة وقلت لنفسي هشاشة افكارنا تضيع علينا كثير من الاشياء العظيمة. وفي قصة اخرى نصطدم بأفكار الاخرين ولا ندري ماذا نقول: حين يرفض احدهم عريس تقدم لشقيقته لأنه تربية امرأة لوفاة الاب!. وهنا علينا ان نقف مرة اخرى ونسال بحسرة الى متى ستبقى عيوبنا مستورة وغائبة عنا ولا نراها ونرى فقط عيوب الاخرين ونحاسبهم عليها. الزواج شراكة واختياره ينبغي ان يكون على اسس ثابتة والا لسوف تكون نهاية هذا الزواج على درج البيت زوجة مهشمة الرأس كما حصل مع الزوجة الفلسطينية التي فقدت حياتها من غير اسباب الا سوء اختيارها الذي دفعت ثمنه غاليا. لا نريد المزيد من القصص الدامية والتي من اسبابها ان الزواج انما هو خطوة للتخلص من حالة عيب ان نبقى بلا زوج وبلا اطفال. وانا انتقل من فكرة الى اخرى يعوزني ان اقول اننا جميعا نحتاج الى تربية واعادة تأهيل من اول السطر لمعنى الحياة التي نرضها لأنفسنا ولغيرنا والا سوف تبقى ندور حول صخورنا الغارقة والتي تمنعنا من رؤية انفسنا بصورة كاملة لأننا ما نزال نراها نصف لشيء اخر ينقصنا.