النساء السودانيات بين ثورتي اكتوبر وديسمبر السودانية



احسان حسن فقيري
2020 / 10 / 27

تشكل ثورة اكتوبر معلما بارزا في مسيرة حركة النساء من اجل الحقوق فقد استطاعت النساء السودانيات في ذلك الزمن المبكر من اختراق كثير من العادات البالية التي لا تسمح بمشاركة النساء فكانت مساهمتها في ثورة اكتوبر فاعلة تجاوزت الادوار التقليدية للمرأة. كالمساعدة في تضميد الجرحي وجلب الطعام بل شاركت بفعالية في المظاهرات وايضا في الحاضنة السياسية انذاك (جبهة الهيئات )لرسم خارطة طريق تسهل عملية الانتقال –تم هذا بوجود ممثلتين لهما وضع خاص ليس في وجدان النساء السودانيات فقط وانما في المجتمع ككل –فكانت الدكتورة خالدة زاهر وهي مع رفيقتها زروي شركسيان كاول طبيبات في السودان والاخري لا تقل فخامة منها -الاستاذه فاطمة احمد ابراهيم والمعروف عنها بالتفاني في خدمة المجتمع والنساء علي وجه الخصوصوهي من رائدات العمل النسوي وعضو المكتب التمهيدي والتنفيذي لاتحاد النسائي السودان بل قادت اول اضراب نسوي في مدرسة امدرمان الثانوية بنات من اجل تغيير المناهج والتي اصبحت فيما بعد اول برلمانية سودانية والتي استطاعت بوعيها السياسي والمجتمعي ان تقود حملة الحقوق عبر البرلمان والتي وافق عليها البرلمانيون جميعهم من قوي اليمين وقوي اليسار –
نقارن اليوم مشاركة النساء السودانيات في النضال من اجل انتزاع الحقوق وضد القمع والانتهاكات التي حملتها الانقاذ منذ بواكير وصولها للسلطة سواء كان هذا القمع بواسطة القانون او في شكل اوامر محلية التي سعت دوما .لاقصاء النساء مجتمعيا وسياسيا وايضا اقتصاديا لان هناك شريحة كبيرة من النساء تم تشريدهن من مصانع النسيج ويقدر عددهم بي اكثر من 6 الف امراة وشريحة اتت هربا من الصراعات التي اوقدتها سياسات المؤتمر الوطني والتي كان هدفها في الاساس فتق النسيج الاجتماعي للمجتمع السوداني المتنوع ثقافيا ودينيا وفكرياوايضا العادات والتقاليد والملامح .كل هؤلاء النسوةارادن تدبير امر معيشتهن وعلاجهن وتعليم الابنا ولاسف واجهن القمع والاساءة والتحرش وفي حالات اخري الاغتصاب –وتحركت النساء بكافة انتماءاءتهن الفكرية والسياسية لمواجهة مخاطر وجودهن فكانت لا لقهر النساء والتي تكونت في عام 2009لمناهضة منظومة النظام العام التي شكلت هاجسا كبيرا لهن –التفت النساء حول المبادرة فكانت هناك مكاتب لمساعدة الضحية قانونيا وصحيا وايضا الدعم النفسي وما تيسر من دعم مادي –كان صوت النساء عاليا من خلال رفع المذكرات للجهات التي كانت تسمي نفسها اجهزة عدلية بل خاطبت المنظمات الحقوقيه العالمية والااقليمية وكان الصوت عاليا من خلال الوقفات السلمية والشعارات التي تندد بلقمع والاستبدادوالمناداة باسقاط النظام من خلال الشعار الذي ظلت تردده المبادرة دوما (فكو دربنا وجعتو قلبنا ) –وكان الصوت عاليا في مخاطبة النساءلرفع الوعي بحقوقههن عن طريق المخاطبات والمطبوعات (اعرفي حقك ) وايضا كان هناكالاتحاد النسائي السوداني رغم المطاردات الا انه ظل عصيا علي التركيع ومجموعات كثيرة تكونت في اجزاء كثيرة من الوطن خاصة في مراكز الصراعات كدارفور وجبال النوبة –لذا كان طبيعيا ان تساهم المراة السودانية بكثافة في ثورة ديسمبرفكانت صائدة البمبان والاء وغيرهن من الشابات ولكن تظل الشهيدات والنساء اللواتي تعرضن لانتهاك الجسدي والنفسي وساما علي صدر المراة السودانية –كل هذا التفاني في المشاركة في ثورتنا الباسلة لم يحرك ساكنا في الحاضنه السياسية (ق.ح ت )
فجاءت المحاصصات الحزبية التي اقصت النساء بشكل كامل وهذا دليل علي الذهنية الذكورية التي تري بان المراة السودانية غير مؤهلة للقيادة بل تعتبرهن دعما للرجال من اجل الانتخابات هذا بالرغم من ان الرجال قادو البلاد منذ عام 1956
ولم يستطيعو خلق مشروع وطني همه الاساسي بناء الوطن –حدث هذا لان الحاضنة السياسية لم تشمل الذين قادو الثورة من لجان المقاومة والنساء والشباب والاجسام المطلبية فانكفات هذه الاحزاب علي نفسها وارادت اقصر الطرق للحكم وهي المحاصصة وحتي اذا نظرنا الي المكونات الخمسة في المجلس المركزي نجد بان هناك احزابا موجودة في جميع المكونات تحمل نفس الايدولوجية بمسميات مختلفة وهذه ايضا انتهازية سياسيةوهناك ايضا من تكون علي عجل لكي تكون له قسمة الكيكة مع انهم يعلمون بان المؤتمر الوطني قضي علي الاخضر واليابس ولم تعد هناك كيكة او حتي قطعة خبز لكي تؤكل ولكن بقي الوطن الذي يحتاج منا الي البناء بتماسكنا وعملنا المشترك في مشروع وطني واضح المعالم يضعنا علي خريطة الاوطان المذدهرة
–التحية لجبهة الهيئات التي ساهمت في دفع حقوق النساء
وتظل اكتوبر معلما بارزا في مسيرة النساء وتحقيق النقلة النوعية وما زلنا ننتظر من ق.ح.ت اعادة هياكلها وتصحيح المسار
والم جدلشعبنا وعاش نضال المراة السودانية