تجارة الصلاة تفضح فقر النساء



منال حميد غانم
2020 / 10 / 30

اخفض رأسك الى جنوب خارطة هذا البلد المتعطش لأذلالنا لكي ترانا ، نحن نعيش في جنوب البلاد. وتحديدا في المدن الفقيرة جدا والدينية، نعتاش من طقوس تعبدية لأناس موتى تجاهلوا عباداتهم او نسوها او تناسوها او لم يكونوا قادرين على القيام بها. وهم بذلك قدموا خدمة جليلة لنا .

نعم ، نحن نعيش على الموتى المقصرين بحق دينهم فتركوا لنا فتات من اموالهم . او يتصدق ابنائهم علينا مقابل ان نصلي ونصلي ونصلي لهم .
وكلما زاد انقطاع الموتى عن صلاتهم، زادت فرصنا بأستمرار ثبات الدخل. وكلما زاد ضغط رجال الدين بأهمية تعويض الميت عن مافاته من الصلاة، وهو دين في ذمة بنيه كلما سددنا ديوننا اكثر وتذوقنا اللحم لكي لاننسى طعمه ؟ وجربنا طعم الفرح بالملبس الجديد غير المستخدم.

بعض اولئك الابناء قاسين ومتعجرفين. يهتمون للصلاة التي نسهوا في الكثير الكثير من الاحيان ونحن نؤديها ولا يهتمون لمساعدتنا بسد حاجتنا وتجنيبنا الربا وغيره من طرق الحصول على المال ويطلبون طلبات صعبة.

بعضهم يطلب تصوير لكل صلاة نؤديها ، وبعضهم لايسدد لنا المال الا بعد اكمال الصلاة ، والتي تصل الى سنة او ستة اشهر او اكثر من ذلك بكثير . لكن نحصل على اجر مقدم والباقي يتم تقسيطه على دفعات بعد اتمام فترات الصلاة.

يعتقد البعض انها مربحة واستغلال لخوف الناس من اخرتهم . لكننا لا نستطيع دفع الايجار او اشتراك مولد الكهرباء الا بعد مشاركة هذا العمل بيننا وبين بناتنا ، حيث نتقاسم عدد اشهر الصلاة لكي نحصل على المال اسرع .

بعض من هذا المال يذهب لصرف ادوية مهدئة لعلاج المفاصل فالعمل المنزلي وتدريس الصغار وخاصة فترة الامتحانات مع الصلاة يزيد الضغط علينا اكثر .

البعض يستغلنا بسبب الحاجة وخاصة ان كنا فاقدات للمعيل تماما بسبب الموت والعجز فهم يعلمون بأننا لا نملك موردا غيره فيصل صلاة السنة الواحدة ١٠٠ الف او اقل .

في بلد مثل العراق فيه عدد الموتى كثير جدا ، وعدد العاطلات عن العمل اللواتي لايملكن معيل لهن او شهادة جامعية او خبرة او مهارة، تمكنهن من العمل او دولة تعمل على توفير بدل بطالة كافي لنا، ( يغطي الاحتياجات بشكل حقيقي وليس رمزي ) فسوف نظل نصلي شاردات ذهنيا لغيرنا وسوف تزداد اعدادنا لكي نخدم الاموات ونحصل على فتات اموالهم .

" ان الصلاة بالنيابة جائزة شرعا رغم وجود الاختلاف عليها بين المذاهب. واقتصاديا تصنف ضمن العمالة الرثة. كونها اعمال غير منتجة واصحابها لايمتلكون الوعي الطبقي وتزداد ظهورا كلما انخفض مؤشر دخل الفرد ،وظهرت بشكل جلي في فترة فرض الحصار الاقتصادي على العراق والان هناك طلب من قبل أولئك العاملين بها حتى على صفحات الفيس بوك لكي يقوموا بالصلاة بأجر .وهناك تنافس بالأسعار يجعل الأجور زهيدة مقابل صلاة تستمر لفترة طويلة ، فأي بؤس بعد ذلك "