ابنتك ياايزيس ١٩



مارينا سوريال
2020 / 11 / 8

لم يمنع معرفة ما فعله بشاره الام من العودة ورؤية صاحبتها وتعجبت من ترك ابى هذا الامر للام بينما باتت مريم تاتى الى بيتى وعلمتنى بعض الالعاب بالاوراق ليذهب الملل..سألتها ذات يوم عن ذلك المجلس الذى ينتمى له ابى وزوجى وماهى تلك الجماعة التى غضب حماى من ولده بسببها وتوقف عن رؤيتنا..شحبت عندما علمت قالت انهم اشخاص خطيرين يستخدمون السلاح مع خصمهم وان ابيهم ينعتهم بالخارجين عن الدين فلم يحدث ان كانت لدينا جماعة تفعل ما يفعلون ..
عندما عدت الى غرفتى اخذت اتذكر ملامح وجه فاتن حمامه الصغيرة وادقق فى ملامح وجهى فرأيت الشبه الكبير بيننا ينما انا هنا بين جدران تفرض عليه نفسها فرضا بينما اتابع اخبارها واعلم عن موعد فيلمها القادم لاعود وانظر الى مرأتى وارانى هى ابكى واضحك وفى النهاية استمع الى صوت التصفيق ياتينى من كل جانب وعندما افيق اجد نفسى ممده على الاريكة وصوت الهواء يعبث مع اوراق الشجر المطل على شرفتى وكانه يقول لى رفقا بنفسك عليه التعايش مع حياتك حقا ونسيان ما يجول فى خيالك ..لقد رحل بشاره وراء حلمه رحل حقا ونسى امرك..كلما كنت اسال مريم عن اخباره كانت تعبث لثوان قبل ان تبدا فى حكاية بعيده نلتهى بها عن ذكره وربما زادت مخاوفى ووحدتى ..امتنعت عن اخبار يوسف عن بشاره فلا ذكر سوى لمريم فى احاديثنا القصيره اتعمد ان اخبره عما نفعل وحينما ازيد يبدى ضيقه من احاديث النساء..تعلمت ان اخبر بالقليل فلا يسأل عن المزيد لااعتاده رغم محاولاتى فكلما اقترب اصبت بالغثيان ..بعد مرور خمسة اشهر بدأت الام زيارتها القلقة حول عدم ظهور اعراض توحى بقدوم طفل ..بدات ارى تذمر والده زوجى وزيارة شقيقته اصبحت خانقة وما يمنعنى من الاجابة هو شعورى اننى لم اعد سيزا الكاملة فالكاملة لابد ان تصنع اى شىء فى تلك اللحظة عادت مدام اوزيل الى عقلى من جديد وشعرت باشتياق جارف اليها فاحاديث النساء كانت لديها مختلفة تحمل عالما اخر اردنا ان يبدو مثاليا رغم انها نبهتنى كثيرا الا انخدع وراء الروايات فالحقيقة قد تكون اكثر قسوة ولابد من وضع الحقيقة كاملة امام اعين المراة دائما فعندما تبدأ بالتوهم وتفيق يكون السقوط مدويا وقد لاتستطع النهوض مجددا..

تريزا
شعرت بالغضب لاننى لاازال هنا فى ذلك البيت الواسع بعد ان عدنا من الاسكندرية وتركنا سيزا فى بيتها الجديد..فى البداية شعرت بالراحة لانها لم ترد ان تكون زوجة الان وعندما رايت انها اصبحت سيده بيت واسع كبيتنا ..بينما عدت للمدرسة لعاما اخر اخير وسط جدران معتمه لااحب تلك المدرسة قط كنت اكتفى بان اتفوق على سيزا لكن بلانجاح كبير يذكر وبلا حب مدام اوزيل اليه والتى ما ان رأتنى حتى ابلغتنى بشوقها لسيزا وانها سوف تكتب لها خطابا توصينى بان ارسله لها فى القريب لتطمئن عليها ..ماالذى تفعله سيزا لتجعل من نفسها محبوبة فلديها صاحبة تهتم لامرها ولاتتبعها خوفا او تباهى ولديها معلمة المكتبة تتحدث اليها دوما عن بلادا عيده تخبرها قصصا وحكايات نادره لاتخبرها لاحد ..لدى سيزا اسرار وتحب ان تقلد هؤلاء الفتيات من السينما وحتى انها اشتركت فى عمل خبيث ولم تخش شيئا ولولا اخبارى لامى ربما كانت تفعل المزيد الان ..اساله انتظرت اجابات عنها طوال حياتنا بلا تفسير دوما..كنت مقربة من امى اخبرتنى عن زمن مضى حدثت به ثورة وشاركت به فتيات فيها حتى زلت وتحدثت عن نفسها هناك فيما يشبه الحلم بينما تتمت اخشى على اختك سيزا كثيرا لابد ان تجد من يلجم جماحها قبل ان تسقط..احتفظت امى بتمثال للسيدة العذراء بغرفتها على منضده متوسطة وسبحة اهديت لها من ابى عندما زار القدس تمنت عليه ان يصحبها يوما حتى تحول الحلم الى امر منتهى بعد ما حل بها فى عام 48 فظلت السبحه والشمعه الباقية من تلك الزيارة هى الذكرى الوحيده للقدس التى تشبثت بها..تصلى كل ليلة لاجل سيزا منذ ان رحلت عنا تتمنى لها ان تنجب صبيه بخلافها لاول مره اشعر بحزن امى لاننا فتيات ربما لو كان مسموحا لنا لاصبح لابى زوجة اخرى تنجب فتيان لاجله ..ظلت غصه انجابها للفتيات حزنا كلما عاد متاخرا من العمل وذهب الى غرفة المكتب بينما تنتظر رجوعه الى غرفتها بلهفه وعندما يمر الليل وياتى الصباح فتكتشف انه دخل الغرفة ليبدل ثيابه قبل ان يبدا يومه الجديد بعيدا عنها لتعود لبكاء محاولة ان تكبته وراء الطواف بالبيت للتاكد من كل شىء وما هو الكل شىء الذى كان يصحبها بعيدا عن الحزن فى النهاية تلوذ باوراق قديمة ومجلات سمح لها ان تقراها فى غرفتها بعضها قديمة جدا تحوى ذكريات مضت وانتهى امرها واخرى حديثة تقرأها ولا تثير شيئا فى داخلها..
كلما حاولت سيزا لفت انتباه امى لها اقف فلا تستطع ..لمحت خيبة الامل فى عيونها وان اخبرها بما تفعله سيزا ومريم يواقيم تلك فى بيتهم عن اله السينما ومارايت وسمعت اخبرت ابى فقد خشيت من وقوع امور اسوء لاافهم ما تعنيه بالاسوء لكنها لم تنتظر كثيرا واخبرت ابى ..سيزا تفكر ان من رات هى صباح لذا عندما ارسلت صباح لتكون لديها فى بيتها الجديد تجهمت واعتبرتها خائنه شعرت بالراحة لانها ستشعر وكان العوين تحاصرها فتكون فى ضيقة دوما وليست سيده للبيت الجديد..وحينما بدات الامور تعود صحيحة كان مرض مريم الصغيره يشتد فتلوذ باكية فى حضن الامرحتى اصبحتا ملاذ لكلايهما البكاء فى حضن الاخرى ومرة اخرى صرت وحيده بين فرق مشتته لاانتمى لواحدة باكثر من الاخر ..انتظر ان ياتى الدور فيصبح لى بيتنا اخر ربما اكبر واكثر جمالا مما لدى سيزا واوسم من يوسف الذى لاتراه سيزا وسيما رغم انه جميل الطلعة له وجه اخاذ ونبره صوت جذابه لاحظتها فى فترة بقائى معهم..تذكرت تطلعات وجهها لبشاره يواقيم ويوسف عرفت ان هناك اختلاف وبات واضحا ان عقلها لايزال مع بشاره،وعندما سمعت صدفه مريم تخبرها عن عمل بشاره فى التياترو الخاص بالريحانى اقسمت ان اذهب لرؤيه العرض وفكرت طويلا فى حيلة تمكننى من ذلك فما وجدت سوى مريم الصغيرة فهى لم تكسر كلمتى ابدا فى حياتها كانت غضه هشه بساق عرجاء وعقل وقلب طفل لايكبران ابدا ..اخبرتها ان هناك حلوى توزع على من يذهبون لحضور العرض خصيصا لهم ذات ذوق فريدا وان الفتيات الجميلات يذهبن دوما صحبه اسرهن وهؤلاء يحصلن على عريس بينما من لاتذهب لاتحصل على واحدا ابدا وتظل وحيده ابد الدهر..كانت مريم الصغرى الوحيده من بيننا التى اعدت نفسها دوما للبيت ولم تفكر سوى فى ان تصبح مثل امى تقلدها فى كل ما تفعل ولكنها الوحيده التى لم تحظ بواحدا حتى مضى وقتا طويلا صارت فيه عبره بين الفتيات وفى مجالس النساء لسوء الطالع والبخت العاثر فلم يشفع لها اسم عائلة ولا مال فى الحصول على مبتغاها.