استلاب العضو الأنثوي



علي شاكر
2020 / 11 / 15

مشكلة الفرد العراقي خاصّة، والعربي عموماً (البذاءة) المستفحلة! أيْ ما يُعرف (بالفشار)! وهذه لها أسبابها التّاريخيّة، والّتي سأذكرها بمقال مستقل في مستقبل الايّام.
لعلّ أكثرها استعمالاً عضو المرأة الأُنثوي مضافاً لإحدى الكلمات مثل: أُمّك، أُختك، عرضك! و ممّا يزيد في الطين بلّه أنّنا بدأنا نُصدّر هذه البذاءة للعالم! فقد سأل أحد الصحفيين في البلاد الغربيّة إحدى الحاضرات ما هي أجمل كلمة تُعجبك آنستي الجميلة؟ فأجابته بكلّ ثقة كلمة تعدّ شتماً عند العرب هي (كذا أُمّك)! فالعالم بدأ يصدّر نِفْطاً، غازاً، وفواكه، وأفكار علمائه مثل: دارون، جومسكي، ستيفن هوكينغ، ونحن نصدّر بذاءة! فأين الحصا من نجوم السماء؟!.
لكن المشكلة في هذه الجملة أن تشيع بين الوسط الثّقافي، فهم يستخدمونها على من يهاجمهم بها من الجماهير العاديين!فيردّون عليهم بالبذاءة نفسها على الطّريقة الجاهليّة تماماً:
ألا لا يجهلنَّ أحدٌ علينا
فنجهل فوق جهل الجاهلينا
مع أنّ المفروض منه دعوته للخطاب العقلاني، ورباطة الجأش، ألّا يقعَ في مصيدة هذا الذّكوري المتنرجس! زدْ على ذلك إحراجك له بأدب سؤالك، ما به هذا ال (كذا أُمّي)؟! فالمفروض من مجتمع العقلاء، أن يقولها مباشرة ما به (كذا أُمّي) يا ذكوري؟ فهي جملة لا خبر لها، أيْ مسكوت عنها، أتفهم هذا يا حبيبي، أم ورثتها من مجتمعك البذيء؟!
لكنّ صديقي العاقل، قد ردّ له الصّاع صاعين، مع الأسف الشديد!
يُفسّر الباحث نائل الكوخي هذه الظاهرة بقوله: إنّ توظيف معنى الشّتم، والبذاءة، وحتّى معنى الجبن على هذه اللفظة_ مع أنّ معناها لا يُشيرُ الّا لكونها عضوا تناسليّا للمرأة في اللغة الفارسيّة ليس غير_ هو نتيجة لذكوريّة الجلّاد، والضّحية كليمهما! فالأوّل يراهُ سبباً للانتقاص من ضحيّتهُ، والضّحيّة _من حيث تشعر أو لا_ تعدّ تذكيرها بهكذا لفظ شعوراً بالعار؛لأنّهُ يُذكّرها بهذا العضو الّذي يعدّ حسب فكرهِ البالي أنّه سبب ضعف المرأة الأزلي!.
هل نسيتَ، يا عزيزي، أنَّ هذا العضو هو أعظم من ذكوريّتك المتوهّمة، وأكثر جدارة بالاحترام منك، ومن أبيك؛ فهو الّذي حمل( تيهك) في هذا الكون تسع شهور منذُ أن لفظك (عضو أبيك) كما تلفظ النّواة من فمك البذيء يا ناكر الجميل!.
سأتنزّل معك جدلاً بكونه عاراً لك! فلماذا لا تشعر بالعار من (عضو أبيك) عندما أشتمك فيه؟! بل تتباهى به، وتُرجع الشتمة عليَّ باعتبار المثل القائل: الماطور قاتل صاحبه!. بالنسبة لي! ، وتعدّه دليلاً على ذكوريّة أبيك الشّرس! وليتَهُ كان عضواً يستحقّ المبارزة به؛ لنصرة فحوليّة أبيك حقيقةً!. فلو لم يستر عليه جهاز السّحب (الفياگرا) لنام على بيضاته إلى يوم يُبعثون! مدّعي الفحولة السّيد الوالد!.
تباً لهذهِ الثّقافة الّتي غُرستْ في ذهنك، وعتبي عليك، إذ لم تستطعْ أن تُحاربها، وتفخر بأعظم عضو حملك كالطّفل احتضاناً تسعة شهور!.
وتحية إجلالٍ لك! يا أعظم عضو في كلّ امرأة تملكُهُ! أيّها الكنزُ الدّفين، وليعلموا أنّ مبدعك قال عن نفسهُ: كنتُ كنزاً مخفيّا!!!.
*المعذرة فقد التزمتُ بأدب الكتابة قدر الإمكان! لكن تعرية الواقع تطلّب ذلك، فاغفروا لي خمري، وبذاءتي كما يقول مظفّر النّوّاب!.