لا أحد يعرف ماذا تريد المرأة



بكر الإدريسي
2020 / 11 / 17

هناك جملة خبيثة تقول: لا أحد يعرف ماذا تريد المرأة.

هذه الجملة ترسخ فكرة أن المرأة كائن سحري غامض لا يستطيع الرجل أن يفك طلاسمه.
الرجل في الواقع غير متسامح مع اختلاف المرأة ولا يقبل استقلاليتها وذلك هو سبب وصمها له بالغموض.
ففي الوقت الذي يقبل فيه الاختلاف مع نظيره الرجل وقد يعبر عن ذلك بتسامح كبير بقوله: اوه أنا افهمك ولكني لا أتفق معك.

نلاحظ أن هذه المرونة في الاختلاف تنعدم عندما تكون المرأة الطرف الاخر.

فهو لا يقبل تمردها ويغضب عندما تتوقف عن مجاراته ومجاملته وتعلن عدم اتفاقها معه في قضية ما.

في هذه اللحظة يقول قولته الماكرة لا أحد يعرف ماذا تريد المرأة.
هكذا يحيل اختلافها عنه وعدم الانصياع له إلى أمر سحري وغامض.
فتصبح بذلك المرأة في عرف الرجل كائن مبهم ويغطيه ضباب كثيف فقط لأنها قد تكون لها نظرة خاصة ومستقلة عنه.

والذي يساعد على ترسيخ فكرة غموض المرأة هي المرأة ذاتها عندما تكون ساذجة تتباها بوصفها كائن غامض، كائن لا يستطيع الرجل أن يفهمه.

فتراها تردد مقولات مثل: مهما حاول الرجل الاقتراب من المرأة بالكتابة عنها و وصف مشاعرها وتسليط الضوء على حياتها الخاصة فهو بعيد كل البعد عن حقيقتها. لأنه ببساطة هناك أسرار لا يمكنه الاطلاع عليها.


ماذا تعني الأسرار هنا؟

إنها تعني بأن هذه المرأة الساذجة تعتقد فعلاً أنها كائن سري، يستحيل على الرجل فك شِفرتها السحرية.
بينما في حقيقة الأمر لا توجد أسرار نسائية، يكفي أن يكون الرجل صديق حقيقي لامرأة واحدة يفهمها بعمق لتزول فكرة الغموض إلى الابد.

وتصبح جميع النساء في نظره كائنات بشرية لها الحق في الاختلاف واتخاذ قرارت لا يمكن ان يتنبأ بها عقل الرجل