ابنتك ياايزيس ٢٤



مارينا سوريال
2020 / 11 / 18

مريم الصغرى
لم اغفر ما صنعته بامنا ابدا مهما حاولت ان تفعل ..انا من رات تلك العيون تذبل بعد ان كانت تراقبها ببهجة ..ببهجة لاتشعر بها هى بينما اعلمها انا ..كنت احزن لان سيزا لم تحب امنا قط بل وقفت فى الجانب الاخر وسببت لها الحزن لكن كلما نجحت وفعلت شىء حسن كانت عيناها تلمع تتحسن انفاسها وكانها هى من فعلت ..انتظرت دوما ما لم تنتظره منا نحن الاخريات ورغم اننى اعلم ان امى لاتنتظر من ابنتها مريم الصغرى المريضة شىء لكن احببتها دوما ..ولم احقد على سيزا قط لكنها لم تكتفى ..عندما اختفت ورحلت تاركه من خلفها يوسف كمجنون يبحث عنها وابى الذى اقعده القهر فاغلق باب مكتبة لايام لاشىء بينما اراقب حسره من رأى املا وفقده لم تتحرك قدماى امى من جديد ظل الفراش حبسها حتى اليوم الاخير..بينما ظلت سيزا كما هى لاتطلب الغفران من احد بل تنتظر ان يعتذر لها الجميع حتى انا اردت ان اصدقها ان تكون محقة فيما تريد حتى يكون كل هذا الجهد المبذول من التعاسة للجميع يعنى شيئا..

سيزا
كنت اتناول قهوتى بهدوء وانا ارقب تقلبات البحر فى بداية قدوم الشتاء بينما كان ناروز كعادته يترقبنى حتى انتهى فيعود بى الى ذلك البيت الذى لم يعد يخلو من الغضب المكتوم تاره مما كاد ان يتسبب فيه يوسف واخرين عندما قاموا بمحاولة لاختطاف البطريرك ذاته لولا التدخل وتعقلهم ما كان احدا يدرى ماذا يحدث !كل شىء يحصل عليه المرء بالمال المال الوفير رتبه كنسية او زواج او حتى صنع فيلم فى ذلك المكان كنا نتناول قهوتنا انا ومريم وهو المكان ذاته الذى تقابلت فيه صدفه مع لومانا ..دقات قلبى كادت تفضحنى وانا اراقبه يدخل المكان بهدوء ويجلس على طاولته المعتاده ويطلب قهوته وافطاره هى اخبرتنى بذلك..نظرت ناحية السياره كان ناروز منهكا يكاد يغفو من التعب فى الليالى السابقة كان يركض من خلف يوسف حتى الصعيد لاادرى طبيعه ما بينهم لكنها ابدا لم تكن علاقة سائق وصاحب عمله فقد كان يده اليمنى التى تخبره وتناصره فى كل شىء ..فى الشهور الاولى ادركت كم ان حماى متحكم فى كل شىء وبرغم ان لديه ولدا وحيدا لكنه دوما تصرف وكان الامر منوط به وحده لااحد اخر يشاركه الراى وعندما فكر ذلك الابن فى الصراخ كاد ان يصاب حماى بالحمى التى جعلت من زوجى يتراجع قبل ان يكون سببا فى تاذى ابيه..تاره يكون وديعا واخرى يكون شيطانا رايت الوجهين وبدت لااعرف هل احببت زوجى ام كرهته ؟!
عندما رانى ابتسم بهدوء واقترب من طاولتى تركت الامر يحدث راقبت جلوسه ارتشاف قهوتنا معا ..سألنى بتردد عن مريم ابديت دهشتى ارتبك ادرك اننى لااعلم شيئا..ادركت فى نفسى اننى لن اخبر مريم بذلك اللقاء وانا بدأ من دون موعد لكن احببت ان اجلس وانا اراقبه يتحدث عنها بهدوء غريب وكانها اخرى لانعلمها وكانه ليس حبيبا كما وصفته ..
هناك شيئا بمريم دوما كان غامضا بالنسبه لى فى بهجتها حزن كذب مبالغة لكن ليس هناك خيار فيمن يضعهم القدر لنا اصدقاء درب..تحدث عن مدينته!عن شبهها بمدينتنا اردت ان اخبره اننى لست كمريم ولا انتمى الى هنا بل بدوت دوما كغريبة متطفلة على المكان ابحث عن فرصة للعوده الى حيث بهجة كل الاشياء..كان يردد ان تلك المدينة تحوى كل السحر لولا ارتباط العمل ما غادرها اشهر مجبورا كل عام..خفت ان اسال بالاكثر عنهما حتى لايفتضح جهلى بكل شىء فهى تتعمد ان تخفى فلاتخبرنى حقا كيف احبته واحبها ؟او متى تشاجرا ؟تخبرنى عن بشاره عن خالتها عن عائلتهم البعيده عن ابيها عن السياسة والوفد عن عدم انتمائها الى اى كنيسة هى احبت يسوع فحسب ولاداعى لاخرين لكنها ابدا لاتخبرنى عمن احبت من قبل رغم اشارتها الى ذلك تعلقت ببشاره وكانت تدرك ما يدور وعندما تعلقت بلومانا بادرتباخبارى عن خطبتها فحسب مما كانت تخشى كل هذا الحد؟..