يوم الطفل العالمي



اخلاص موسى فرنسيس
2020 / 11 / 20

اليوم 20 نوفمبر يوم الطفل العالمي، ويوم أمس احتفل العالم بيوم الرجل، وبعد خمسة شهور سوف يتمّ الاحتفال بيوم المرأة، الاحتفالات والحديث عنها تتزايد، ومعها يزيد وضع الطفل والمرأة والرجل سوءاً، ولا سيما الذين يعيشون في منطقة النزاعات والحروب.
هذا العام بمناسبة اليوم العالمي للطفل أعلنت منظمة اليونسف أنّ العالم سيتحول إلى اللون الأزرق، وتريد إقامة عالم يكون فيه جميع الأطفال ملتحقين بالمدارس، آمنين من الأذى، وقادرين على تحقيق أحلامهم.
أين نحن اليوم من هذا المقال؟ وأين أنت يا منظمة اليونسف من الإحصائيات؟ وكأنّ القائمين على المنظّمة يعيشون في كوكب آخر. اللون الأزرق، يا لها من بادرة جميلة أن يتحول العالم إلى الأزرق، لون السماء، ولون البحر، ولون الصفاء، ولون الإخاء والصداقة الحقّة، ولكن أين أطفالنا الذين يعيشون في منطقة الأزمات في " شرق المتوسط" من هذا اللون، وهم لا يعرفون، ولا يرون في يومهم إلا لون الخراب والدمار والفقر والمرض، حيث تركض لقمة الخبز أمامهم، وهم يركضون خلف أحلام القمح المحروق والقوت والكسوة. لقد اجتاحت الحروب منطقة الشرق الأوسط، تكاد لا تخلو دولة من حرب أو صراع داخلي على اختلافه، حيث خلعت الأطفال عن أحضان الأمان، وزهقت أرواحهم، وتاجرت بهم، فمنهم من رمى القلم، وحمل السلاح، وهو لم يتجاوز سن العاشرة، فالبيانات الدولية تفيد أنّ ما لا يقلّ عن 260 مليون طفل لم يلتحقوا بالمدارس بسبب الصراعات في عام 2019 ومنهم من هرب من تلك الصراعات وهول الحرب تلقفه جشع متاجرو الأعضاء، فمن أجل أن تعيش الأسرة كان لا بدّ أن يكون هناك ضحية تباع حيث أصبحت الفتيات السلعة الأولى المستهدفة، ومنها زواج القاصر. أين أطفالنا من هذا الشعار الرنان " آمنين من الأذى"؟ في حين تسجّل الإحصائيات أنّ طفلاً من بين اثنين ضحيّة العنف بكلّ أنواعه، النفسيّ الجسديّ والجنسيّ. عشرات ضحايا الاقتتال والانتهاكات إضافة إلى التدمير الذي تسببت به الحروب في الدول الفقيرة وإلى عمالة الأطفال، فهم يعانون الجوع، وتفشي الأمراض نتيجة الظروف الصعبة التي يعيشونها وساعات العمل الطويلة، قبل وخلال جائحة كورونا التي أصابات المجتمعات بصدمة اقتصادية، واختلّ سوق العمل، وترك أثراً كبيراً على الناس ومعيشتهم.
سماء زرقاء، وملاذ آمن حلم آخر يحلم به أطفالنا وهم ينامون على الأرصفة وفي الخيام ببطون خاوية وعيون دامعة، يتوسّدون الحجارة، ويلتحفون الفضاء الأزرق، ويحلمون بدفء الشمس في الليالي القارصة.

بدويّ الجبل:
ويا ربِّ من أجلِ الطفولةِ وحدَها أفضْ بركاتِ السّلمِ شرقاً ومغربا