يوم الطفل.. هل ما زال عالمنا العربي يقاطع الاحتفال به



أحمد موسى قريعي
2020 / 11 / 20

يوم "الطفل العالمي" هو اليوم الذي أقرته الأمم المتحدة ودعت للاحتفال به يوم (20) نوفمبر من كل سنة. بهدف التأكيد على حقوق أطفال العالم في العيش في بيئة آمنة دون استغلالهم في كل ما من شأنه تشويه حياتهم بسبب العمل أو السياسة في أي مرحلة من مراحل عمرهم.
كل دول العالم تحتفل بأطفالها في هذا اليوم، ولكن بتواريخ وتقويمات مختلفة ومتباينة حسب الإرث الثقافي والحضاري لكل دولة. ما عدا عالمنا العربي إذ ما زالت لديه حتى هذه اللحظة تحفظات على الاحتفال به بسبب الموروث الحضاري والديني.
ما آن لحكوماتنا العربية أن تجعل من هذا اليوم "يوما" للعمل من أجل أطفالنا، وأن تتكاتف مع المجهودات الشعبية لوضع رؤية جديدة ومبتكرة لعالم جديد، وحياة جديدة لأطفالنا، لأنهم يستحقون منا الأفضل.
تاريخية الاحتفال بيوم الطفل
حسب الشواهد التاريخية إن أول تاريخ للاحتفال بالطفل كان يوم الأحد (2) يونيو سنة (1857م) على يد الطبيب القس "تشارلز ليونارد" راعي إحدى الكنائس في ولاية "ماساتشوستس" بالولايات المتحدة. حيث دعا القس "ليونارد" في خطاب له "مخصص" للأطفال بأن يكون يوم "الأحد" في الأسبوع الثاني من شهر "يونيو" من كل عام "يوما" مخصصا للاحتفال بالأطفال، وذلك بسبب سوء أوضاع الأطفال الصحية والنفسية في الولايات المتحدة بسبب الفقر والعمالة والاستغلال.
فأطلقوا على هذا اليوم اسم "يوم الوردة" ثم تم تغييره لاحقا ليصبح يوم "زهرة الأحد".
فقد ألهمت كلمات "القس" ودعوته بعض دول العالم، فأعلنت الجمهورية التركية لأول مرة في تاريخها يوم 23 أبريل سنة 1929م عطلة وطنية رسمية اعترافا منها بحقوق الطفل التركي.
وفي سنة 1949م دعا الاتحاد النسائي الديمقراطي الدولي في مؤتمر "موسكو" المنعقد في 4 نوفمبر من ذات العام – بضرورة الاحتفال بيوم الطفل.
ثم دعت الجمعية العامة التابعة للأمم المتحدة يوم (1 يونيو) عام (1954م) جميع دول العالم للاحتفال باليوم العالمي للطفل، وذلك بموجب القرار رقم (836) الذي ينص على الموافقة على عدد من حقوق الأطفال كحقهم في (الحياة، التعليم، اللعب، الرعاية الصحية، الحياة الأسرية الكريمة، حرية التعبير، وتوفير الحماية).
منذ يوم (20 نوفمبر) عام (1990م) وإلى يومنا هذا ما زال العالم يحتفل بيوم الطفل تنفيذا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة عام (1954م)، والاتفاقيات المتعلقة بحقوق الأطفال، وذلك من أجل دعم وتعزيز ونشر الوعي بين الأطفال في جميع أنحاء الدنيا.
في عام (2018م) دعت الأمم المتحدة جميع الأفراد والمؤسسات حول العالم بأن يطغى "اللون الأزرق" على كل العالم من أجل المساهمة في توفير جو من "الأمان" داخل المدارس حتى يستطيع الأطفال تحقيق أحلامهم وأهدافهم.