هاريت توبمان



فارحة مجيد عيدان
2020 / 11 / 21

هاريت توبمان:

المرأة التي غنى عنها الكثير، كتبتْ عدة روايات عن حياتها، موسيقى عزفت لها، مسرحيات انتجت عنها، وأخرج فلم عن حياتها وأخيرا صورتها سوف تزين عملة العشرون دولار الامريكي، بمناسبة مرور المئة عام على حق المراة في التصويت.

المرأة التي بلغت قيمة جائزة الذي يقبض عليها 40 ألف دولار، وهو آعلى مبلغ يدفع بعد عام 1850 لعبدة هاربة.
المرأة التي لقبها قومها ب " موسى" بعد أن ساعدت في تهريب سبعين عبدا من مدينة ماريلاند الى المناطق الشمالية. ورسمت خطة لتهريب سبعين آخرين من مزارع المالكين…
المرأة التي لم تقتنع بحياتها بعد تحررها وإنتهاء ثورة العبيد والتي دامت أربعة سنوات، إنما ناضلت من أجل حق المرأة في التصويت في الولايات: نيويورك وواشنطن وبوستن.
وهي أول امرأة سوداء تقود جيش في تاريخ اميركا كي تحرر 700 عبد وبقوة السلاح وبأستخدام الاساطيل البحرية ومساعدة الافارقة.
لذا إعتبرت هاريت اشجع نساء العالم التي سجلها التاريخ.
إنها الانسانة التي يجب أن يعرفها كل من يتوق للحرية وينبذ العبودية بكل اشكالها.

هاريت توبمان هو الأسم الذي إتخذته بعد تحررها إذ كان لها أسم آخر أثناء العبودية؛ فهاريت هو اسم والدتها أما توبمان فهو أسم زوجها. كانت إمراة ضعيفة البنية وقصيرة القامة، ولدت كعبدة من والدين عبدين في مزرعة في ماريلاند بأميركا، وفي عمر السادسة من عمرها أجرت من قبل مالكها للعمل في مزرعة أخرى. تعرضت للسوط هناك والذي ترك آثار في جسمها حتى وفاتها. وقد ضربت على رأسها في شبابها بشيء ثقيل مما أدى الى ارتجاج في دماغها مما أدى الى سماع أصوات عالية في الليل.

تزوجت من توبمان وهو رجل افريقي حر. ومن لحظتها بدأت تفكر في حريتها بعد أن ابلغها المالك بأنها لن تحصل على حرية تكوين عائلة وسيبقى هو المالك لها ولاطفالها في المستقبل. فقررت الهروب لوحدها بعد رفض زوجها مرافقتها، الى شمال الولاية حيث لا يوجد أثر للعبودية. أثناء الطريق قالت جملتها المشهورة ( الموت أو الحرية) عندما حاصروها أتباع مالكها على الجسر لاستعادتها، فألقيت بنفسها الى النهر الغاضب مفضلة الموت على الرجوع للعبودية، لتسير بعدها 160 كم على قدميها لتصل الى المنطقة الشمالية…

حصلت على حريتها وعملت كخادمة، وبعد عام قررت أن تجلب بقية افراد اسرتها فعادت الى المزرعة مرة اخرى ونجحت في مساعدة أخوانها ثم والديها المسنين. إنضمت الى منظمة تحرير العبيد هناك واصبحت قائدة لها بعد رضخ القس لها. عادت ولعدة مرات الى ولاية ولادتها لتهريب مجموعات أخرى من العبيد.

الملفت في هذه المرأة انها كانت تتبع إحساسها في إي إتجاه يسيرون فيه للوصول الى المناطق الشمالية. وطيلة عملها كمحررة لم يمسك أي عبد من قبل مالكه، أي أن عملية تحررهم لم يحدث أي خسائر بالارواح، لكن مالكيهم تضرروا كثيرا.
عملت كطاهية، خادمة، غسل ملابس الغير بالاضافة الى عملها كمحررة لابناء قومها. عاشت حياتها فقيرة حتى توفيت بعمر يناهز ال 91 عام… لكنها بقيت مخلدة في رؤوس الافارقة الامريكيين… والى كل من يتوق للحرية وكسر قيود العبودية بكل أنواعها.

المصدر: ويكبييديا
ترجمتي / فارحه عيدان