نسويات



نادية خلوف
2020 / 11 / 24

أنا الموقعة أدناه:
امرأة تحبّ الرّجال
عندما تحبّ المرأة رجلاً تنسى هويتها
تتفرغ لتصيغ هوية جديدة تسميها : هويّة الحبّ.
قد أكون نادمة لأنّني لم أبع جسدي مقابل المال . لو فعلت ذلك، لكنت أنقذت حبيبي من الطّفر، و أولادي من المعاناة.
هكذا كنت أعتقد أن الشّرف يقع في أنوثتي، امتنعت عن البيع رغم أن العروض غير المباشرة كانت كثيرة. صحيح هي عروض مجانية تقريباً ، السياسيون لا يحبون إنفاق المال على الجنس، يرغبون أن تتبرع به النساء كونهنّ ثوريات. لم أفهم عليهم. هل تصدقون أن فهمي كان بطيئاً؟ كانت صديقتي الذّكية هي من التقطت أول عرض لي، ملأ فراغها، و أوصلها إلى حبّ حياتها الذي يملك الثروة و المال، بل إنّه حضر حفل زواجها.
الحقيقة ، وبعيداً عن السّياسيين الذين يكملون شخصيتهم بامرأة قد لا تكون زوجة، يعرّضون صدورهم أمام رفاقهم ، لكنّ معاناة الرجل الحقيقي لا تقل عن معاناة المرأة الحقيقية، قلّة من الرجال يرمون بأولادهم إلى المجهول بحجة أنّ زواجهم كان فاشلاً لأن الأم كانت سليطة اللسان ، عادة يكون أولئك الرجال في منتصف العمر، يهربون من مسؤولياتهم، فهم ليسوا آباء على كلّ حال، الأب هو الذي يتابع تطور ابنه عن قرب، ويمسح على كتفه، وليس أباً افتراضياً. زاد عدد الأولاد الذين يرفضون الآباء الذين تخلوا عنهم من الجنسين، ويبدو أن الآباء مسرورون بابتعاد أبنائهم، يخطّون صفحات من الحبّ في العالم الافتراضي. هؤلاء قلّة، أغلب الرّجال يحاولون تأمين حاجات أسرتهم في هذا العالم الموحش، أغلبهم متمسّك بزوجته و أطفاله. طبعاً هو ليس إله، وليس معصوماً عن الخطأ، وليس ذنبه أن العالم بأسره ذكوري، وقبل كل شيء تلك المرأة التي تردح ليل نهار مطالبة بحقوقها، لكنّه تحمي الذكورة من خلال تربيتها لأولادها. من الطبيعي أن تسعى النّساء إلى المساواة ، و من الطبيعي أيضاً أن يقف في وجهها رجال الدين، و السلطة، ووجهاء العشيرة ، وهذا لا يدعو إلى النوح ، وقتل النفس تحت مسمى ضحية، فالضحية هي من تقتل ، و ليس من تستطيع أن تمارس حياتها بطريقتها حتى لو كانت ضمن مجتمع ذكوري.
عزيزي الرّجل: أحبّك رجلاً يتحمّل المسؤولية .
أحبّك كما أنت اليوم إلى أن تتغير الظّروف فلا أنا ولا أنت قادرين على تغييرها.
أحبّك حقيقياً ، و أمتعض من منشوراتك حول الزوجة الجديدة التي تسميها حبيبتي. أين الخبز و الملح ، و العشرة مع أم الأولاد؟
كن رجلاً حقيقياً، وسوف أكون امرأة محبّة دون قيد أو شرط.