رنين راغمة في روايتها-نساء وبلاء- تدق على جدار ظلم المرأة، وتطرق باب-تابو-عالم المرأة القانوني والاجتماعي



عصام الحلبي
2020 / 12 / 3

الكاتبة دراغمة في روايتها"نساء وبلاء" تدق على جدار ظلم المرأة، وتطرق باب"تابو"عالم المرأة القانوني والاجتماعي
كتب عصام الحلبي
تجهد الكاتبة رنين دراغمة في دق جدار المحرم"التابو" الاجتماعي كما يسميه اولي الامر عشائريا وقانونيا ، انه القلم الانثوي المتمرد احيانا، والمجامل حينا اخر ، تتخذ دراغمة من الرواية اسلوبا لثقب جدار الصمت الاجتماعي، وقوانين تقوم الخطأ، وترفع الظلم من خلال ما حملته لشخصيات روايتها.
رنين دراغمة’ ومن موقع مسؤولية المثقف، والكاتب في ابراز ماهو جميل وايجابي والتشجيع على تطويره، وتسليط الضوء على كل ماهو سلبي بعين الناقد والمصوب ’ ابدعت دراغمة من خلال كتاباتهاالسابقة المتعددة ’ وفي روايتها" نساء وبلاء" سلطت الضوء على الظلم والتهميش الاجتماعي والقانوني.
تحاكي الكاتبة في روايتها" نساء وبلاء" واقع المرأة في الوطن العربي بشكل عام , والمرأة الفلسطينية بشكل خاص.
قدمت الكاتبة روايتها بشكل درامي مشوق من خلال شخصيتها التي اقتبست بعضها من الواقع .وتطرقت من خلال شخصياتها الى دور المؤسسات الداعمة للمرأة في حل مشاكلها وتقديم العون والدعم لهن على جميع الأصعدة ، وتشجع اللواتي يعانين من الاضطهاد والمشاكل الاجتماعية بالتوجه لهذه المؤسسات.
رواية جريئة كما اعتدنا أن نقرأ لها، ويعد هذا الإصدار الأدبي الثالث، والذي طبع في دار الاعلام والنشر ، ب 200 صفحة من القطع الوسط.
أبصرت الكاتبة والروائية الفلسطينية رنين دراغمة النور , في العام 1992في بلدة طوباس ، البلدة الشاخصة بعين الحارس على اقدم مدينة في التاريخ" اريحا"، المتوغلة في التاريخ الفلسطيني بكل تفاصيله.
ولدت وترعرعت في وطن يعاني من الاحتلال الاسرائيلي وظلمه وجرائمه، احتلال يعيث فسادا في كل شيْ، ويعمل على وقف عجلة تقدم وتطور المجتمع ، لابل يسعى الى هدمه واثارة كل اسباب الفرقة وعدم التطلع نحوالسير بخطوات واثقة لولوج وبناء مجتمع يتكامل فيه كل شرائح وفئات المجتمع الفكرية والاجتماعية دون، تمييز أو تهميش في ابهى صورة تكاملية.
ومن أجل تسليط الضوء على الرواية اجرى الاعلامي عصام الحلبي من بيروت حديثا خاصا مع الكاتبة رنين دراغمة عبر" فيس بوك| مسنجر" حيث قالت دراغمة:

لاقت الرواية ترحيبا واسعا بين القراء ،و اهتماما من المؤسسات النسوية." نساء وبلاء" رواية تثير جدلاً بشكل مفصل عن معاناة المرأة في المجتمع وتسلط الضوء على ما يتعرضن له من ظلم ..قتل ..تعنيف ..استغلال .. ..اغتصاب ..تحرش جنسي من قبل المحارم ..والنظرة الدونية لبعض النساء كالارامل والمطلقات ..،

وأفصحت الكاتبة دراغمة أنه تم الاتفاق مع عدة مؤسسات لنقاش الرواية باكثر من مدينة في فلسطين ، وأولها مؤسسة العمل النسوي في مخيم جنين بإدارة تهاني الغول مديرة المؤسسة .
وحرصت الكاتبة في روايتها على اظهار التمرد ورفض الظلم من خلال شخصيتها الرئيسية "ريما" التي تحاول دعم النساء وتلعب دور المحرض على التمرد على الظلم وانتزاع الحق ..(الاستسلام لا يجب أن يكون إحدى خيارتنا لا مشكلة بأن تخاف لا مشكلة في البكاء لا مشكلة بالسقوط والهزيمة ما نحن إلا بشر ، لكن لا تدع اليأس يسيطر عليك ، استمر للمضي للحياة عش حياتك مهما كنت استمتع بما فيها ، واطرد يأسك)
واشارت دراغمة الى ان التطور الثقافي والوعي لدى عامة الناس ،و وجود المؤسسات النسوية هي التي شجعت المجتمع للمبادره بخوض الجدل في مجتمع النساء خاصة ،و وجود هذه الجهات شجعت بشكل كبير أي فتاة أن ترفع صوتها حين يقع الظلم عليها.
وطالبت دراغمة بتطوير القوانين المتعلقة بالقضايا الاجتماعية وخاصة المرأة، فالواضح أن السطوة والحكم العشائري هو الكارثة الإنسانية في قضايا القتل العمد، أو بعض العادات والتقاليد الاجتماعية التي تسلب من المرأة حقوقها مثل الورثه ،أو الحرمان من التعليم أوالاجبار على الزواج.
.
ولفتت ان السبب الأول والرئيسي الذي يعيق مهمات المؤسسات النسوية هو العادات والتقاليد والأعراف ،والثقافة السائدة عنها والفكرة العامة عنها، فغالبية المجتمع يعتقدون أن هذه المؤسسات تعمل على فساد المرأة وليس حمايتها ورعايتها.
وحول مفهومها للحرية قالت دراغمة: حصول المرأة على حقوقها الاجتماعية والثقافية والتعليمية، والمساواة في العمل والحقوق والواجبات, و الحقوق السياسية بما يرضي الدين المعتنق كوني مسلمة
وافصحت الكاتبة رنين دراغمة أن روايتها القادمة والتي ستحمل عنوان " الوتر الحساس" ..تناقش الالحاد والديانات بشكل مفصل وجريئ وسلسة قصصية للاطفال الصغار.
انها العادات والتقاليد المتحكمة بالمجتمعات العربية في ظل غياب القوانين الواضحة في قضايا المجتمع , وخاصة في حقوق المرأة.