اغتصاب بتوقيع المأذون الشرعي ومباركة الأب.. الأهل ليسوا دائماً على حق.



كفاح زعتري
2020 / 12 / 6



مراهقة بعمر الولدنى مثل كل المراهقات/ين، يلفت نظرها شاب، ربما كان ممثلاً؟ أو أحد الباعة؟ أو قريباً، أو أحد الجيران، أو كلهم معاً؟ تتبدل المشاعر بسرعة التغيرات التي تطرأ على نمو الفتاة أو الشاب. هي حالة طبيعية تحتاج من الأهل تفهم وقرب أكثر من الابن والبنت.

وردة في عيد الحب غيرت حياتها
ديمة كأي بنت في عمرها، أحست بمشاعر خاصة تجاه أحد أقاربها، وبعيد الحب قدم لها وردة عند باب المدرسة، رآها الآذن، ولأن البنات كلهن بسعر بناته! كان لا بد له من الوشاية بها للإدارة، وهناك ضربتها المديرة واستدعت والدها.

المنطق أن يتفهم الأهل ويستوعبوا الصبية ويدعموها، ليكونا هما أيضاً محل ثقتها. لكن كان لأهل ديمة رأي وتصرف مختلف؛ (البنت أكلت قتلة حشك ولبك) ومنعت من الذهاب إلى المدرسة، والخروج من المنزل، مُنع عنها التلفون وكل وسائل التواصل، وخلال شهرين بنت ال 15 سنة كانت عروساً في بيت زوجها!!

الأهل ليسوا دائماً على حق
التبرير الشائع أنًّ الأهل يعرفون مصلحة بناتهن وأبنائهم، أو “أنتِ صغيرة ولا تعرفين مصلحتك”. السؤال المنطقي؛ كيف تتزوج بنت صغيرة وتتحمل مسؤولة بيت وزوج وثم طفل وعلاقات اجتماعية، وهي لا تعرف مصلحتها؟ كيف تؤتمن على كل تلك المسؤوليات؟!!

الزوج السعيد بعروسته الصغيرة لم يحاول أن بتقرب منها ويستحوذ على مشاعرها، لم يمهلها حتى تألفه وتقبل وصاله، كان برأسه فقط أن يحصل على عذرية الفتاة، لتسقط كل المشاعر الأخرى. في ليلته الأول وأمام الجسد الفتي لا مكان لحديث ولا مجال للصبر، هي حلاله وهو يحلم بهذا اليوم منذ الطفولة، بعد أن ضاجع بأحلامه بنات الحارة وقريباته ووو… الآن فقط كانت حقيقة، امرأة بين يديه ليفعل بها ما يشاء.

اغتصاب بوثيقة شرعية
لكن الأمر مختلف جداً بالنسبة لفتاة انتقلت خلال شهرين من حال إلى حال، كان قريبها وأكبر منها، لم يلفت نظرها يوماً أو يتحدثا معاً، وبعد الخطبة لم يسمح لها بحديث خاص معه، إلى أن وجدت نفسها في غرفة مغلقة مع شخص لا ترغب به ولا تحبه، أرادت أن تعتذر، تطلب بعض الوقت للتعارف والتقارب على أمل أن تتقبله. لم يرغب أن يسمع أو يفهم “تعطلت لغة الكلام” باختصار كان اغتصاب بتوقيع المأذون الشرعي ومباركة الأب.

طبيعي أن تبقى محتفظة بذكرى سيئة، وأن ترافقها مشاعر الرفض، خاصة أنه لم يحاول أن يكون لطيفاً ومتعاوناً، لم يراع طفولتها ويحترم مشاعرها ويساعدها لتخطي الحاجز بينهما، بل كان حاد الطبع سليط اللسان و متطلب جداً، بالنسبة له كانت زوجة وعليها القيام بكل واجبات الزوجة، وبالنسبة لوالدته؛ (ما دامت تزوجت وأصبحت امرأة فقد أصبحت كبيرة).

معادلة الطلاق أو الأولاد
بالطبع أصبحت كبيرة جداً، أنضجتها التجربة وصار لديها ثلاثة أطفال. أرادت الطلاق لأسباب كثيرة، تفهم والدها هذه المرة وتعاطف معها ولم يمانع، لكن طلب منها أن تترك أطفالها عند أبيهم وجدتهم، كان طلبه صعباً، تراجعت عن قرارها ورجعت إلى بيتها.

وكحال الكثير من السوريين كان نصيبها أن تأتي وعائلتها وأهلها إلى أوربا. وهناك خلال شهور تجرأت وتقدمت بدعوى طلاق عن طريق محامية، وحصلت عليه بعد سنة مع الاحتفاظ بحضانة أطفالها، وكانت قد استقلت بسكن مع الأولاد. اختارت نهج لحياتها مغاير للذي رسمه والداها.

الأهل ليسوا دائماً على حق.